الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

2017 في القدس...من للقدس!

القدس المحتلة-راية:

فداء الرويضي

ككل عام، وقبل أن تدق الساعة الثانية عشر بثوان قليلة، يتجمهر المحتفلون ببدء العام الجديد، يبدأ العد التنازلي وتنطلق المفرقعات، نضيف رقما جديدا في خانة العام الميلادي، وتتوالى الأمنيات، وتتسابق المحطات التلفزيونية على مقابلة لمنجم يتوقع أحداث العام الجديد.

وبين دولة وأخرى، ومدينة وأخرى، تبقى القدس كما هي في هذه الساعة، فارغة، كمدينة أشباح بلا سكان، لا فرح فيها ولا ألم، لا مكان للإحتفال بعام جديد، ففي كل شارع فيها ذكرى لرصاصات انطلقت من زناد جندي بلا شفقة على جسد أحد المارة بتهمة "الاشتباه"، وفي أزقة أخرى ذكرى أخرى لجندي يكبل يد طفل ويجره الى الإعتقال بلا تهمة، وبجانب مقابر المدينة ذكرى لأهالي شهداء انتظروا أن يزفوا جثامين أبنائهم طويلا بعد أن احتجزوا في ثلاجات العذاب الباردة، فزفوهم بلا زفة و بلا بكاء ولا حتى "زلغوطة" فالوقت قصير ومحدد وعدد الأشخاص لا يتجاوز الثلاثين وشروط قاسية فرضت على التسليم، وفي أحياء المدينة هدمت منازل عدة وشرد أفرادها، الاستيطان في المدينة يتوسع، ومسجد أقصاها ينتهك والمصلون يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل، هكذا كان العام الماضي، كما الأعوام السابقة، مع تغير الإحصائيات لإنتهاكات أنهكت كاهل القدس وأهلها، فما الجديد في عام جديد.

اعدام ميداني

أعدم الاحتلال العام الماضي ١٣ مقدسيا، اغتال ضحكة، واقتنص حكاية، أرقام بين علامتي تنصيص توضع خلف أسمائهم تمثل عمرا توقف حين توقف النبض، وبات الشهيد خبرا عاجلا، وشهداء العام الماضي هم: الطفلة حاملة الابتسامة الرقيقة رقية أبو عيد "13 عاما"، اغتالتها رصاصات حارس مستوطنة مقامة على أراضي القرية التي كانت تقطنها "عناتا"، و محمد حلبية "١٧ عاما" الذي بقي جثمانه ملقى على الأرض ينزف لأربع ساعات، ومحمد أبو خلف "٢٠ عاما" الذي مزقت جسده عشر رصاصات لتنزف دماؤه على بلاط "ساحة باب العامود"، والشهيدة فدوى أبو طير "٥٢ عاما" التي ما زال أبنائها الخمسة وأحفادها الثمانية يفتقدونها، وفؤاد أبو رجب "٢١ عاما" الذي أبعدت عائلته قصرا الى الضفة الغربية، والشهيدين محمد الكالوتي وعبد المالك خروب "٢١ عاما" وعبد المالك أبو خروب "١٩ عاما" الذين جاؤوا من خلف جدار فصل عنصري ليزفوا شهداء من القدس، والشاب أنور السلايمة "٢٢ عاما" الشهيد العريس الذي لم يمض على زواجه شهرين فاستشهد، ومصطفى نمر "٢٧ عاما" الذي اعترفت مخابرات الاحتلال لأهله أن قتله تم عن طريق الخطأ، ونسيب أبو ميزر "٢٨ عاما" الذي ترك ينزف على حاجز قلنديا دون علاج، ومصباح أبو صبيح "٤٠ عاما" الأب لخمسة أطفال، وعلي شيوخي "٢٠ عاما" الذي بقي ينزف أسفل سيارة حتى استشهد، ومحمد زيدان سلام "١٤ عاما" الذي كان مريضا بالكلى وكانت الأنانيب تلف جسده الصغيرة، أعدمته مجندة بعد أن طلبت منه رفع قميصه لدى مروره عند حاجز مخيم شعفاط.

أما مع بداية العام الجديد، فأعدم الاحتلال  فادي قنبر "٢٨ عاما" ليترك خلفه أربعة أطفال أصغرهم رضيع، قتله الاحتلال صباحا وسارع "الكابينت" للإجتماع مساءا وقرر هدم منزل العائلة وسحب اقاماتهم  وعدم تسليم جثمان الشهيد، وسارعوا لإعتقال أفراد عائلته واحدا تلو الأخر، وها هي العائلة اليوم تنتظر هدم منزلها بأية لحظة.

