الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:41 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:16 PM
العشاء 8:36 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

شكرا مصر .....نحن الاشقاء

الكاتب: فضل سليمان

لقاء القاهرة لاستكمال المصالحة يفرض ذاته، كأحد أهم العناوين السياسية التي تتفاعل في محيطنا، حضور يتناسب وقيمة القضية الفلسطينية، التي ستبقى المركزية وبدونها لا أمل لأي استقرار في المنطقة، مهما كان حال المشهد الفلسطيني مختلطا.

الذاهبون الى القاهرة، يعلمون أنه سيكون لقاءا "حاسما لجهة الاتفاق أو اللااتفاق، نقطة فصل سيكون لها ما لها، ولن يكون الأمر ما قبل اللقاء كما بعده، ولأن فلسطين، هي روح السلام - واللا سلام في المنطقة، لم يتأخر الرئيس الأمريكي باعلانه "إذا أمكننا تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل فأعتقد أن ذلك سيؤدي إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط في نهاية المطاف وهو الأمر الذي يجب أن يحدث".

ترعى جمهورية مصر العربية الحوار الفلسطيني - الفلسطينى وتتم استضافته في القاهرة في جولات متكررة منذ اكثر من ثلاثة عشر عاما بهدف مساعدة هذه الفصائل على تحقيق الوفاق الفلسطيني، وقد وضعت مصر اهدافا تسعى للوصول لها مع الفلسطينيين، منها ضرورة وضع برنامج سياسي موحد بين كل الفصائل ركيزته الأساسية تخويل السلطة الفلسطينية إجراء مفاوضات مع إسرائيل في القضايا المصيرية. وعدم قيام أي فصيل من الفصائل أو السلطة الفلسطينية بالخروج عن البرنامج السياسي الموحد أو الانفراد باتخاذ القرار.

وتدعيم السلطة الفلسطينية وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. كما حرصت مصر على إبلاغ الفصائل الفلسطينية منذ بداية الحوار بأنها لا تشكل بديلاً عن السلطة الفلسطينية، وأن عليها جميعاً التفكير في المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وتوحيد رؤيتها مما يدفع الأطراف الدولية إلى معاودة الاهتمام بعملية السلام في الشرق الأوسط بعد أن أصبحت هذه الأطراف على اقتناع بأن ما يجرى في الأراضي الفلسطينية قد أضر بالقضية الفلسطينية. م

صر الآن تتحرك في جميع الاتجاهات بخطوات جدية وفاعلة سيكون لها آثار كبيرة على الواقع السياسي في المنطقة، من ناحية أخرى هنالك زيارات ولقاءات دورية بين الاستخبارات المصرية وأجهزة الأمن في سوريا منذ مدة وهذه بشارة خير لعودة العلاقات بين البلدين، نشاط ثالث تقوم به مصر وكان له نتائج جيدة حتى الآن تمثل بدورها في ليبيا والمصالحات التي تقوم بها هناك.

ومع تطور المشهد السوري، أخذ الدور المصري، وبشكل متسارع، الى استعادة الكثير من دوره المركزي الذي "فقد ظله" خلال سنوات طويلة، بعضها ما قبل 25 يناير 2011 وبعضه ما بعدها، ما سمح لغياب أي دور مركزي لدولة عربية، وفتح الباب لأطراف متعددة، بعضها عربي وآخر غير ذلك، لكنها جميعا لم تكن قادرة على ملئ الفراغ الذي تركه غياب مصر.. ومع العودة المصرية التي تزامنت مع تغير جذري في المشهد الإقليمي، وعودة بعض روح العلاقة مع روسيا تحركت نحو المساعدة في ترتيب جديد للمشهد الفلسطيني، وكسرت مصر "محظورا سياسيا شعبيا" برز بعد حكم الإخوان المؤقت حول حركة حماس، فإتجهت لفتح حوار مختلف وبروح جديدة مع قيادتها الجديدة، التي شكلت "مفاجأة سياسية" بتقارب "غير مسبوق" مع مصر، قاد الى صياغة تفاهمات خاصة بين مصر وحماس، ما أدى لاستضافة قيادة حماس الجديدة في أول لقاء لتحديد رؤياهاة المستقبلية، كرسالة عن تغيير جذري في المشهد العام.. مصرة هذه الدولة المركزية في الوطن العربي وإقليم الشرق الأوسط.

لا يمكن تجاوز ثقلها الجيوستراتيجي. وبغض النظر عن طبيعة النظام السياسي الموجود في مركز الحكم تحتل مصر الواجهة، مع الفارق والفارق الشاسع بين نظام سياسي وآخر وتأثيره على موقع ووزن المحروسة على الصعد العربية والإقليمية والدولية.

وتتميز علاقة مصر مع فلسطين بالمتانة التي تربط بين الشعبين المصري والفلسطيني على مر التاريخ، فمصر تمثل عمقا استراتيجيا للشعب الفلسطيني، ودائما كانت تنظر إلى فلسطين على أنها بوابتها الأمنية الشرقية منذ عهد الفراعنة.

وهناك تنسيق سياسي بين مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، واستمر هذا التنسيق في كافة محطات النضال الفلسطيني، وبعد استشهاد الرئيس ياسر عرفات (أبو عمار) ما زال في أعلى مستوياته مع الرئيس (أبو مازن) في كافة الخطوات السياسية التي يتخذها الفلسطينيون وعود على بدء فإن الزخم المصري الجلي في دفع عربة المصالحة الوطنية لم يأت من فراغ، ولا هو إندفاع عاطفي، ولا يقتصر على البعد الأمني المصري فقط، ولا هو ورقة يانصيب ولعبة حظ، ولا ايضا تطفل على المشهد الفلسطيني والقوى العربية والإقليمية التي حاولت وسعت للعب دور في عملية المصالحة الوطنية. إنما هو زخم في اللحظة السياسية الراهنة مستند إلى جملة من المعطيات والعوامل الاقليمية والدولية، يستطيع المتفحص تلمسها.

شكرا لما قامت وتقوم به الشقيقة الكبرى. وهذا ليس جديدا عليها، بل هو جزء أصيل من تاريخ مصر العربية تجاه فلسطين، قضية العرب المركزية.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر شبكة راية الإعلامية.
Loading...