الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:19 PM
العشاء 8:40 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

 الأقصى.. الصورة الأوسع.. عطسة زلزال

الكاتب: خالد بطراوي

ساذج أيها الأحبة ( مع الاحترام) من يفكر أن الفعل الاسرائيلي لأي حدث هو فعل لحظي، وفي ذات الوقت فاننا ( لهبلنا أيضا مع الاحترام) نقنع أنفسنا بأن الأفعال الاسرائيلية هي لحظية، ولا نرى البعد الاستراتيجي لها، ونتصرف دوما برد فعل وليس بصناعة فعل.

لنبدأ أول ما نبدأ بالسعي للاجابة على السؤال الأول " لماذا أرادت اسرائيل أن تبسط سيطرتها أولا على أراضي الداخل التي نسميها أراضي الـ 48 وعملت بكل جهد مستطاع لتحقيق غطاء دولي من قبل الأمم المتحدة؟"، رغم أن العلوم العسكرية تقول أن التفوق هو للمكان المرتفع أي الجبل.

لأنها ببساطة كانت تدرك أنها بحاجة الى مياه الجبل ( المتدفقة نحوها من جبال الضفة الغربية عبر الوديان) ولأنها كانت تريد حدودا حرة حتى ولو عبر منفذ بحري، فلو أحتلت الضفة الغربية أولا لحوصرت من أربع جهات، ولأنها أيضا كانت ستدرك أنها ستزحف شيئا فشيئا نحو الجبل، وهذا ما فعلته باكمال احتلالها للأرض الفلسطينية في أعقاب حرب الأيام الستة عام 1967.

بعد ذلك، أعلنت أن حربها عام 1967 هي حرب دفاعية وليست هجومية وأنها مستعدة " لمبادلة الأرض مقابل السلام" وسيطرت على  المعابر والحدود ومن ثم ضخت الاستيطان ( الاستعمار) على مرتفعات الجبال في الضفة الغربية وأحكمت اطارها القانوني ما بين الدولة الأمم والمستوطنات ( المستعمرات) حتى لو دهس مستوطنا أحد الفلسطينيين على أرض الضفة الغربية فان المرجعية المكانية للتقاضي هي الداخل وليس محاكم الضفة الغربية، وبعد ذلك عمدت الى حصرنا بين شوارع عابرة من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب ومنعت أية عملية تنمية، والحقتنا بالاقتصاد الاسرائيلي بتبعية كاملة، وعندما أرادت أن تتخلص من العبء المادي الملقى على عاتقها بواجبها تقديم خدمات الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الانسانية للخاضعين لاحتلالها أبرمت اتفاقية أوهمت العالم أنها ستفضي الى دولة فلسطينية.

هذا باختصار، والاستفاضة هنا ستبعدنا قليلا عن لب المقالة لهذا الأسبوع. مع كل الاحترام، فان الساذج هو من يعتقد أن ما يحدث الان في الأقصى من ممارسات اسرائيلية هو رهن بحدث أو رد فعل على حدث، وأن الهدف هو وضع "كاميرات مراقبة" و" بوابات الكترونية" وبالتالي فان ترجمه الفعل الفلسطيني والعربي ستكون في الرد على هذه المحاولات.

وساذج أيضا من يظن أن الاحتلال يفكر يوما من الأيام بأن يهدم الأقصى بشكل مباشر، لن يجرؤ حتى على التفكير بذلك، كأن يرسل مثلا طائرة حربية ويقوم بقصف المسجد الأقصى، رغم أننا نستذكر حادثة احراق المسجد الأقصى في آب 1969.
ببساطة لأن الكيان الاحتلالي يدرك أن العالم برمته سوف يتحرك وسوف يستفز ذلك العالم الاسلامي قاطبة، ولا داعي هنا أن يستهتر البعض معطيا مثلا فتور حالة التحرك في العالمين العربي والاسلامي ازاء ما يحدث حاليا في الأقصى، لأنه عندما يكون الموضوع موضوع مسح معالم معلم ديني مركزي اسلامي فان الشعوب الاسلامية والمسيحية العربية ستتحرك من دون أدنى شك كما الشلال المندفع وسوف تحرج حكوماتها ان لم تطح بها.

