"نيوتن غزة" يصنع فنا فريدا في الجاذبية

2017-11-27 10:32:07

خاص- رايــة: سامح أبو دية-

بين الصخور المتناثرة على شاطئ بحر غزة، يقف الشاب احمد العوضي ويتجول بناظريه، لينتقي صخورا بحرية يرسم بها لوحات غير عادية؛ يجذب بها المشاهدين. 

العوضي (18 عاما) أو "نيوتن غزة" كما يُطلق عليه؛ يمارس فنا فريدا يُطلق عليه "خداع الجاذبية" أو "موازنة الجاذبية"، هذا الفن النادر لا يمارسه الا ستة أشخاص حول العالم ويسمى عالميا "التوماس"، ليصبح الشاب الغزي سابعهم.

الفن عبارة عن صنع لوحات مختلفة تعتمد على كسر الجاذبية الأرضية؛ عبر تثبيت ورص القطع والأجسام فوق بعضها بطريقة منمقة وملفتة، معتمدا على مركز التوازن والارتكاز، ويستطيع أن يوازن أي شيء بشكل ساحر.

ممارسة الشاب احمد لهذا الفن جاءت عن طريق الصدفة، عندما كان يتجول في مواقع التواصل الاجتماعي، ليشاهد صورة فنية لصخور رائعة جدا، ثم ذهب الى الشاطئ كي يتقنها.

بدأ الشاب العوضي ممارسة الفن بصخور الشاطئ نظرا لسهولة وسرعة اتقانها، ثم انتقل الى الأجسام كالزجاجات وقطع الأثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية والبيض والنقود المعدنية، والتي تحتاج الى تركيز ووقت أكبر.

ويحتاج هذا الفن الى التركيز والهدوء التام بعيدا عن الضغوط النفسية، لذا يختار أوقات الصباح الهادئة وشاطئ البحر لتنفيذ ما يخطط له في المساء.

وعن بداية ممارسة هذا الفن؛ يوضح العوضي أنه بدأ قبل شهرين بتاريخ 25-9-2017، وهو يوم ميلاده الثامن عشر، "أحببت أن أهدي نفسي هذا الفن الرائع في يوم ميلادي".

انطلق "نيوتن غزة" في ممارسة خداع الجاذبية بالبدء في الأشياء السهلة ثم الأصعب فالأصعب، ويعتبر الأول في فلسطين، يقول: "في البداية لم يساعدني أحد بل كانوا ضدي وينتقدوني، ولم تلفت أعمالي الانتباه كثيرا، ليصبح هذا الانتقاد تحدٍ أمامي، حتم عليّ أن أتقن الفن أكثر وأكثر، وأثبت قدرتي على الابداع والتميز".

وعن الانتقادات التي واجهته، يضيف: "قالوا لي حلمك في غزة مدفون ولا تستطيع تحقيقه، لكنني لم استمع لأحد وسرت وراء هدفي بالعزيمة والاصرار التي كانت مدفونة داخلي".

استطاع العوضي أن ينشر الفن داخل قطاع غزة، ويلفت الأنظار من حوله، يقول: "لا شيء مستحيل ولا شيء سهل".

"خداع الجاذبية" أو "التوماس" فن نادر وجمهوره كذلك، تقام له مسابقات ومعارض في الخارج، وهذا ما يسعى اليه الشاب العوضي "الوصول للعالمية والمشاركة في المعارض الخاصة بالفن خارج قطاع غزة".

يمارس احمد الفن المحبب لديه، وصنع عدد لا يُحصى من اللوحات المميزة على شاطئ البحر وفي منزله، فيما يقوم بتصوير تلك اللوحات ونشرها عبر صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي، ويقضي 4 ساعات على الأقل يوميا في ممارسته.

وبعد ان أتقن الفن ووصل لمرحلة متقدمة، حصد ثمار جهده، وبدأ الناس داخل وخارج غزة، بالإعجاب بلوحاته المختلفة، فضلا عن طلب العديد منهم تعلم هذا الفن.

وعن تطوير موهبته والوصول للعالمية، يقول: "أسعى لابتكار حركات جديدة ونشر الفن بصورة أوسع"، مشيرا الى أنه ما زال يحتاج الدعم لتطوير ونشر الفن في قطاع غزة.

ويشير العوضي الى أنه لا يحقق أي ربح من خلال ممارسة فن تحدي أو خداع الجاذبية، الا أنه يطمح في مساعدة الجهات الداعية لتطوير هذا الفن، مشددا على أن المؤتمرات والمسابقات في الخارج تُنظم بشكل مخصص.