الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

"جدول الكهرباء" الامتحان الأصعب للطلبة بغزة

غزة - راية
سامح أبو دية –

"اليوم أفضل من الذي يليه، وغداً قد يكون أفضل من بعده"، هكذا يعتبر المواطن الغزي الحال بالنسبة للكهرباء "أم الأزمات" في القطاع، ففي كل يوم يمر تزداد أزمة الكهرباء سوءً، وتتفاقم مأساة الغزيين في كافة القطاعات دون حلول في الأفق، وكل ما يملكه المسؤول مجرد "وعود" لم تلامس كبد الحقيقة التي يجهلها معظم المواطنين.

بالأمس أعلنت سلطة الطاقة بغزة عن إيقاف أحد مولدات محطة الكهرباء بشكلٍ مؤقت مع الاستمرار في عمل مولد واحد فقط بذريعة عدم توفر الوقود الكافي، تزامناً مع تعطل الخطوط المصرية منذ أيام، مما ينعكس بمزيد من الإرباك على برامج التوزيع الحالية.

الطلبة بجميع فئاتهم هي الشريحة الأكثر تضرراً وشعورا بالمأساة، بل هم الضحية هذه المرّة، فكم هو مرير ومؤلم حال هؤلاء الطلبة في المرحلة الاولى من العام الدراسي، يحتاجون لساعات طويلة من أجل استعداد أفضل للاختبارات المدرسية والجامعية، غير أن ساعات وصل التيار الكهربائي القليلة لم تسعفهم على تحقيق مرادهم.

"أسيل" طالبة جامعية تدرس الصيدلة في جامعة الازهر بغزة، تخصصها يحتاج لدراسة معمقة وطويلة قد تستهلك من يومها القسم الأكبر؛ استعدادا لامتحان نهائي قاسٍ، الا أن الساعات الثلاثة التي تصلها فيها الكهرباء لا تفي الا بقدر ضئيل من الحاجة وأمام ضغط نفسي مؤثر.

الطالبة الجامعية لا تكترث لسبب الأزمة وعلى من تضع اللوم في مأساتهم؛ بقدر اهتمامها بتحسين أوضاع الكهرباء في قطاع غزة وزيادة ساعات وصل الكهرباء التي أصبحت كـ "ضيف عزيز" يزورهم 3 ساعات فقط يوميا ويغيب عنهم 12 ساعة أو أكثر أحيانا.

أسيل (20 عاما) وصلت الى حد غير مسبوق من المعاناة في دراستها وأصبحت لا تطيق استمرار الحال الذي أثر سلباً وبشكل ملموس على دراستها ونتائجها، في ظل الحاجة للكهرباء من ليس فقط للدراسة ولكن أيضا لمساعدتهم في تخطي أيام البرد القارس هذه.

أما "مؤمن" طالب جامعي يدرس الهندسة، أصبح في صراع مع الوقت هذه الأيام، فأزمة الكهرباء وضعته أيضا أمام اختبار صعب للغاية يفوق صعوبة الاختبارات الجامعية، فعند وصل التيار الكهربائي تنظر أعينه الى الساعة المعلقة على الحائط ربما أكثر من مما تنظره الى كتبه ومراجعه الجامعية.

ليس هذا وحسب، فالجدول غير الواضح وغير المسبوق، وضع مؤمن أمام خيارات أحلاها مر، ولم تعد تجدي نفعًا كما السابق مثل "اللِّدات" و"المولدات الكهربائية"، فتلك البدائل أصبحت غير كافية ولا تغطي الحاجة، ولك أن تتخيل بطارية جهزها مؤمن للطوارئ أصبحت دون فائدة، فهي تحتاج لساعات لشحنها وتجهيزها للإضاءة أكبر من ساعات وصل الكهرباء الطبيعية التي يتم ايصالها.

ويشير مؤمن الى أن دراسته تحتاج الي جانب عملي الكتروني على جهاز الحاسوب، ما يفاقم أزمته ومعاناته، في ظل ارباك جدوله الدراسي الذي لا يتوافق دائما مع وصل التيار الكهربائي، مما يجعله أيضا مضطر للسهر ليلاً لاستكمال جزء من دراسته، ما يسبب له ارهاقاً جديداً.

الأزمة تشتد يومًا بعد يوم دون مراعاة أبسط حقوق هؤلاء الطلبة في الحصول على بيئة تعليمية تكفل لهم حقهم في التعلم والتعليم، فبعض الطلاب لا يأمل في المحافظة على تفوقه، وبعضهم بدأ يلامس انخفاض تحصيلهم المدرسي أو الجامعي وكل ذلك بسبب "الكهرباء"، فلا عذر يعفيهم من ذنب لم يقترفونه بأيديهم.

في كل بيت يحتوي على طلاب مدرسة تشتد الأزمة والضغوط النفسية على الأسرة، الأم والمُدرِّسة "رنا" لا تنفك عن ملاحقة أبنائها الثلاثة خاصة في ساعات المساء، من أجل اعطاء كل واحد حقه في الحصول على ساعة من المساعدة البيتية على نور الكهرباء، استعدادا لاختبار صعب ينتظرهم في اليوم التالي.

3 طلبة أصغرهم في المستوى الثالث من المدرسة، تستغل الأم ساعات النهار قد المستطاع وعلى نور الكون الطبيعي تضطر لمساعدة أبنائها على تحمل الوضع المأساوي الذي يعيشونه والذي أنتجته أزمة الكهرباء التي لاحقتهم لأكثر من 10 سنوات، وما أن يحل الظلام حتى تشتد المعاناة والضغوط النفسية عليهم.



تقول رنا: "أنا أم، لديّ 4 أبناء، 3 منهم طلبة مدارس، ولا انسى أنني ربة بيت ولديّ واجبات منزلية، يصلنا التيار الكهربائي 3 ساعات وربما متقطعة، كيف لي أن اساعد أبنائي الطلبة، وانجاز الواجبات المنزلية، نحن في أوضاع كارثية، ولن ألوم أبنائي ان قل تحصيلهم ونتائجهم الدراسية".

وتضيف: "ساعات فصل الكهرباء قد تصل الى 14 ساعة متواصلة، نستخدم البدائل مثل البطاريات واللدات فلا تكفي، ثم نبدأ بالدراسة على أضواء الجوالات وهي لا تكفي أيضا، ماذا عسانا أن نفعل؟ الى متى ستبقى الأزمة قائمة وتشتد يوما بعد يوم؟".

في أحاديث معظم الطلبة الذين قابلناهم، يدعون سلطة الطاقة والقائمين على قطاع الكهرباء بغزة الى ايجاد حلول انسانية سريعة لمثل تلك الأوقات التي تزدحم فيها الامتحانات، من أجل اسعافهم على مواصلة مسيرتهم التعليمية.

يذكر ان الاحتجاج على استمرار وتفاقم أزمة الكهرباء أخذ منحنى جديد في الأيام القليلة الماضية، وبدأ الغزيون بالخروج في مسيرات علنية تطالب بإيجاد حل للأزمة في ظل ملل المواطن من التصريحات والوعود غير المجدية، فضلاً عن هجمة غير مسبوقة تزداد يومياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنقد القائمين والمتحكمين بقطاع الكهرباء.

Loading...