"هيومن رايتس" تؤكد فيديو إعدامات الجيش المصري في سيناء

 

رام الله- رايـة:

في أول رد لها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الانسان إن قوات الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء أعدمت ما لا يقل عن 2 ولا يزيد عن 8 محتجزين عُزلا، ثم غطت على عملية القتل لجعلها تبدو وكأن الضحايا "إرهابيين" مسلحين تم إطلاق النار عليهم أثناء مداهمة.

ويأتي هذا التصريح في اعقاب نشر فيديو مسرب من قبل قناة مصرية، يظهر اقدام جنود الجيش المصري على اعدام محتجزين في سيناء بالرصاص من مسافة صفر.

وأثار الفيديو ضجة عارمة في مصر.

وقالت المنظمة ان "مصدرين من سيناء تعرفا على الشخص المسؤول عن الإعدام بصفته عضو معروف في ميليشيا محلية تعمل بأوامر من الجيش المصري"، مضيفة "يبدو أن مقطع الفيديو يُظهر أيضا عضوا بالمخابرات الحربية المصرية يرصد ويُدير الإعدام الأول، وأن الجنود يستخدمون مركبات "هامفي" قدمتها الولايات المتحدة لنقل المحتجزين... مقاطع الفيديو والصور الأخرى التي اطّلعت عليها هيومن رايتس ووتش تؤيد حدوث هذه الواقعة".

وقال جو ستورك، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "أعمال القتل البشعة هذه تؤكد أن حملة مكافحة الإرهاب المصرية في سيناء خرجت عن السيطرة. لا يمكن لحلفاء مصر الزعم بجهل هذه الانتهاكات القاتلة".

ودعت المنظمة الدول التي تقدم الأسلحة والعتاد والتدريب للجيش المصري أن تجمد هذه المساعدات "طالما القوات المسلحة المصرية مستمرة في تحمل مسؤولية انتهاكات متفشية وجسيمة لحقوق الإنسان"، على حد وصفها. 

وتابعت المنظمة: لم نتمكن فورا من التأكد من موقع أو تاريخ أعمال القتل، لكن يبدو الفيديو صحيحا.

ونقلت المنظمة عن مصادر في شمال سيناء قولها إن "الرجل الذي يظهر في الفيديو وهو يعدم الضحيتين هو عضو من ميليشيا محلية معروفة للأهالي بمسمى "الفرقة 103"، شكلها الجيش المصري عام 2015 للمساعدة في عمليات سيناء ويشرف عليها الجيش ويسلحها".

ويشن الجيش المصري حملة عسكرية واسعة منذ سنوات في اعقاب تزايد وتيرة الهجمات على مقار الجيش المصري في سيناء بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي.

وتعاني مناطق سيناء من تهميش حكومي وفقر كبيرين، ويسيطر فيها تنظيم "بيت المقدس" الذي اعلن ولائه لتنظيم "داعش".

وتضيف المنظمة ان "قوات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية أعدمت ما لا يقل عن 4 ولا يزيد عن 10 أفراد من شمال سيناء، كانت قد اعتقلتهم سابقا. ثم – على ما يبدو – مثّلت وزارة الداخلية مداهمة مزيفة للتغطية على الواقعة".

وقالت إن "أعمال القتل التي تظهر في الفيديو الذي تم بثه في 20 أبريل/نيسان تتفق مع النمط الذي وصفه عدد من سكان شمال سيناء.

ونقلت عن مصدر في سيناء قوله ان "ما لا يقل عن شخصين سبق أن احتجزهما الجيش إن الحراس كانوا يحضرون فجرا ويستدعون بعض المعتقلين ويأخذونهم دون إخبارهم أين يذهبون. قال المعتقلون السابقون إن هؤلاء المحتجزين لم يعودوا قط، ويعتقدون أنهم أُعدموا".