الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

القيصر ينحني منتصرا

الكاتب: سلطان القيسي

بقلم سلطان القيسي-

من دون أيّ تخطيط مسبق، أهدتني صديقة تذكرة لحفل كاظم الساهر في البحر الميّت. ذهبنا، وفي الطريق وقعنا في حيرة: هل نسمع كاظم في السيّارة أيضًا؟ أم نسمع موسيقى هابطة لكي نستمتع أكثر بإطلالة موسيقاه على المسرح؟ انتهى الأمر بألبوم موسيقيّ قد يساعد أرواحنا على بلوغ التذوّق النظيف.

الوقوع الأوّل، واللقاء الأوّل

إنّها المرّة الأولى التي أحضر فيها حفلًّا حيًّا للقيصر، لكنّ علاقتي به ليست أقلّ تعقيدًا من علاقتي بالأشياء الأساسيّة في حياتي. لقد تعرّفت سنة 1989، ولم يكن عمري يزيد كثيرًا عن السنتين، إلى ألفاظ مثل 'ماما' و'بابا'، و'عبرت الشطّ' (1989)، أغنية كاظم التي سادت تلك المرحلة، ثمّ بعد سنوات قليلة، صرت أصحو باكرًا لأسمع نشرة أخبار الصباح عبر مذياع أبي، منتظرًا الأغنيتين اللتين كانت تبثّهما الإذاعة الأردنيّة دائمًا، ولولا أنّهما 'لوه ولوّاه' لسعدون جابر، و'إنّي خيّرتك فاختاري' (1994) لكاظم، لكان الأمر مملًّا. هذه التفاصيل الواسعة على جسد طفل، جعلتني سنة 98، أخبّئ مصروفي اليوميّ المتواضع مدّة أسبوعين، لأنّني لم أكن أتقاضى مصروفًا يومي الخميس والجمعة، لأشتري ألبوم 'أنا وليلى' (1998). ذهبت إلى محلّ الأشرطة وقلت له: 'أريد شريط أشهد أن لا امرأة'!

جمهور حفل كاظم الساهر في 'مهرجان صوت البحر الميّت'

كان هذا وقوعي الحقيقيّ الأوّل في شبّاك القيصر، وكان طريقي السهلة إلى نزار قبّاني، حالي حال كلّ المراهقين الذين يحبّون الشعر. ذهبت إلى مكتبة المدرسة طبعًا، مدرسة وكالة الغوث، إلّا أنّني لم أجد كتبًا للشاعر، كونه 'شاعرًا لا يصحّ أن يقرأه الأطفال'! هكذا قال لي الأستاذ المسؤول عن المكتبة، مبرّرًا غياب الكتب. أعطاني كتابًا لأحمد مطر، ثمّ أعارني في اليوم التالي كتابًا من مكتبته الخاصّة لنزار قبّاني، قبل أن أخبّئ مصروفي مرّة أخرى لثلاثة أسابيع وأشتري كتاب 'أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء' (1992)، بنسخة مزوّرة، وأسجّل الدخول إلى عالم نزار الفاتن!

عندما درج القيصر إلى المسرح لم أستطع مواصلة الجلوس، على الرغم ممّا بدأت أصطنعه من وقار بعد أن بدأ البياض الخفيف يخالط شعري مبكرًا بعض الشيء. وقفت، ليس لأنّ كاظم نجم كبير فحسب، بل لأنّ معرفتي به كبيرة، مثل كلّ مواليد الثمانينات. إنّه أخونا الكبير، وصاحبنا الذي كان يحمينا من رفاق السوء في الموسيقى. لقد هذّب عواطفنا وأدّب قلوبنا، ودرّبنا على الحبّ الحقيقيّ، وعلى الحبّ الذي كنّا نظنّه حقيقيًّا عندما كانت وجوهنا ناعمة. وقفت وصفقت طويلًا للقائنا الفعليّ الأوّل، كان ثمّة صوت صغير جوّاي يقول له: 'كيف حالك يا رجل؟' ويدان صغيرتان تشدّان على أصابعه الطويلة، أو التي كانت طويلة في ذاكرتي، قبل أن تصبح أصابعي أطول منها!

آشور وآرام

بدا أثر السنين واضحًا على صوت كاظم في ألبومه الأخير، وكذلك الحكمة بدت واضحة في كلّ ما يفعل. كانت لديّ احتجاجات كثيرة على الألبوم بداية، مثل غياب الكمنجات أو ضعف صوتها، لكنّ الحقّ أنّ ميشيل فاضل أحسن في هذه الخطوة، كي لا تتطاول الكمنجات على صوته الكبير.

وكان لديّ احتجاج آخر على بعض قصائد الألبوم، وعلى غياب نصوص لشعراء آخرين، قبل أن أتمهّل وأعيد قراءة علاقة الشام ببغدادالتي بنت مدرسة فنّيّة لا تضام، وقبل أن أتفهّم ضرورة انحناء كاظم لشعر نزار بعد تغريبة طويلة عنه في الألبومات السابقة.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...