سنبدأ أول ما نبدأ سنوات بعيدة عن سنة النكبة عام 1948 وتحديدا عام 1863 عندما بدأت أولى الحفريات في محيط المسجد الاقصى. اذ يقول التاريخ أن هذه الحفريات تمت ضمنيا بايعاز من الصهيونية العالمية التي اسست صندوقا خاصا  لهذه الحفريات وترأس البريطاني تشارلز ورن (واشتهر آنذاك الكابتن تشارلز) بعثة للحفريات تبعه علماء آثار من فرنسا برئاسة ديسولسي ثم من أمريكا برئاسة فور ألبريت يليه الجنرال كنراد تشيك من المانيا، وكل ذلك أيها الأحبة بهدف أنشاء " مملكة داود القديمة التاريخية"  تمهيدا لآنشاء الدولة الاسرائيلية الحديثة.

ويقول التاريخ أن الدهاء الصهيوني المدعوم بريطانيا وقت أولى هذه الحفريات قد أوهم العثمانيون بأنهم يريدون المساعدة في استخراج المياه، حيث بدأ الحفر العمودي حول الأقصى وبكل دهاء هندسي ما أن يصل مستوى أساسات الأقصى حتى يبدأ الحفر الآفقي نحوها وتوج ذلك كله وقتها تاريخيا بما فعله الجنرال الالماني  كنراد تشيك عندما قام بحفر  ثلاث قنوات غربي الأقصى حيث بعد سنوات وسنوات نفذ الاسرائيليون نفقا قاموا بربطه بإحدى هذه القنوات.

وتقول القياسات الهندسية أيها الأحبة وفقط للمعرفة أن مساحة الأقصى وساحاته حوالي 144 دونما، بطول 500 متر من الشمال الى الجنوب ومتوسط عرض حوالي 288 متر من الشرق الى الغرب.

ويركز الاحتلال على منطقة يسمونها " الحوض المقدس" حيث تجري هناك أهم الحفريات التي تمس المسجد الأقصى وحارة المسلمين بالبلدة القديمة وتمتد لحي المغاربة التي أول ما بدأت فيها الحفريات فقد كانت بعد أربعة أيام تماما من حرب الأيام الستة في حزيران عام 1967 عندما جرى وقتها طرد ما يزيد عن 500 شخص من سكانها القريبين من حائط البراق حيث قاموا بالهدم في حارة المغاربة وحولوا جزء منها الى ساحات أمام حائط البراق، وأحدثوا ما عرف بالنفق الغربي الذي يبلغ طوله 560 مترا كأحد ثلاثة أنفاق.

ووفقا للمهندس رائف نجم الذي شغل منصب وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في الأردن عام 1991 فان " الحفريات ينفذها علماء أثار من اليهود وتنفق عليهم صناديق مختلفة حيث بدأت الحفريات عام 1967 من قبل الجامعة العبرية برئاسة بنجامين مزار ودان بهاء، ثم انتقلت إلى الفئات المتطرفة اليهودية (مثل غارشون سالمون وغيره) والآن تنفق عليها دائرة الآثار الإسرائيلية التي تقوم بالإنفاق على حفريات باب المغاربة وهم الذين يقومون فعلا بإرسال موظفين ويحفرون بالطريقة الحديثة..  بدعم طبعا من السلطات الرئيسية وبدعم مكتب رئيس الوزراء مباشرة..".

ويقول المهندس رائف نجم " أنهم يخططون.. وعندما يجيء الوقت ينفذون ... هناك تخطيط وهناك تنفيذ.. بينما الأمة العربية تتكلم وتتكلم ... لا تخطيط ولا تنفيذ ... هذا هو الفرق بيننا وبينهم وينفذون خطوة خطوة ... يقفون، عندما يتوجب عليهم الوقوف إذا كان هناك ضغط سلبي عليهم يقفون فترة وجيزة ... كما حدث في باب المغاربة ثم يستمرون لا يتوقفون..". ( مقابلة مع قناة الجزيرة بتاريخ 4/5/2007).

