الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:10 AM
الظهر 11:44 AM
العصر 3:15 PM
المغرب 6:02 PM
العشاء 7:18 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حكايا: دكان "عمر الأمين" وزمنه الجميل

رام الله - رايـة:

مجدولين زكارنـة -

قبل 69 عاماً خرج عمر الأمين من مدينة اللد التي كان يسكن فيها اثر نكبة عام 1948 حافيا ولم تتح له الفرصة ليرتدي كامل ملابسه ووصل الى رام الله برفقة عائلته حينها كان عمره 14 عاما.

تزوج عمر عندما كان في الـ 15 من عمره ورزق بـ 3 بنات قبل ان تتوفى زوجته الأولى ليتزوج فيما بعد بأخرى انجبت له ولدين و 5 بنات يراهم العجوز أفضل من اولاده الذكور فبالنسبة له فإن خلفة البنات أفضل من خلفة الأولاد يقول :"البنات علسانهم يا بابا يا حبيبي، وبناتي صاحبات شخصيات أما الأولاد هدولاك شاخر ماخر مش شايف الا حالو الواحد فيهم ورغم هيك ما بقدر واحد منهم يطلع عن طوعي".

الآن يجلس ابو محمود على كرسي عمره أكثر من ستة عقود في دكان يعد من اقدم محلات رام الله والبيرة اشتراه العجوز قبل 60 عاما حينها من رجل خسر تجارته وغادر البلاد.

وعلى الرغم من أن أبو محمود تجاوز الـ80 عاما إلا انه يفضل الخروج يومياً من منطقة سكنه في رام الله التحتى إلى دكانه وسط  البلد مشياً على الأقدام ويقول:"أولادي معهم سيارة بس أنا بحب امشي".

ولا يروق لأبو محمود البقاء في المنزل فدكانه مفتوح من الـ8 صباحا الى الـ8 مساء ويقول بروحه الفكاهية :" مرتي مش صبية تتزوقلي أرجعلها عالدار الاقيها بتستناني إحنا الجوز ختيرنا".

على الرف المقابل لكرسي ابو محمود وضع الصبي كأسا من الشاي الممزوج بالليمون طلبه أبو محمود ورفض الصبي أخذ ثمنه احتراما للعجوز... ويشد العجوز ابو محمود ظهره بجيرانه في السوق ويرى فيهم سنداً وأخوة منذ عشرات السنين.

نهض الختيار عن كرسيه متباهياً بطوله وقال:" شوفي طولي كانوا لما بدهم يقيسوا طولي يطلعوا على كرسي ليوصلوني صحيح انا اتجوزت صغير بس كنت معبي هدومي".

ويستذكر أبو محمود شبابه عندما كان مدخنا نهماً قبل أن يتركه قبل عدة سنوات فقط  بسبب المرض والكبر في السن ويقول:" كنت أدخن 4 بكيتات دخان باليوم بس الشيخوخة و العمر خلوني أتركه".

في دكانه المسماه باسمه "دكان عمر" يبيع الختيار مستلزمات الخياطة وألعاب الاطفال وبعض الأدوات المنزلية البسيطة ولكن يبدو أن قدم الدكان لم يعد يجلب الكثير من الزبائن هذا ما ظهر من خلال تذمر أبو محمود من الحركة الشرائية الضعيفة.

ولا يشعر العجوز بمشقة ترتيب محله وعرض بضاعته بنفسه كل صباح فهو لا يطلب المساعدة من أحد ويقوم بمايتوجب عليه بما تبقى له من صحة في 80 عاما مضت.

أما في يوم الجمعة فيتناول الرجل طعامه مع أبناءه وعائلته ولا يفضل البقاء بالمنزل يفتتح دكانه لقضاء بعض الوقت.

يرتبط عمر الأمين "أبو محمود" بهذه الدكان لدرجة انه أبقى كل شيء على ماهو عليه ولا زال رغم نسيانه الواضح للكثير من الامور لتقدمه بالسن يُبقى على رائحة زمان تغيب عن اذهان الكثيرين.

Loading...