الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:40 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

1000 حكاية يرويها الحكواتي

لا تختلف شخصية الحكواتي، عبد الحكيم سمارة، عن أي فلسطيني مازال يتوق إلى الحرية ويحلم بالعودة. فهو ولد في قرية جت المثلث، داخل الخط الأخضر، في العام 1959، وكبر بين زقاق القرية، البيادر والسهول، حيث عايش الحكم العسكري الذي استمر حتى العام 1966.

جمع سمارة خلال حياته مخزوناً ثقافياً وفلكلورياً متوارثاً من جيل إلى آخر، يحاول نقله اليوم إلى الجيل الأصغر، على جانبي الخط الأخضر، "سعياً للحفاظ على الحكايات الشعبية والرواية التاريخية للشعب الفلسطيني"، وفق ما يقول.

قضى سمارة سنوات طويلة من عمره في السياسة، بحثاً عن الهوية العربية وعن أسلوب صقل شخصيته الوطنية من خلال حركة الأرض وأبناء البلد. كما تذوّق الثقافة والتراث الفلسطينيين من فعاليات ثقافية وفنية تشكلت على هامش الحركات السياسية في مطلع سبعينات القرن الماضي. خاض المواجهة للمرة الأولى مع المؤسسة الإسرائيلية في يوم الأرض في 30 آذار 1976، حين خرج كغيره من أبناء جيله للتظاهر رفضاً لمصادرة الأراضي الفلسطينية وتوظيفها لمشاريع التهويد والاستيطان.

في العام 1978 أطلق الشاب المثقف والمناضل منشورات "اليسار"، وانطلق في مسيرته الصحافية والأدبية التي افتتحها مع إصدار كتبه الأولى المتخصصة بالتراث الشعبي والفلكلور ومنها "أحلام محاصرة" و"حريق في غابة أصابع". ثم وجد نفسه مع اندلاع الإنتفاضة الأولى، في العام 1987، في مواجهة ثانية مع المؤسسة الإسرائيلية التي زجت به لسنوات في السجن، رداً على مواقفه الوطنية ونشاطه السياسي.

بعد السجن واصل سمارة مسيرته، وعمل مع مؤسسات إعلامية فلسطينية وعربية قبل إتفاقية أوسلو في العام 1993 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. رأى سمارة باتفاقيات التسوية محطة فارقة لدى الشعب الفلسطيني، الذي واجه تحديات وجودية و"صراع روايات"، لافتاً إلى أن بداية عصر العولمة وما رافقها من طروحات، شكلت معالم أنذرت بمخاطر تشويه الهوية، وتراجع الإنتماء الثقافي والوطني.

هذا الواقع الذي عصف بالقضية الفلسطينية حفز الحكواتي سمارة على اللجوء إلى مشهد التراث عبر إحياء الرواية التاريخية التي كادت أن تغيب وتندثر. ويقول سمارة الذي تزين بالحطة والعقال ولبس القمباز: "رأيت أنه لزاماً عليّ أن أتنقل في ربوع الوطن، حاملاً رسالة وطنية إلى الأجيال الشابة، بسرد القصص والحكايات التراثية والأمثال الشعبية والأغاني الشعبية التي ميزت الشعب الفلسطيني ووحدته ما قبل النكبة".

شارك الحكواتي سمارة من خلال دواوينه وكتاباته في إثراء المكتبة الفلسطينية، خصوصاً التراثية التي أعاد فيها تدوين المرويات الشعبية ومنها حكايات أيام زمان، مختارات من قصص الأمثال العربية الحديثة، حكايات شعبية فلسطينية للبالغين، نص مصيص، المقداديون– تاريخ، العصافير– حكايا الجواسيس، الغراب والبومه وابن الحكومة. وهي مؤلفات تضاف إلى تجربته التي ينقلها ويسردها في ترحاله وتنقله في الأراضي الفلسطينية.

تعتبر شخصية "مصطفى الفلسرائيلي الضائع"، التي صورها من خلال عرض مسرحي تراثي، الأشهر والأهم في مشواره، وتخاطب كل فلسطيني بسردها محاولات المؤسسة الإسرائيلية تشويه الهوية العربية الفلسطينية، وتعكس التناقضات التي يعيشها فلسطينيو 48، حملة الجنسية الإسرائيلية. ويقول سمارة: "نعيش المشاعر والانتماء والانحياز للقضية والشعب الفلسطيني، بيد أن اليهود ينظرون إلينا كطابور خامس ويشككون بنا. وللأسف الشديد إخواننا في العالم العربي يشككون بانتمائنا أيضاً".

نجح الحكواتي بجمع نحو ألف حكاية يحفظ منها قرابة ثلاثمائة يقوم بتمريرها للجمهور في كل عرض جديد. ويلفت إلى أنه يشعر بنشوة الانتصار في ظل الالتفاف الشعبي والإقبال على عروضه التي تثبت أن الحكواتي عاد مشهداً اعتيادياً في حياة الشعب الفلسطيني.
 

Loading...