ويضيف الوزير الاردني السابق  " الهدف الرئيسي من هذه الحفريات هو هدف حقيقي وليس ظاهر الظاهري التفتيش عن آثار هيكل الملك سليمان ... هذا كذب وبهتان ... لا يوجد هيكل ... هو هيكل مزعوم بشهادة بعض العلماء الإسرائيليين ومنهم جدعون أفي وروني رايخ ويائير زاكوفيتش وإسرائيل فارنشتين وتوبيا ساجيف .. كل هؤلاء يقولون أنهم لم يكتشفوا أي أثر ... فلذلك الهدف الحقيقي هو تشقق البنيان الإسلامي في حارة المسلمين وفى سلوان وبناء مدينة جديدة يهودية مكان هذا البناء الإسلامي... باختصار تهويد القدس كاملا أرضا وبناءً وعمارة وتراثا وإنسانا بالكامل..".

ويؤكد المهندس رائف نجم الفكرة التي أريد أن أصل اليها في مقالتي هذه بالقول " في جنوب الأقصى هناك آثار أموية .. هذه قصور أموية كما تصورها البروفيسور بنغامين مزار سنة 1968 .. وهناك قصور مثلها في الناحية الغربية أيضا .. الأقصى كما كان سابقا 15 رواق ... الآن الأقصى في سبعة أروقة ... كان عندما بنيت بالبداية خمسة عشر رواق ... وهدم بسبب الزلازل ولم يعاد إنشاء ثمانية أروقة انشئ فقط 8 أروقة ...  إذا فان جميع ما اكتشف من الحفريات السطحية هو آثار أموية كما هم يعترفون .. وهناك جدران المدرسة الخنثانية أو الزاوية الخنثانية الموجودة في تسوية المسجد الأقصى ويمكن الدخول إليها من أسفل المسجد الأقصى .. هذه تحتاج إلى ترميم سريع جدا ولغاية الآن ترفض السلطات الإسرائيلية السماح للجنة الإعمار أو لدائرة الأوقاف بترميمها ويريدوا المشاركة بها ... هم غيروا سياستهم السابقة حيث كانوا يسمحون بالترميم في القرن العشرين، لكن من بداية القرن 21 أصبحوا يتدخلون فنيا وإداريا في كل صغيرة وكبيرة... النفق موازي للجدار الغربي وهناك آثار أموية والجدار الموجود في الداخل هو جدار حجري أموي كما يقول علماء الآثار الإسرائيليين أنفسهم  والعمودان ... عمودان أمويان كما يقولون وهم ويعترفون .. وقد وضعوا أعلام في الداخل وهناك مجسمات للتاريخ المزور في داخل النفق وهو مكيف صيفا شتاءً وفيه تمديدات كهرباء كاملة وفيه كنيس .. هناك ثقوب موجودة فى الجدران وهناك طريق وفوقها أروقة وأقواس وعقود يمر منها الناس وهذه الثقوب ممدود فيها جسور خشبية تعلق فيها القناديل من الشمع أو من الزيت للإنارة ليلا هذا النفق استعمل الآن كنيسا فلذلك أول كنيس وضعوه هو عام 1980.. وهو ملاصق لحرم الأقصى من الناحية الغربية  .. وجميع الحفريات هي ضمن ما يسمونه بالحوض المقدس يعني فى حارة المسلمين فقط لا يوجد فى شمال البلدة القديمة ولا في غربها الحفريات كلها... فى الشرق وغرب الجدار الغربي فى الجزء السفلي لحارة المسلمين وفى سلوان وحمام العين.. وكل هذه الأماكن غير مسموح تصويرها الا لليهود والحفر يتم في محيط الأقصى وتحت الأقصى .... في حارة السلسلة وفي أسفل الأقصى... الحفريات السطحية تشكل خطرا كبيرا لأن عمقها عشرة أمتار من الخارج ومن الداخل هناك فرق منسوب هناك وبناء وطمم فى الداخل يدفع إلى الخارج ... إذا فان الجدار الشرقي والغربي معرض إلى خطر الانهيار أما الحفريات العميقة والتي يبلغ عمقها ستة أمتار فهي تجري تحت أساسات البلدة القديمة..عندما تجري تحت الأساسات تخلخل هذه الأساسات وإذا حصلت أي زلزلة بسيطة جدا ممكن أن تهدم هذه البيوت .. إذا الحي الإسلامي في البلدة القديمة في خطر الانهيار إذا حصل زلزلة قوية... هناك حفريات سلوان في جنوبي الأقصى ....هذه حفريات عميقة جدا في سلوان يتجهون نحو الأقصى... يعني جميع هذه الحفريات في منتصف مدينة سلوان ويتجهون نحو الأقصى لأن الجزء الذي هو من ضمن الحوض المقدس فهذه الحفريات الآن جعلت جميع الأبنية التي فوقها معرضة للانهيار لأن جميع الأساسات مخلخلة".

