الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

شروق..بأنفاسها تُنطق لوحاتها الصماء..!

الخليل- رايــة:
طه أبو حسين

حين تقاس المسافة بالزمن، أو بسرعة موسيقى "الترانس" التي تصدح في المكان، فاعلم أنك في حضرة شروق..

وفي مرسمها البسيط، يختلط الشباب بالشغف والابتكار، وتطير ابنة الخليل العنيدة، شروق القواسمي، أنفاسها على كفيها لتخلق في السواد وجهاً ناطقاً بألوان الحياة أو زهرة تكاد يفوح عبيرها صادماً مسكراً..كل هذا عبر تقنية "نفخ البرق" التي تعتمدها الفنانة الشابة وهي تنفث الحياة عبر أنفاسها في لوحات صماء فتنطق حياة وحباً.

وفي غرفة صغيرة تحتل إحدى زوايا المنزل، يلفتك باب لها يقود لفنائه، كما لو أنها منفصلة عنه تماماً، غير أنها ليست كذلك إلا من الهدوء الذي يتيح لشروق تشغيل موسيقى (الترانس والجاز و السَاكسُفون) بصوت مرتفع، لتبدأ جنونها اليومي في رسم لوحاتها التي تحمل إحساسها الخاص، والغموض الذي تهوى تركه بين تفاصيل اللوحة لجذب المشاهدين.

"الرسم بالبرق بدأت فيه قبل أربع سنوات، رسمت أول لوحة وقد لاقت استحسانا كبيراً، وحتى أطور من نفسي كنت أجري تمارين يومية ليدي، أحمل أوزانا ثقيلة، وأتعلم السرعة، وأستفيد من اليوتيوب، وطرق الرسم حتى أرسم بشكل سريع" قالت شروق.

شروق تنهض كلما أشرقت شمس الحياة في روحها حتى ولو بمنتصف الليل، فتبدأ بتفريغها عبر لوحات خاصة "أولا أتدرب على اللوحة، أرسمها على ورق صغير، ثم أرسمها، بعدها أحولها لأبيض وأسود، وأميز بين المناطق التي يجب أن تلون والتي لا تلون، وبعدها أتدرب على خطوط معينة، أستخدم فرشاة عريضة وأخرى رفيعة جدا، أبدأ بالخطوط العريضة، وبعدها أعمل على التفاصيل الصغيرة".

كما لو كانت تزرع الروح في لوحاتها، تنفث شروق البرق على تلك اللوحة السوداء لتضجّ بعدها بالحياة "أحب رسم الشخصيات بالبرق الملون، أرسم على "كانفس أسود"، فالرسم بالبرق يكون من خلال النفخ والرش، لكن شعور نفخه رهيب جدا، وكل ذرة برق أشعر بذهاب الهم عني وحصولي على الأمل، فأنا أوضعه بوعاء وأنشره على كل اللوحة لتظهر تفاصيلها".

تلك هي شروق القواسمي، 21 عاما، طالبة تخصص انجليزي فرنسي في جامعة الخليل، تتميز بسرعتها في الرسم،  إلا أن وجه المرأة أكثر ما يدفعها لذلك، كونها تعتبره مليئاً بالمشاعر البارزة الذي يساهم بولادة ما في داخلها على لوحاتها الفنية.

"أحب الرسم العشوائي، وأحب اللون الأزرق جدا، وإضافة إحساسي، فليس ضروريا أن يرى كل الناس وجه المرأة بالشعر، فأنا أحب إبراز شيء آخر، كرموز متنوعة مثل الدوائر، لأنها تضيف الغموض الذي أعشقه" قالت شروق.

تبتدع شروق أدوات وأساليب جديدة خاصة بها "أرسم الفن التجريدي والتشكيلي، وأرسم بالقهوة والكاتش أب، بالإضافة للأشياء الطبيعية، وبنفس الوقت أستخدم ما لا يتم استخدامه، مثل الفازلين، ممكن استخدامه كأساس للبرق، بدلا عن الصمغ أو أي مادة غالية الثمن".

"أنا لا أرسم الصورة طبيعية مائة بالمائة، أحب إضافة لمساتي عليها، لأكون مميزة عن غيري. أضيف إحساسي، وليس إحساس أحد غيري. أضيف تفاصيل داخلي على اللوحة بأسلوب جديد، وأحب وضع الغموض لإثارة التساؤل داخل الناس، فالغموض يجذب الناس، ولوحاتي تستوقف المشاهدين، وتثير التساؤلات، بالتالي خلق فلسفة جديدة بالفن خاصة بي" قالت شروق.
الدقة لا تكمن بالدقة وحدها، تلك هي قاعدة شروق التي تقول أن هناك أساساً أكثر أهمية "لا تهمني الدقة بقدر ما يهمني الإحساس باللوحة، فالإحساس يحطم كل القواعد لأنه يصل للمشاهد، وهو أدق من الدقة بحد ذاتها".

شروق ككل المبدعات، تخلّف وراء إبداعها كثير التعب، خاصة أن البرق ينتشر في كلّ زوايا المنزل، ويصيب معظم الفراش ومكوناته، وأمها الضحية الأولى والأخيرة، غير أن الضحية سعيدة بكل ذلك، كون النتيجة تروق لها، وتجعلها تتذوق ثمرة تعبها بابنتها التي تتميز وتصعد سلّم الإبداع والفن العالمي.

Loading...