غزة تفقد بحرها

غزة-راية:

عامر أبو شباب

يعد شاطئ البحر في قطاع غزة المتنفس الأخير للمحافظات الخمس المحاصرة، متنفس مجاني يهرب له المواطنون صيفا من حر البيوت في أكثر كتلة سكانية كثافة أصغر بقة في الكون.

ويعتبر البحر مكان اصطياف المدن المزدحمة بالحجارة والناس، دون الحد الادنى من المتنزهات أو المناطق الخضراء، فيلجأ الناس للهواء النظيف قبالة شواطئ البحر المتوسط في ساعات النهار للسباحة، والليل للاستجمام والسهرات وأحاديث السمر خلال قضاء الاجازة الصيفية والمناسبات العامة والخاصة للعائلات.

وازداد اقبال الأسر الغزية على ارتياد الشواطئ بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة جراء تفاقم أزمة الكهرباء، هروبا من حر وظلام البيوت، في متنفس مجاني ونظيف، ورغم ذلك اتجهت الأوضاع للأسوأ بسبب تلوث البحر بمياه الصرف الصحي، وتحول ماء البحر الأزرق الصافي الى بركة مياه ملوثة بالصرف الصحي، ويصبح الهواء النقي هواء ملوث برائحة كريهة من مخلفات الانسان التي يدفع بها للبحر في كثير من المناطق شمال ووسط وجنوب القطاع.

وكشف مدير عام حماية البيئة في سلطة جودة البيئة بهاء الدين الأغا أن أربع محطات معالجة مياه الصرف الصحي، من أصل خمس في قطاع غزة تصرّف المياه إلى شاطئ البحر، جراء أزمة الكهرباء التي تحول دون معالجة المياه والاستفادة منها للمياه الجوفية النافذة بسبب الاستهلاك الاضافي باعتباره المصدر الأول لـ2 مليون مواطن في القطاع.

وأشار الأغا في مؤتمر صحفي، الأحد بمدينة غزة، أن نسبة التلوث لشواطئ غزة بلغت 70% بعد أشهر من اجراء فحص سابق أكد تلوث 50%  من الشواطئ.

حصار القناديل

وفي ظاهرة جديدة اشتكى زوار بحر غزة من انتشار القناديل بشكل غير مسبوق على شواطئ البحر مما حرمهم من السباحة خاصة الأطفال الصغار، حيث اصبح البحر لمتعة النظر فقط.

وحول انتشار القناديل أوضح عميد د. محمد صالح، ومسؤول الإسعاف والطوارئ في الخدمات الطبية، بغزة أن قناديل البحر هذا العام هي الأخطر والأكبر حجمًا من الأعوام السابقة، نتيجة التلوث الذي أصاب مياه بحر غزة الناتج عن الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي ، وتعطُل محطات معالجة مياه الصرف الصحي.

وقال صالح في حديث نشرته وزارة الداخلية بغزة إن عددًا كبيرًا من المواطنين أُصيب هذا الموسم بلسعات القناديل نتيجة الأعداد الهائلة منها، التي غزت سواحل القطاع، محذرًا المواطنين منها وضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

يشار الى أن لسعات قناديل البحر تسبب حرق أو لسع الجلد وبقع حمراء، أو بنية أو وردية على الجلد وحكة شديدة، وألم شديد في الذراعين والساقين.

يذكر أن منظمة الصحة العالمية أفادت أن ربع حالات الوفاة العالمية لأطفال دون الخامسة يعود إلى البيئات غير الصحية أو الملوثة بما في ذلك المياه غير النظيفة والهواء الملوث والتدخين السلبي وانعدام أو عدم كفاية النظافة.

وأضافت المنظمة في تقرير نشر سابقا إن مثل هذه البيئات غير الصحية والملوثة يمكن أن تؤدي إلى حالات إسهال وملاريا والتهاب رئوي وتودي بحياة 1.7 مليون طفل سنويا.