ويقول المهندس رائف نجم " هناك خطورة شديدة جدا من حفريات باب المغاربة ... طريق باب المغاربة والباب موجود على السور هذه الطريق كانت جزء من الأرض الموجودة في جنوبي الأقصى كل الأرض كانت بارتفاع عشرة أمتار لكن السلطات الإسرائيلية حفروا جنوبي الطريق وشمال الطريق وجعلوها معلقة فانهارت في سنة 2004  .. ثم انهار جزء آخر في سنة 2005 .. وطلبنا من السلطات الإسرائيلية أن نبني جدارا حجريا لنحمي هذه الطريق ولكنهم رفضوا وأعدنا الكرة مرارا وتكررا ورفضوا يريدون انشاء جسرا خشبيا هذا الجسر من الخارج وأنشئوه فعلا في سنة 2005 .. حتى يدخل السواح وجميع اليهود الذين يريدون أن يدخلوا إلى الداخل بموافقة السلطات الإسرائيلية تدخل من هذا الجسر ولم يستعملوا الطريق منذ سنة 2006 ولذلك جاء الوقت حسب ما هم مقررين إلى هدم هذا الطريق وبدؤوا بالهدم ... بدون أن يزيلوا هذا الطريق حتى تتوسع ساحة الصلاة أمام حائط البراق لأنها لا تتسع إلى الأعداد الكبيرة المتزايدة..  كما وأنهم يريدوا أن يزيلوا مسجد البراق.. ويريدوا أيضا أن يزيلوا الآثار الإسلامية الموجودة تحت هذا الطريق .. وسمي المسجد بمسجد البراق لأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم..عندما أسري به إلى المسجد الأقصى في ليلة الإسراء والمعراج دخل الموقع من هذه البوابة الموجودة في داخل مسجد البراق .. ولذلك نسميه بوابة النبي أو باب النبي محمد عليه الصلاة والسلام.. والآن هو موجود في الناحية الغربية المسيطر عليها السلطات الإسرائيلية ولا يستطيع أي عربي مهما كان أن يدخل ويصلي في مسجد البراق .. وهو عبارة عن غرفة كبيرة لكن تحت السيطرة الإسرائيلية ومن يدخله ...  تدخله النساء الإسرائيليات لأنه مجاور إلى الساحة التي يصلى فيها النساء..".

اذا، أيها الأحبة، من خلال هذا السرد التاريخي المقتضب أريد أن أصل الى نتيجة مفادها أنه يتوجب علينا أن نرى الصورة الأوسع ... ربما أشار لها المهندس رائف نجم بالقول بما معناه أنهم ينتظرون زلزالا طبيعيا .. وأنا بدوري أقول أن الهدف من هذه الحفريات على مر التاريخ هو تقويض أساسات الأقصى والمباني الاسلامية برمتها، مع بناء صامت لهيكل مزعوم، ما أن " يعطس" زلزال بقوة تزيد قليلا عن ست درجات وفق مقياس ريختر حتى تنهار كافة الأبنية الاسلامية والمسجد الأقصى – لا سمح الله – وعندها يظهر الهيكل المزعوم .. ولا يستطيع أي كان أن يدّعي أن ما حدث هو فعلا صهيونيا بامتياز، جرى التدبير له سنوات وسنوات.

وفي هذا السياق فان اغلاق المسجد الأقصى برمته لأيام ( ورغم أننا رأينا بأمهات أعيننا عبر الاعلام) لم يكن الهدف منه تثبيت الكاميرات أو تثبيت بوابات الكترونية، فالمراقبة تفي بها الأقمار الصناعية، وانما كان الهدف منه تثبيت تكنولوجيا متطورة غير مرئية لنا، ترصد أي نشاط زلزالي و/او أية اهتزازات تنجم عن الحفريات الاسرائيلية المستمرة أسفل الأقصى، وعندما يحدث الزلزال – لا سمح الله – تساهم هذه التكنولوجيا المتطورة في الهدم العلوي لمقدرات الأقصى كافة جنبا الى جنب مع الهدم الباطني المدبر الذي ينتظر فقط "عطسة زلزال".

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...