الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

دواعش غزة ورحلة البحث عن الموت

خاص – راية

عامر أبو شباب

يعد ملف انصار أو عناصر داعش في قطاع غزة من أهم القضايا التي تؤرق حركة حماس، وتمس علاقة حكومتها مع مصر، مع تواتر أنباء عن انتقال عناصر من غزة الى سيناء لمحاربة الجيش المصري.

وشهدت الآونة الأخيرة اعتقال الأجهزة الأمنية في قطاع غزة عشرات العناصر السلفية المتشددة التي تتبنى أفكار تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، كما تلاحق مئات اخرين، في ظل الحديث عن اتصالات بين عناصر وصلت الى سوريا والعراق وعناصر في غزة، للتنسيق بين دواعش غزة وقيادة التنظيم في مدينة الرقة السورية.

حلم الخلافة أو الشهادة

يقول الكاتب مصطفى الصواف: لا أحد يستطيع انكار وجود منتمين للفكر الداعشي في قطاع غزة، لكن اعتبار غزة "مفرخة" لهذا الفكر خطيئة كبيرة، موضحا أن عدد من "قتلوا أو استشهدوا" في العراق أو وسوريا قليل جدا. 

فيما اعتبر الكاتب مصطفى ابراهيم أن القناعة الفكرية تقف وراء انتماء عدد من شباب غزة كما حدث مع كثير من الشباب العربي، للالتحاق بما يسمى "دولة الخلافة الاسلامية"، أو الوصول الى الجنة، فضلا عن عدم قدرتهم العمل بأفكارهم في قطاع غزة الذي تحكمه حركة اسلامية.

بدوره أرجع المختص في شؤون الحركات الاسلامية د. خضر محجز التحاق عناصر غزية بتنظيم "داعش" يعود للفكر الذي تنشره الجماعات الإسلامية (حماس والجهاد والسلفيين التقليديين) في المساجد وهو فكر عنيف يستمد من التاريخ الإسلامي ادلته ونماذجه، ويساهم في انشاء اجيال في التنظيمات الدينية يحملون داخل وعيهم الفكر الداعشي، وحين يتأملون أفعال داعش، يجدونه أصدق مثال على تم غرسه في وعيهم.

الفقر يفرخ التشدد

وشدد الصواف على أن وجود هذا الفكر المتطرف - إن صحت التسمية- أمر طبيعي في الأوضاع الفلسطينية واستمرار الحصار الظالم على قطاع غزة، رغم أن الفكر الاسلامي السائد في قطاع غزة هو فكر اسلامي وسطي، في اشارة الى حركة حماس التي تتبنى فكر جماعة الاخوان المسلمين.

السبب الاقتصادي اتفق معه مصطفى ابراهيم الذي رأى أن التحاق شباب من غزة بالفكر السلفي الجهادي يعود لشعورهم بالظلم والأوضاع الاقتصادية الصعبة في القطاع. بينما أضاف د. محجز أن الالتحاق بجبهات داعش في سوريا والعراق وليبيا وسيناء يعود إلى البحث عن موطن رزق للعاطلين عن العمل، "يبدو أنهم ينالون فتاتا من المساعدات قادمة من الخارج، ولم يتسن لهم الحصول على شيء مشابه في غزة من حماس أو الجهاد او السلفية التقليدية".

المعالجة الامنية

ورأى الكاتب ابراهيم أن موقف حركة حماس من الجماعات السلفية التي احرجت حكمها بالقيام بعمليات تفجير داخلية أو ضد الاحتلال كإطلاق الصواريخ، يقوم على مقاربة تسمح لهم بالعمل ضد الاحتلال في اطار التوافق الوطني، وتمنع عملهم عند المساس بالأمن الداخلي عبر المتابعة الامنية أو اجراء اتصالات مع مشايخهم ومنظريهم للتأثير عليهم، أو اعتقالهم ضمن مقاربة أمنية في ظل عدم جدوى المقاربة الفكرية، وأضاف ابراهيم أن حركة حماس ليس لديها الجرأة بالقطع التام مع تلك الجماعات بشكل واضح جراء تأييد عدد من عناصرها للجماعات الجهادية واحتجاجهم عند اعتقال السلفيين، وقد قامت حكومة حماس بتقديم السلفيين الى محاكمات لكنها صورية، مذكرا بمحاكمة قاتل المتضامن الايطالي بـ 20 عاما، تمكن بعدها من الهروب مع شبهات بتورط عناصر من حركة حماس في هروبه.

من جهته رأى الصواف أن المعالجة الأمنية مهما كانت قدرتها هي من أسوأ الطرق، ونقل الصواف عن مسؤول أمني في غزة قوله: أن المعالجة الأمنية تقتصر على مرتكبي حوادث تفجيرات، اما المعالجة الفكرية للأخرين فهي من اختصاص جهات أخرى.

بدوره أكد محجز أن المعالجة الأمنية من قبل الأجهزة الأمنية بغزة تساهم في الحد من الظاهرة لكن ذلك "لا يكفي"، معتبرا أن المطلوب أمران "يظنهما مستحيلين"  يتمثلان أولا في معالجة الموضوع فكريا، وثانيا أن يتم تحسين أحوال الناس معيشيا.

معضلة سيناء

في ظل صعوبة وصول الدواعش الى سوريا والعراق وليبيا مؤخرا، التحقوا بسيناء، وقد أعلن عن مقتل عدد منهم هناك، منهم عبد الاله قشطة، وعبد الرحمن أبو مغصيب، وفق اصدارات داعش.

واعتبر د. محجز أن الوعود المصرية بالانفتاح على غزة واجراء تغييرات في السياسة المصرية مع القطاع مساعي في جوهرها معالجة الوضع الأمني في سيناء والحيلولة دون التحاق عناصر غزية بقتال الجيش المصري، مضيفا ان القيادة المصرية تشترط على حماس أن تشتغل لديهم في مكافحة إرهاب سيناء ويسمون هذا تعاونا بين الحركة والقاهرة. واوضح ابراهيم أن مراجعة مصر موقفها من حصار غزة والانفتاح عليها، يأتي ضمن معالجة مشكلة سيناء رغم اتهاماتهم لحركة حماس بالتورط في أحداث سيناء.

اسرائيل تراقب

وقال الصواف ان اسرائيل ليست سعيدة بتمدد داعش لأنها تتأثر بها، جراء نشاط عناصر تنتمي لفكر داعش داخل الأراضي المحتلة عام 48، مضيفا أن أصحاب هذا الفكر سيعملون ضد إسرائيل لو ضاقت عليهم الساحات التي يعملون فيها حاليا.

فيما حذر ابراهيم من التواصل مع هؤلاء الشباب وتجنيدهم عبر الانترنت باعتباره خطير من الناحية الامنية مما يشكل خطر عليهم وعلى حركة حماس خشية تجنيدهم من قبل أجهزة أمنية أجنبية منها جهاز الموساد الاسرائيلي.

نشاط ايران يساعد داعش

وتوقع محجز تزايد أعداد العناصر التي تنتمي لفكر داعش مستقبلا، إلا إذا أوقفت إيران دعمها لجماعاتها، حيث ان لها ضلعا استراتيجيا في قطاع غزة، وهذا التواجد الايراني يستدعي وجود "الضد" ويقويه، "لن الأموال الإيرانية لا تذهب إلى داعش، فتأتي أموال لداعش ضدها"، على تعبيره.

Loading...