الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:33 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:20 PM
العشاء 8:41 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

سر المعبد

الكاتب: رامي مهداوي

بقلم: رامي مهداوي

ولدي العزيز خطاب...
شعرت منذ قراءة أولى صفحات كتاب "سر المعبد" للمحامي المنشق عن الإخوان المسلمين ثروت الخرباني، بأني فى أجواء شبيهة بعالم رواية "شيفرة دافنشي". سوف لن أتحدث لك عن الكيان الغامض المسمى بالإخوان المسلمين، ولا عن سيد قطب أو حسن البنا، ولن أجيبك  على سؤال: على من تقع مسؤولية تأليه تنظيم الإخوان باعتبارهم أصحاب رسالة سماوية كونية؟ وهل قام الإخوان بتنفيذ النظرية الميكافيلية "الغاية تبرر الوسيلة" مهما تلوثت هذه الوسيلة بالكذب والخداع والنفاق وتغليب المصالح الفئوية، واستخدام الدين لأغراض سياسية.
سؤالي لك: هل علينا دائماً البحث عن الحقيقة؟ أم نكتفي بما يقوله الكاهن، الإمام، المدرب، المدير، لماذا لا نستطيع نبش المعبد... المؤسسة... الشركة؟ هل نستطيع التعرف على أسرار المعبد بعد أن تتعرف على الكهنة من قريب؟ هل تستطيع أن تتخيل بأن يكون الشرطي حرامي والملاك شيطان والصادق كذاب "ما أقسي أن يكون الواعظ لصا وأن يكون الكذاب داعية".
وأنت في المعبد لك الحق بالتفكير، وإحذر بأن يمنعك العيب والحرام والعادات والتقاليد من التفكير والبحث، وإحذر بأن تكفر من لا يفكر كيفما تفكر!! "جماعة تريد أن تصلح السياسة بالدين فأفسدت دينها بالسياسة'' اختلف في المعبد... المدرسة... الجامعة، اثبت للعالم بأنك تمتلك الحقيقة، لكن ما الحقيقة؟ هل النور له معنى في النهار كما للظلام معنى في الليل؟ وهل معنى النور في الظلام مختلف؟
والأخطر من كل ذلك أن يكون العبد له مراتب في المعبد يحددها عبد مثلك مثله "الكهنة الكبار"، مما يخلق درجات العضوية ونظام داخلي وربما يحكم عليك بما لا يرضي الله، وكأن المعبد... الحزب... الجمعية لهم وحدهم أو تم توريثها لهم، يمنع الجدل والمناقشة والاستفسار، وإن تم اعتراضك على نقطة ما أو تمتلك وجهة نظر مختلفة، سيكون ملاك الموت سيد الموقف."مأساة أن يكون قرارك وفكرك مرهونا عند آخرين يملكون إرغامك علي الصمت وإرغامك علي الكلام..بئس العبودية التي جعلت بعضنا مسوخا مشوهة".
ربما علينا جميعاً استخدام العقل في حل وتركيب معادلات الواقع بما نريده من المعبد، وأن نبتعد عن الشعارات والعاطفة دون أدنى اهتمام بالمحتوى والمضمون، علينا عدم وضع عقلنا فى الأذن فنتأثر بما يُقال، علينا أن نهتم بما يتم على أرض الواقع و بعقلانية. 
كل منّا له معبده الخاص، نمضي الى معابدنا حاملين أحلامنا وثقافتنا  المزروعة بالخوف من الحاضر أو المجهول، فنقوم بقراءة تعاويذ وربما قراءات كتبت بلغة نجهلها لا نفهمها ولا نؤمن بها، وربما نحمل معنا ما ورثناه من قيود فرضت علينا أو فرضناها على أنفسنا بإسم التحرر من الخوف. لكن لنتذكر بأن لكل معبد باب دخلنا منه نستطيع الخروج منه إن تمردنا على ما يخيفنا.

Loading...