بكل فلسطينيتها.."عبلة" تسعى لإمارة الشعراء

الخليل- رايــة:

طه أبو حسين

لم تطرق الأحلام بالنسبة ل "عبلة" أبوابها كزائر لطيف، كما قد يعتقد البعض، لكنها قبعت هناك، على أطراف مدينة غريبة تترقب مرورها الحالم وشغفها الذي لا يموت، فكانت له..

مسابقة "أمير الشعراء"، المقامة في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، إحدى أهم المسابقات الثقافية التي تجمع الشعراء العرب من مختلف أقطارهم وجنسياتهم، حتى يتبارزوا ويتنافسوا على من يستحق هذا اللقب الذي حظيت به فلسطين عام 2007 من خلال الشاعر تميم البرغوثي، لتخوض اليوم الشاعرة الفلسطينية عبلة جابر غمار هذه التجربة بصبغة فلسطينية أنثوية.

عبلة جابر، مواليد القدس المحتلة ١٩٨٨، صيدلانية، متحصلة على الماجستير في التكنولوجيا الحيوية، تهوى الشعر والأدب، لها العديد من القصائد الشعرية المنشورة في المجلات والصحف الورقية والإلكترونية منها، ولديها 4 مخطوطات شعرية، بالإضافة لذلك تكتب الرواية، فصدرت لها رواية "اندثار" عام ٢٠١٦.

عبلة تأهلت لمرحلة العروض المباشر في مسابقة أمير الشعراء للموسم السابع، حيث تصنف هذه المسابقة من أهم وأكبر المسابقات الشعرية في الوطن العربي، ولجنة تحكيمها نخبة من النقاد وهم (د.صلاح فضل من مصر، د. علي بن تميم من الإمارات، د. عبد الملك مرتاض من الجزائر) وقد سبق ولقب فضل عبلة بأنها عنترة الشعر الحداثي.

تنقسم المسابقة لعدة مراحل فبدايتها كانت بتنافس الآلاف لخوضها، ثم تم التواصل مع 150 شاعراً، ثم مرحلة الارتجال المكونة من ٤٢ شاعر، ثم يتم اختيار ٢٠ شاعرا للعروض المباشرة، وعبلة تخوض اليوم هذه العروض.

تسعى عبلة من خلال مشاركتها منح فلسطين لقب الأمارة "فلسطين ولّادة بتجاربها الإنسانية والإبداعية، ورسالتي في البرنامج هي رسالة المرأة الإنسانة خصوصا المرأة الفلسطينية بهدف إيصال صوت الوطن لأبعد مدى ممكن، فالأدب طريقنا للوصول لشعوب العالم".

"أتوقع من الشارع الفلسطيني أن يقف مع المواهب كلها فكما وقفوا صفا واحدا حتى تحصل يعقوب شاهين على اللقب أتمنى أن يقفوا معي لأكون أول أميرة للشعراء ولنمنح فلسطين بردة الشعر والأمارة فهي قلب هذه الأرض، كما أدعو جميع المؤسسات الداعمة سيما الثقافية منها لدعمنا في إيصال رسالتنا للعالم كافة" قالت عبلة.

ما لم ينشر للشاعرة عبلة جابر مخطوط شعري تتعرض به للنضال الفلسطيني برؤية أنثوية حديثة مع استحضار الموروث الشعبي والديني منه، إلى جانب رواية أدبية تتحدث عن حرب غزة والانقسام الفلسطيني في زاوية أخرى منها، إضافة لرواية قيد الكتابة تتناول الخسارات الجسدية.

في حين قامت عبلة بنشر رواية اندثار والتي تتحدث عن القدس والغربة مع تسليط الضوء على واقع الثورات العربية بحبكة أنثوية ناقدة للمجتمع.

"أجد نفسي في شعر التفعيلة لأنني مسكونة بإيقاع خاص بي، وأحب المدرسة الرمزية، وأجدني لا أزال أتدثر في عباءة درويش الفضفاضة، آملة أن أجد لغتي الخاصة بي في مستقبل الأيام" قالت عبلة.

تركز عبلة في شعرها على "أوجاع المرأة بشكل خاص خساراتها الجسدية والمعنوية كما أنني أسعى لاكتشاف عالم جديد ساحر في اللغة يفتح لنا أبواب جديدة، ورسالتي هي الإنسان والمحبة".

الجدير بالإشارة أن عبلة جابر من الخليل وآلاء القطراوي من غزة هما الوحيدتان من فلسطين اللتان تشاركان في مسابقة أمير الشعراء.