الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:19 PM
العشاء 8:40 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حكايا: عالية.. شقاء في الطفولة والصبا

رام الله- رايـة:

مجدولين زكارنة -

بعد لحظة الميلاد لا مفر من الحياة سنعيشها مجبرين ولكن ما بين الميلاد والموت هناك معركة يحارب كل منا خلالها باحثا عن اكسير "الراحة والسعادة" الذي كلما تقدمت بنا الأحوال أدركنا انه محض أسطورة.

وفي معركة الحياة هناك "عالية" شابة في ال 34 من عمرها تربي 7 أولاد وتنفق على 9 أشخاص وتهيئ ظروف حياة كريمة لزوجها الأصم.

تسكن عالية في قرية بلعين قضاء رام الله بعد ان حرمت من طفولتها و تزوجت بعمر 14 عاما  من رجل أصم تقول عالية: " لم يسألني اهلي عن رايي عندما  تقدم اول شاب لخطبتي حينها كنت في الصف السابع زوجي شخص لا يسمع ولا يتكلم".

قدر علياء الذي اخذها الى هذا الزواج لم  يكن اختيارها ولكنها اختارت ان لا تستسلم امام قسوة ظروف اجتماعية ومعيشية آلت بزوجها الى ان يكون عاطلا عن العمل فلا أحد يريد توظيف شخص أصم تقول عالية:" المجتمع لا  يتقبل وضع زوجي الصحي الكثير من اصحاب العمل استهزؤوا به  فقررت ان اعمل انا بدلا عنه فلن اقبل على زوجي الاهانة ".

عملت عالية في التطريز والخياطة لـ3 سنوات ولكن زيادة عدد افراد اسرتها زاد الحاجة الى دخل يفوق ما  تجنيه من عملها في الخياطة حينها قررت ان  تعمل في  تنظيف البيوت ولا زالت على رأس عملها منذ 16 عاما.

قدمت عالية الى العمل كعاملة  نظافة في  مستشفى رام الله الحكومي ولكن 1200 شيكل كدخل ل 9 افراد  كان  قليلا جدا فقررت عالية الاستمرار  بالعمل  في تنظيف البيوت.

لم تكن عالية  مضطرة لاعالة ابناءها وزوجها فحسب انما عليها خلق ظروف معيشية ملائمة لرجل أصم لايسمع من حولة الاصوات ولا يعبر عما يجول في خاطره بسهولة.

"جرس مرفق بضوء" كانت اولى خطوات عالية لمساعدة زوجها ليعرف ان احد ما يدق  الباب اضافة الى لغة الاشارة وحركة  الشفاه التي اتقنها أولادها الـ 7 ليتعاملوا مع والدهم .

تقول عالية:" كوني عاملة واغيب لساعات طويلة عن البيت فمسؤولية الاهتمام بالاولاد  يتولاها زوجي ويتقنها فهو حنون جدا على اطفاله و ابنتي الكبيرة تفهم على والدها من نظرة عيونه وابني ذو السنتين يتعامل مع والده بلغة الاشارة وانا عن طريق حركة الشفاه وهكذا امضيت 21 عاما برفقته ولازلت ".

"كلشي في رقبتي" كلمات استخدمتها عالية لتقول لنا ان كل المصاريف والمستلزمات الحياتية ل 9 افراد من مسؤوليتها وتقول:" في فصل الشتاء يسوء وضعي المادي نتيجة قلة الطلب على  تنظيف البيوت اما  باقي الفصول فأدخل من 2000 الى 3500 شيكل حسب الطلب والوضع مستور الحمدالله"  

 فتحنا صندوق امنيات عالية وفيه بحثنا و بـ" لو" سألنا.. ماذا لو لم تتزوجي صغيرة؟

"بتمنى لو اني كملت تعليمي كان لا فكرت بجيزة ولا اولاد وكان ع الاقل شغلي حاليا  أريح بس انا بتمنى انهم بناتي الـ5 يتعلموا لأنو لا انا ولا ابوهم اتعلمنا والبنات تعليمهم هو سلاحهم بوجه الحياة والظروف". اجابت عالية

لقد اقنعت السيدة الثلاثينية نفسها ان صبرها على حياتها هو طريقها للجنة..." انا كسبانة الاخرة من وراء زوجي " تقول عالية.

تتمنى عالية ايضا لو ان زوجها يستطيع العمل داخل المنزل تقول:  زوجي يملك نسبة ذكاء عالية يستطيع تصليح الادوات الكهربائية بنفسه الكثير من الاجهزة التي تعطلت وذهبنا بها الى محال التصليح لم تقوى على اصلاحها واصلحها زوجي وذلك يغنيني عن مصاريف تصليح وسمكرة الكثير من المواد في بيتي".

وترى عالية في ترية حيوانات المزرعة طريقا اخر لعمل زوجها الاصم وتقول:" اليد قصيرة لو معي مصاري كان جبت بقر او غنم ليشتغل زوجي في تربيتها، قبل عشر سنوات قدم اتحاد الشباب الفلسطيني  بقرة  لنا وعملنا انا وزوجي في انتاج الحليب وازداد دخلنا الى حين اضطررنا الى بيعها".

قبل عام ونصف كانت اخر مرة  تلقت  فيها عالية معونات الطحين من الشؤون الاجتماعية  دون معرفة سبب انقطاعها حتى اللحظة وتقول:" 45 رغيفا من الخبز البلدي تحتاج عائلتي اسبوعيا امضي 3 ساعات امام طابون النار كل ليلة خميس في خبزها لسد حاجتهم طيلة الاسبوع ولكن بعد انقطاع المعونات اصبحت مسؤوليتي شراءها".

وبالعودة الى الاماني فقد حققت عالية أمنيتها في تعلم قيادة  السيارة رغم معارضة الكثير من  المحيطين بها وتقول:" ساعدني اتحاد الشباب الفلسطيني على تعلم القيادة رغم انو الكل عارض الفكرة ولكن انا اصريت ما بدي ادخر اي فرصة يمكن تساعدني بشغلي وزيادة دخلي و لو يصحلي ارجع عالمدرسة واكمل توجيهي برجع وبتعلم"

"البيوت أسرار" على هذه القاعدة تعمل عالية  في البيوت التي  تدخلها لتنظيفها اما في صندوق الاسرار لعالية الطفلة التي حرمت من طفولتها فهي حتما تخفي الكثير من  الاسرار التي حاولنا كشفها جاهدين .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Loading...