الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حكايا: رحلة من الكويت الى فلسطين!

رام الله – رايـة:

مجدوليـن زكـارنة -

عام 1990 كانت الكويت حينها تئن تحت وطئة حرب استنزفت قواها حرب دفعت الفلسطيني محمد أبو عامر الى العودة لوطنه الأصلي بعد  فراق دام  30 عاما  تعلم  وعمل وعاش خلالها الرجل بسعادة في الكويت.

عندما عاد الرجل أدراجه كان يملك ما يكفيه لبناء بيت في قريته الأصلية عوريف قضاء  نابلس، إضافة لادخار اخر خصصه الرجل لتعليم أولاده ولكن ما ان نفذت هذه الإدخارات حتى بدات طريق البحث عن العمل الذي لم يكن سهل المنال في بلد يئن هو الآخر من قسوة أطول إحتلال في الوجود.

كان يعمل الرجل السبعيني في مجال الصحافة عندما كان في الكويت ويقول:" تعلمت اللغة الإنجليزية وتقدمت للعمل في صحيفة الكويت تايمز كنائب لرئيس تحرير للأخبار باللغة الإنجليزية، ودام عملي هناك لسنوات طويلة".

ولكن طريق الصحافة لم تكن مشرعة امام السبعيني في فلسطين لكبر سنه و اختلافها فيقول:" الصحافة في الكويت لم تكن سياسية أبدا كانت صحافة البلاط الملكي وتختلف اختلافا تاما عن الصحافة في فلسطين ومع تقدم التكنولوجيا التي لم استخدمها في الكويت لم استطيع الالتحاق بركب الصحفيين".

وبعد جولات وتقلبات في الكثير من الأعمال المؤقتة وجد الرجل مهنة البيع أفضل المتوفر لرجل مثله فانشغل في البحث عن سوق، فجال مدن الضفة ووجد أفضلها مدينة رام الله.

اليوم وبعد وصوله بعشرين عاما الى وطنٍ متعب تراه منشغلا كل صباح بتثبيت ألواح كرتونية على حائط بناية قديمة في رام الله ليعرض بضاعته البسيطة التي  تحوي بعض الملابس و الجوارب الستاتية.

معرفة الرجل باللغة الإنجليزية ساعدته في التعامل مع المشترين من السياح الاجانب، ولكنه دفع صحته ثمنا باهضا لوقفة لازالت مستمرة منذ 20 عاما، ويقول الرجل السبعيني:"أحتاج الى عملية في قدمي ولكني لا أتمكن من اجراءها بسبب تكلفتها المادية العالية".

ولا يرى أبو محمود في الأحوال الجوية حائلاً عن العمل ويقول:" يناديني جيراني في المحال التجارية لأجلس بجانب المدفأة في الأيام الباردة ولكني أرفض فيمكن ان يمتد المطر والبرد لساعات وانا لا أستطيع ان أقطع رزقي طيلة هذه الساعات، ابنتي تنتظرني لأدفع قسطها الجامعي.. أنا بهمني أروح دفيان آخر الليل". في إشارة منه الى ملئ جيوبه بما يكفيه لحياة كريمة

من محرر للأخبار باللغة الإنجليزية الى بائع على رصيف في رام الله هكذا تتقلب الحياة بأبنائها ولكن هذا الرجل لن يستسلم، يتمترس خلف عزيمة حديدية تبقيه على قيد من الحياة والامل معاً.

Loading...