قائد قبائل سيناء: دول تتصارع هنا وشباب غزة كبش فداء

2017-07-16 05:37:33

خاص-راية:

لم يكن الهجوم الإرهابي الأخير في رفح جملة عنيفة خارج سياق التحولات الجارية في الإقليم. بالتوقيت، تزامن ذلك الهجوم مع حسم معركة الموصل وتقويض مشروع «دولة الخلافة»، كأنه نوع من الرد العنيف في سيناء على سلسلة الهزائم المتلاحقة، التي تعرّض لها التنظيم المتطرف في العراق وسوريا، وتكاد تحكم عليه قبضتها الأخيرة.

هناك أمران متداخلان على نحو مثير كأن أحدهما يمهد للآخر دون أن تكون هناك ــ بالضرورة ــ صلة مباشرة. فداعش” تضرب باسم إمارة سيناء الملتحقة بتنظيم الدولة الإسلامية الذي بدأ بالتداعي في المشرق العربي... وإسرائيل قد تجني النتائج باسم صفقة القرن التي تعني ــ بالضبط ــ تصفية القضية الفلسطينية.

وفي كل مرة، تطرح الأسئلة الكبرى نفسها دون أن تجد ما تستحقه من إجابات تلهم التماسك الوطني أمام ضربات الإرهاب المتكررة في سيناء والداخل المصري من جهة، والتغلغل داخل قطاع غزة من جهة أخرى. أخطر الأسئلة: ما مستقبل «داعش» في شمال سيناء؟... وإلي أيّ حد سيرسخ وجودها من فرص إقامة دولة في غزة؟

السؤال ليس افتراضياً، فهو مطروح بصورة أو أخرى على سيناريوهات المستقبل، وبعض الخطط معلنة. 

في أول حوار له مع وسيلة اعلام فلسطينية، تحدث الشيخ ابراهيم العرجاني، أحد أبرز قادة اتحاد قبائل سيناء المتحالف مع الدولة المصرية في مواجهة تنظيم داعش، لـ”زاوية 90” الأسبوعية على شبكة رايـة، عن حقيقة الأوضاع في سيناء والصراع الدموي الدائر على أرض الفيروز كما يحلو للكثيرين تسميتها، ومدى تشابك الوضع مع قطاع غزة وخطورة الانفاق وتأثيرها، اضافة الى التفاهمات الاخيرة التي تم التوصل اليها بين حماس ومصر في هذا الخصوص.

العرجاني كشف لـ"راية"، عن اكتشاف حماس في الفترة الاخيرة،  ثغرات أمنية كبيرة بين قياداتها الامنية فيما يتعلق بضبط الحدود بين غزة وسيناء الامر الذي جعلها غير قادرة على احكام النشاط التجاري لبعض عناصرها النافذين على الحدود على حد وقوله.

وتابع: اكتشاف تلك الثغرات شكل صدمة لحماس التي وعدت بدورها الجانب المصري باتخاذ اجراءات بحق تلك القيادات في القريب العاجل.

وعن التفاهمات الامنية الاخيرة التي جرت بين مصر وحماس، والعمل على إقامة منطقة عازلة لضبط الحدود،  قال العرجاني: ثقتنا في وعود حماس لا زالت مهزوزة إلى ان نرى واقعا ملموساً بالفعل، مشيرا الى انهم يتابعون تلك التفاهمات بقلق.

العرجاني كشف لـ"راية" ايضا عن وجود تنظيمات مسلحة عديدة تتصارع على ارض سيناء مدعومة على حد قوله من دول وليس تنظيما واحدا ما يصعب عليهم تحديد فترة زمينة لتطهير سيناء من تلك المجموعات  مشيرا الى ان نسبة 80 في المئة من منابع وأوكار المجموعات المسلحة تم تجفيفها.

وتزايدت وتيرة الهجمات في الاونة الاخيرة على قوات الأمن في سيناء وامتدت إلى مناطق أخرى في مصر حيث كان اخرها  الهجوم الذي استهدف قوات الجيش في مدينة رفح التابعة لمحافظة شمال سيناء. وأسفر عن مقتل 26 جنديا وإصابة العشرات .

وفي هذا السياق تطرق أحد أبرز قادة اتحاد قبائل سيناء، الى موضوع الانفاق على الحدود بين مصر وغزة، وكيفية استغلاله من قبل الجماعات المسلحة في سيناء قائلا: "للاسف  هناك غزيين ترسلهم داعش وقياداتها بسناء "كبش فداء" لتفجير انفسهم".

وتابع: "الشباب المغيبين الذين يخرجون من سجون حماس او الذين يلجأون الى التنظيمات الاسلامية الفلسطينية, يتم ترحيلهم بطريقة غير مباشرة لسيناء والباقيين هم عبارة عن "ضحايا اصدارات داعشية تستهدف غير الواعين دينياً وتنقلهم نقلة نوعية من تجار مخدرات ودخان الى أمراء حرب" على حد قوله.

واشار العرجاني الى امتلاكهم دلائل على حد زعمه تثبت وصول عناصر مسلحة الى سيناء عبر معبر رفح قائلا: هناك من وصلوا الى سيناء وتم تتبعهم والقاء القبض عليهم مع باقي الخلايا، ومنهم من يسافر الى تركيا  ليتم ترحيله لسوريا ومنها للعراق".

واشارت تقارير اعلامية الى  توصل وفد من حماس ووفد أمني مصري إلى تفاهمات في لقاءات أخيرة عقدت في القاهرة، تنبئ بحدوث تغيرات جوهرية في العلاقة بين الجانبين.

وقالت مصادر في حماس إن وفد الحركة متفائل بفتح صفحة جديدة في العلاقة مع مصر، التي اتسمت بالتوتر وعدم الثقة منذ إطاحة الرئيس مرسي عن الحكم في عام 2013، وأرجعت هذه المصادر التغيير إلى عاملين أساسيين، الأول هو الحرب التي تخوضها مصر ضد الجماعات المسلحة في سيناء، والثاني وجود قيادة جديدة للحركة في غزة، ورغبة مصر في إبقائها بعيدة من التأثيرات الإقليمية خاصة قطر وتركيا وإيران.

وتطرق العرجاني لدورهم في مساندة القوات المصرية في حربها ضد تلك الجماعات المسلحة في سيناء، مشيرا الى ان ما يقومون به، يتم بالتنسيق مع الجيش واطلاعه على كافة التحركات.

ورفض العرجاني الافصاح عن التقارير الاعلامية التي تحدثت عن التحاق شبان من قبائل غزة الى صفوفهم للعمل معهم في مواجهة داعش قائلا: "لا يسعني التصريح بهذا الامر, لكن محاربي الارهاب والتكفيريين ليس لهم جغرافية ثابتة".