الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

محمد .. استعجل الأيام ليكبر فعاجلته بقسوتها

القدس المحتلة-راية:

فداء الرويضي-

لا يشبع أهل الأمل من خيبة الأمل، مثل يكاد ينطبق على الفتى محمد الذي يستعد بكل الشغف الذي تحمله سنوات عمره السبع عشرة للعودة إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع شهور طويلة.

وفي حكايته تفاصيل وتفاصيل..

فلأشهر طويلة، عمل محمد لأكثر من 15 ساعة متواصلة في اليوم، وفي مهن مختلفة لتوفير لقمة العيش كما يقول، وكان فخورا بقدرته على تنظيم وقته وجهده..

ويا فرحة ما تمت...!

اعتقل محمد عند حاجز مخيم شعفاط بالقدس ، وقتها كان الفجر قد بدأ بالتسلل ليعلن بداية يوم جديد ويذكر محمد بموعد ذهابه الى عمله الأول مع خاله لتوزيع الصحف...

لم يصل العمل ولا حتى المدرسة!

في أول يوم من العام الجديد اعتقل محمد جودة "١٧ عاما" ليكون أول قاصر يعتقل مع بداية عام 2017، يقول محمد:" اعتقلوني عند الخامسة فجرا، في البداية وضعوني في غرفة عند حاجز مخيم شعفاط معصب العينين "والكلبشات" في يدي، وفور وصول "جيب الجيش" دفعوني لداخله، واقتادوني لمركز تحقيق في عطاروت".

ساعات مرت على محمد كأنها سنوات، داخل مركبة مظلمة، مجموعة جنود يصرخون بلغة لا يفهمها، ضحكات مستفزة من حوله، تسرع المركبة، "اين أنا، كم الساعة، دوام الكلية .. الصحف التي كانت بيدي .. أهلي .. أبي ..  " تنقطع سلسلة أفكاره المتناثرة على يد جندي يشده بقوة الى الخارج.

وبدأ التحقيق ..

يقول نبيل جودة والد محمد" هاتفتني زوجتي صباحا تخبرني بأن محمد اعتقل عند الحاجز حين كان ذاهبا لتوزيع الصحف مع خاله، اتصلت على خاله على الفور، أكد لي الخبر، لم أدري ما أفعله حينها، أعود الى المنزل، أم أسأل عنه عند حاجز المخيم، أي مركز تحقيق قد نقل، فما كان مني الى أن ذهبت الى الحاجز، حينها علمت أنه نقل الى مركز تحقيق في عطاروت، توجهت الى هناك على الفور".

كان حينها محمد في غرفة التحقيق، يتهمه المحقق بإلقاء حجارة على جنود اقتحموا المخيم، يستفزه المحقق بكل أساليبه البشعة، وصوته المنخفض تارة والعالي تارة أخرى، فهو الخبير في استجواب أطفال في غرفة التحقيق القاسية، ومحمد يخوض هذه التجربة لأول مرة، لا يدري كيف يجيب على أسئلة متتالية تنهال عليه بلا توقف.

محكمة فارغة ..

محاكمة تلو الأخرى، وتمديد اعتقال تلو الأخر، ومحمد يقضي أيامه في معتقل المسكوبية، يقول والده:" عشرة أيام بقي محمد في المسكوبية، لم نراه فيها، ثم نقل الى سجن مجدو، منذ 1-1-2017  الى تاريخ 19-1-2017 لم نسمع عن محمد شيء، ولم نعلم اساسا في أي معتقل يقبع".

"المحكمة كانت فارغة، أناس لا أعلم من هم، يدخلون ويخرجون، لم أجد بينهم أمي ولا أبي ولا حتى المحامي، هذه المرة الأولى التي اعتقل فيها، المرة الأولى التي أحاكم فيه، من أول دخولي الى المعتقل حتى خرجت لم أكلم أحدا، أقضي الوقت على السرير، أفكر بكل ما جرى وما سيجري، لم أعتد على هذه الحياة، فأنا معتاد أن أقضي الوقت مع أهلي وبين رفاقي في العمل" هكذا قال محمد.

حبس منزلي مفتوح بعيدا عن المنزل  ..

بعد أن قضى محمد عشرين يوما في الأسر، حولته محكمة الإحتلال الى حبس منزلي مفتوح، بلا موعد لنهايته، لكن المختلف هذه المرة أن محمد سيقضي الحبس المنزلي بعيدا عن منزله في مخيم شعفاط، يقول والده:" أعلم أن أيام الحبس المنزلي لا تحتسب في الحكم الذي سيصدر بحق محمد، لكني شعرت بالراحة أكثر في بدايته، لأنني ظننت أنه أسهل من السجن الفعلي، أن يبقى أمام عيني أرحم بأن يكون بعيدا، بالنهاية هو صغير، ولا يعرف كيف يتعامل لوحده".

كان شرط الحبس المنزلي أن يكون بعيدا عن منزله، رفض والده في البداية القرار، فهو لا يستطيع أن يستأجر بيتا أخر ليقضي به محمد الحبس المنزلي، خاصة وأنه لا يعمل في الفترة الحالية، فتكفلت خالة محمد بالأمر، ليقضي الحبس المنزلي في منزل لها في بيت حنينا.

في بيت شبه فارغ يقضي محمد الحبس المنزلي، ساعة يمارس رياضة الملاكمة، وساعات أخرى لا يفعل بها شيء سوى الجلوس، يرافقه والده، يقول محمد:" كنت أعمل مع والدي من الساعة السابعة صباحا حتى الثانية عشر عند منتصف الليل، أنام لثلاث ساعات، ثم أخرج للعمل مع خالي في توزيع الصحف، سجلت حديثا في الكلية، قررت أن أدرس اللغة العربية والعبرية، لكني لم أحظى بها، ففي أول يوم للدوام تم اعتقالي".

يشتاق محمد لأخوته الصغيرات، هو أكبرهم، لا يزورونه في الحبس المنزلي كثيرا، بسبب مدارسهم وبرودة الطقس، أما أمه فتأتي لساعتين أو ثلاث في اليوم، ثم تعود الى المنزل لتعتني بإخوته الأصغر، يقول محمد:" اشتقت لخواتي، لم أراهم منذ أيام، نهاتف بعضنا عن طريق تطبيق للفيديو على الهاتف، لكني أشتقت أن أراهم وجها لوجه، اشتقت لكل شيء خارج هذا المكان، لا أريد سوى أن أخرج".

أما والده  فيصف العائلة بأنها باتت مشتتة، فلأكثر من عشرة أيام لم يتمكن من رؤية بناته، ينام مع محمد في منزل بيت حنينا، أما زوجته تنام مع الفتيات في مخيم شعفاط فمدارسهم هناك وكل حياة العائلة هناك.

Loading...