رمضان بلا صيام
الكاتب: رأي الرايـة
أخطر ما في القيم والشعائر الدينية أن تصبح عادة وتكرار فعل من أجل الأداء فقط، وفقدان معنى ومدلولات العبادة ومقاصدها ومراميها، وهذا الأمر يتعلق بصوم رمضان بشكل واضح إلا لمن أراد وسعى لعكس ذلك.
ان الله لا يغنيه الصوم عن الطعام، لأنه لا ينظر الا صورنا بل ينظر لقلوبنا وأفعالنا وكل الأوامر التي ألزمنا بها تهدف الى توطيد وزيادة الأعمال الصالحة في فلوبنا وسلوكنا لتوسيع دائرة الخير، لذلك معيار العمل الصالح هو الأهم في مخرجات العبادة والصوم تحديدا.
اذن رمضان بلا أعمال صالحة هو عبارة عن جوع لساعات طويلة وعطش مضني وانتظار ساعة الأكل الشره والنوم الطويل والسهرات حتى الفجر، وبذلك يفقد الشهر الفضيل رسالته النبيلة كدورة تدريبة لمدة شهر تدعو لكثير من التفكر والتدبر والخروج من دائرة المعتاد والمألوف والمكرر.
الصيام ليس امتناع عن المأكل والمشرب، بل هو صيام عن فعل كل السيئات واجتناب الشرور والأحقاد، رمضان شهر اختبار صلة الأرحام، وامتحان العلاقة مع الفقراء، فلا يجوز ان نسكب في سلة المهملات قوت ألاف الأسر الجائعة خلف الجدران المستورة والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة.
من لا يدفعه رمضان للتوقف عند أخطائه ومراجعة مواقفه ومسيرة عامه، والنظر حوله بعين بصيرة ترى الجميع بعين الاخاء الانساني والاعتذار عن الأخطاء وتصحيحها بشكل سريع فلا صوم له وشهره عبارة عن جوع وعطش.
معاني رمضان لا تمس العلاقات الخاصة للصائمين فقط، بل يجب أن تكون محطة لمراجعة وطنية شاملة تعيد الاعتبار للإنسان الفلسطيني وترفع عنه الظلم وتمنع سفينة الوطن من الغرق .. صوموا تصحوا عقلا وجسدا ووطنا.. وكل عام وانتم بخير.