بين حق يسلب وأفضلية تمنح

على فترتين في اليوم وفي جميع أيام الأسبوع عدا الجمعة والسبت يقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى، ويؤدون صلاواتهم التلمودية خلسة، في حين تمنع ستين سيدة في دخول ذات الباحات، لتؤدي حقها في الصلاة، وبين حق يسلب وأفضلية تمنح، سجل هذا العام العدد الأعلى لإقتحامات المستوطنين مقارنة بالأعوام الماضية، وبحسب دائرة الأوقاف فاقتحم الأقصى هذا العام 14 ألفًا و806 مستوطنا، أما في عام 2015 فقد اقتحمه 11 ألفًا و589 مستوطنا، و11 ألفًا و878 عام 2014، و9 آلاف و75 مستوطنا في عام  2013.

وفي الشهر الأول من العام الحالي لم يتغير صباح الأقصى، فالإقتحامات مستمرة، دون جديد، لنسجل في نهاية العام الجديد احصائية جديدة لرقم جديد لإقتحامات دنست المسجد الأقصى.

اعتقالات بالجملة .. وأحكام عالية

خارج من المدرسة، أو ذاهب الى العمل، أو لربما تكون قادم الى المنزل، أنت في طريق القدس وأحيائها إذن أنت معرض للإعتقال بأية لحظة، وإن كنت في منزلك بالقدس فأنت أيضا معرض للإعتقال بعد اقتحامه، إن كنت بالمدرسة، أوبمؤسسة، أو في ساحات المسجد الأقصى، في أزقة البلدة القديمة أو عند أحد أبوابها، في سلوان أو العيسوية، الطور أو جبل المكبر، مخيم شعفاط أو بيت حنينا، صور باهر أو الشيخ جراح، الصوانة أو واد الجوز، شعفاط أو بيت صفافا، أو أو أو...

حسب احصائية نشرها مركز معلومات وادي حلوة - سلوان في تقريره السنوي أن الإحتلال اعتقل العام الماضي 2027 شخصا من مدينة القدس، بينهم 79 سيدة، 71 مسناً، و 754 قاصراً ومن بين القاصرين المعتقلين 57 طفلا أقل من جيل المسؤولية –أقل من 12 عاماً-، و13 فتاة، و 38 طالباً اعتقلوا أثناء توجههم الى مدارسهم أو بعد انتهاء دوامهم المدرسي.

الشهر العام من العام الحالي لم يختلف عن الأشهر والأعوام السابقة فاعتقلت قوات الاحتلال العشرات من المقدسيين نصفهم قاصرين.

ودفع أطفال القدس العام الماضي ضريبة "الأحكام العالية" ليقضوا أجمل سنوات العمر في معتقل لا يرحم، فحكم الاحتلال على أحمد مناصرة بالسجن الفعلي لمدة ١٢ عاما، واسراء جعابيص بالسجن لمدة ١١ عاما، والطفلين محمد طه وعلي خليل لمدة ١١ عاما، أحمد بكري بالسجن لمدة ٨ سنوات ونور الدين كستيرو بالسجن لمدة خمسة سنوات.

ومنذ بداية هذا العام حكمت سلطات الاحتلال على الفتاة مرح بكير بالسجن لمدة ٨ سنوات ونصف، وعلى الطفلين أصغر طفلين شادي فراح وأحمد الزعتري "١٣ عاما" بالسجن لمدة عامين في مؤسسات داخلية، وأخيرا على الشاب عبد دويات بالسجن لمدة ١٨ عاما.

تشريد داخل المدينة

أما عن المقدسيين الذين تهدم بيوتهم أمام أعينهم، تهدر ذكريات العمر بين تراب يتساقط، فهم في تزايد عام بعد أخر، فقد وصل عدد الذين شردهم الاحتلال من بيوتهم العام الماضي حسب احصائية لمركز معلومات وادي حلوة 168 مقدسيا بينهم 79 طفلا.

ومنذ بداية العام الحالي هدم الاحتلال منزلا في بيت حنينا قائم منذ ١٦ عاما، يعيش فيه ٨ أفراد، ذات الجرافات هدمت منزلين في شعفاط بعد ١٥ عاما من بنائهما تأوي ١١ شخصا، كما هدمت موقفا للسيارات ومخزنا ومنشأة تجارية في سلوان، وفرضت على مقدسي هدم منزله هدما ذاتيا في العيساوية.

Loading...