الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 12:44 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:02 PM
العشاء 8:19 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

الخزف .. الهوية الخليلية

الخليل- رايــة:
طه أبو حسين

بحرفة يزيد عمرها عن 400 عام، تروي مدينة الخليل حضارة شعب عمر فلسطين منذ مئات السنين، وبمنحوتات السيراميك والخزف لا تزال الخليل تحجز لنفسها مكاناً مرموقاً على خارطة الإبداع والتميز.

البدايات كانت مع إدخال العثمانيين لصناعة الخزف والسيراميك إلى المدينة لتتوارثها الأجيال منذ ذلك الحين، ويطلق على بعض أحيائها اسم "حارة القزازين" لكثرة أصحاب هذه المهنة القاطنين فيها.

وأصبحت مهنة صناعة الخزف والزجاج ترتبط عبر التاريخ بعائلات معينة في المدينة لا تزال تحافظ على مهنة أجدادها، وتورثها للأبناء جيلا بعد جيل.

ويقوم اقتصاد المدينة، رغم تطورها تقنياً، على الحرف التقليدية التي توارثتها الأجيال عبر عقود طويلة، أهمها الخزف (السيراميك) وهو من فصيلة الفخار، الذي كان أحد الحرف التقليدية الأربعة التي كانت سبباً بتتويج الخليل خلال عام 2016 بشهادة مجلس الحرف العالمي "الخليل مدينة حرفية عالمية".

ويعود الخزف (السيراميك) إلى أقدم العصور، والتاريخ المكتوب لم يجزم بدايته الحقيقية غير أنه لقي ذروته فترة الحضارة الإسلامية، له نوعان اثنان "الفخار؛ عبارة عن مادة فيها مسامات، والخزف المطلي بالزجاج خالي من المسامات" قال المدير العام لشركة هولي لاند سيراميك للخزف والزجاج، ممدوح مسودي.

صناعة الخزف تأتي على هيئتين مختلفتين كما يذكرها مسودي "الأولى يدوية فخارية، بواسطة الدولاب، وبها تصنع كل الأواني من تحف وفناجين وأسرجة وكافة أشكال التحف القديمة".

أما الطريقة الثانية "صناعة تبدأ بقالب الجبص، تصب الطينة على القالب، وبعد النشاف توضع بالفرن، تستغرق العملية 24 ساعة من لحظة اشتعال الفرن حتى بروده، فتصبح المادة صلبة، وبعدها تكون الرسومات مطبوعة على (كليشيهات)، تطبع على الأواني ثم تلون، بعدها نضع عليها مادة (الجليز) التي تعطيها لمعة، ثم نعود ونضعها بالفرن لمدة 24 ساعة أخرى، فتخرج جاهزة بشكل جميل وتكون جاهزة للاستخدام، علما أن حرارة الفرن تكون 1000 درجة مئوية".

كما أن الطينة التي يصنع منها الخزف نوعين اثنين، هما الطينة المحلية (القلالة) ولونها أحمر، تستخدم للفخار تحديداً، تستخرج من الجبال، ويتم نقعها بالماء مدة من الزمن حتى تتماسك مع بعضها، ثم تقطع لقطع صغيرة حتى يتسنى استخدامها بالشكل المطلوب كما ذكر مسودي.

والطينة الثانية مستوردة من الخارج، وضع عليها موادا معينة تجعلها تتماسك وتبقى مرنة لحين استخدامها.

في المنازل والمؤسسات الرسمية والمجتمعية في محافظة الخليل تحديداً، لا بد لك أن ترى على جدران الخزف الخليلي، على هيئة صحون، أو ساعات حائط، أو خارطة فلسطين، أو غيرها من الشعارات والرموز التي تعكس التاريخ والثقافة الخليلية.

لا يستعمل الخزف لغرض الزينة فحسب، بل هناك انتشار لهذه المنتجات في المطابخ وبعض الفنادق التي تهتم بالصناعات التقليدية، فهناك السكاكر والفناجين والأباريق والصحون بمختلف أحجامها وغيرها من احتياجات ومستلزمات المطبخ.

معظم انتاج الخليل للخزف يذهب للقدس وبيت لحم كونهما مدينتين سياحيتين، علما أن ما نسبته 50% من الإنتاج الكلي لشركة هولي لاند سيراميك يكون بالشراكة مع الجمعيات التعاونية، غير أن هناك تصديراً كبيراً لفلسطينيي الداخل المحتل، إلى جانب التصدير للأردن التي تعتبر محطة توزيع للدول أخرى، في سبيل تعميم ونشر الهوية الثقافية للخليل خاصة وفلسطين عامة.

Loading...