الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الخليل تغرق في المياه العادمة

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين

الخليلي أبو عزمي، رجل خمسيني، كان يمسك بيده دلواً صغيراً ويسحب الماء فيه، وبصيغة أدق المياه العادمة التي غرق به محلّه التجاري في البلدة القديمة بالخليل، ويسكبه على الشارع، أملا بعودتها لموطنها _الصرف الصحي_ الذي هربت منه كونه متهالك منذ سنين طويلة.

انحناء أبو عزمي الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات وهو ينتشل المياه العادمة من داخل محله الذي غرق مع أول سقوط للمطر، جعلت من صوته يختنق ولا يكاد يخرج من قيود قفصه الصدري ودمعاته التي تنزل كالغيث لتطهره مما دنسته المياه العادمة التي ملئت محلّه التجاري وأصابت ثوبه وبدنه.

"من الساعة السابعة نزيل "الششمة"_المياه العادمة_ من الدكاكين، ماذا عملت البلدية، ماذا عملت لجنة اعمار الخليل، ماذا عمل المحافظ، ماذا فعلت الغرفة التجارية، أين المتعهد، نريد أن نعرف، أخذ المتعهد تعهد على نفسه أن ينجز المشروع بشهر أيلول، فنحن الان بأي شهر، حرام على دينهم، هل نرحل ونغلق محالنا، هذه ليست حياة، نحن كلما أمطرت السماء نغرق بالمياه العادمة متر ومترين. ما هذا البلاء، ، هذه ليست حياة، فهل نسلمها لليهود ...؟!" قال أبو عزمي.

الصخب ملء حواري البلدة القديمة لا سيّما القصبة والقزازين وخزق الفأر، خاصة أن غرقها هذا العام ليس بماء الشتاء فقط، وإنما بالمياه العادمة التي زادت الطينة بلّة كما يقول وائل الخطيب :" البلدة لا تغرق بالماء النظيف، وإنما بالمياه العادمة، وهذه المياه تأتي من رأس الجورة كأعلى نقطة وكل الخليل وصولا للبلدة، وهذه المعاناة دائمة، يقولون لنا اصمدوا بالبلدة، وأنا جاهز لذلك، لكن أريد فقط بنية تحتية، شارع نظيف، رائحة جيدة، لا أريد مالا ولا غيره، لكن عندما يكون الشارع مليء بالقاذورات والنجس، فلا أريد المنطقة ولا دخولها".

أما الحاج طه سيد أحمد يقول أن الكلام لم يعد له فائدة كونه يناشد منذ أكثر من عشر سنوات "المسؤولون من لجنة اعمار وبلدية الخليل يزوروا فقط مكان العمل، والمشكلة الحالية لها ثلاثة شهور، أما في وضعها السابق فقد كانت تغرق فقط عند الشتوية الكبيرة، فهناك أكثر من عشرين محلاً تجاريا قد غرق بالمياه العادمة ناهيك عن المحلات المغلقة".

الشاب حمزة دوفش يشير أن البلدة غرقت يوم الجمعة بالمياه العادمة لمستوى يقارب المتر. "اتصلنا على الدفاع المدني والبلدية لكن لم يلبي نداءنا أي أحد، وما نقوله " إذا أرادوا أن يعيش أهل البلدة القديمة بأمن وأمان ولا يهجروها فاليؤمنوا الحياة لهم".

في إطارها الرسمي حذّر مسؤول قسم الصحة في بلدية الخليل المهندس مروان الأخضر سكان وأصحاب المحال التجارية في البلدة القديمة قائلا :" الرسالة التي نوصلها للمواطنين في البلدة القديمة خذوا أقصى درجات الحيطة والحذر لان الموضوع لن يكون سهلا في الشتاء الحالي".

"موضوع البلدة القديمة لا يزال شائك حتى اللحظة، كنت أرغب بإعطاء معلومات مطمئنة، لكن للأسف الأمور لم تنتهي بعد، فهي ببدايتها، كنا قد وضعنا كل جهودنا كبلدية ولجنة اعمار ومحافظة ان ننهي معاناة المواطنين هذا العام، لكن لأسباب خارجة عن السيطرة معظمها تتعلق بأسباب خارجية عن جهات خارجية" قال الأخضر.

يقول الأخضر "المشروع يتكون من أربع مراحل، تم انجاز 80% من المرحلة الأولى والتأخير كان بسبب عدم وجود موافقة إسرائيلية التي تأخرت شهرين ونصف، إلى جانب تأخر الممول بنك التنمية الإسلامي شهرين آخرين. لكن بكل الأحوال المشروع قد بدأ بتنفيذه وضمن الخطة سيستغرق خمسة شهور، لكن توصيات البلدية أن ينجز خلال شهرين".

الاحتلال طلب من بلدية الخليل مخططات تفصيلية حتى بالمرور كما يبين الأخضر "المقاول جهز الخطة كاملة، ولم ندخل إلا بموافقة الاحتلال، وطلبنا منهم فتح خزق الفار لكن للأسف وبعد عدة جلسات لا يوجد تجاوب إسرائيلي. وإذا بقي خزق الفأر مغلق سترتفع المياه لربما مترين".

في البحث عن موانع حدوث كارثة في البلدة القديمة قال الأخضر "في الواقع موضوع الفيضان له عشرين سنة، ونؤكد على خطورته، لكن ما نستطيع قوله إن المشاريع بدأت وهذا هو الأمل".

Loading...