محللون: قليل من التفاؤل بحدوث اختراق في المصالحة

خاص- رايـة

 تفاؤل مشوب بالحذر، تتواصل التحركات للمضي قدما في تحقيق المصالحة الفلسطينيية المتعثرة منذ 10 سنوات، إلا ان التجارب السابقة للحركتين المتخاصمتين فتح وحماس، قد تعيد الأمور لنقطة الصفر مرة أخرى. 

وعلى عكس ما يبدو من تصريحات الحركتين والاتصال الهاتفي بين الرئيس محمود عباس وقائد حماس اسماعيل هنية، يخفض محللون فلسطينيون من سقف التوقعات بحدوث اختراق في ملف المصالحة. 

الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب قلل من التفاؤل لاتمام المصالحة مشيرا في حديثه لـ"راية" الى ان ما حصل مؤشر ايجابي لتحقيقها ولكن التجارب السابقة تقول ان الطرفين لا يوجد لديهم الارادة لدفع اثمان المصالحة.

واضاف حرب: "لا نريد جر الشعب الفلسطيني الى تفاؤل اكثر من اللازم"، داعيا في الوقت ذاته الى انتظار عودة الرئيس من نيويورك والاليات التي سيتم اتخاذها من قبل الطرفين في سبيل تحقيق المصالحة.

ولم يتسبعد حرب ان يكون ما اعلن عنه من القاهرة مؤخرا ناجم عن الفشل الذي لحق بالطرفين (حماس وفشلها في ادارة الحكم في غزة، وفتح ومأزق مشروع الحل السياسي مع الادارة الامريكية الجدية المنحازة لاسرائيل)، مرجحا في الوقت ذاته ان تكون فتح وحماس ذهبتا مجبرتان للمصالحة خشية اغضاب القاهرة راعية ملف المصالحة الفلسطينية.

واوضح حرب ان اتمام المصالحة يتطلب وجود ادارة داخلية لدى طرفي الانقسام لتحقيقها، اضافة الى وجود مشرف خارجي قوي كمصر يتحقق من كافة الاجراءات التفصيلية التي تم الاتفاق عليها مسبقا، كما يتم تحديد جدول زمني لحل كافة القضايا العالقة بين الطرفين.

وكانت حماس وفي خطوة غير متوقعة خرجت فجر الاحد الماضي في بيان لها من القاهرة حيث يتواجد وفدا من قيادتها هناك برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية،  لتعلن فيه حل اللجنة الإدارية والموافقة على إجراء انتخابات عامة داعية حكومة الوفاق للقدوم إلى غزة؛ لممارسة مهامها، فيما  رحب الرئيس محمود عباس بتلك الخطوة معلنا متابعته لها فور عودته من نيويورك حيث يشارك في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتلقى الرئيس عباس الاثنين اتصالا هاتفيا من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، هو الاول منذ سنوات. 

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي من غزة مصطفى الصواف في حديث لـ"راية" ، ان الحركة قدمت الخطوة الاول في اتجاه تحقيق المصالحة باعلانها حل اللجنة الادارية في انتظار الخطوة المقابلة من قبل حكومة الوفاق الوطني والرئيس عباس.

وقال الصواف ان "ان الشعب الفلسطيني لم يعد يستحمل اي محاولات فاشلة اخرى لتحقيق الوحدة وانها الانقسام، والرد على اعلان حماس بحل اللجنة يجب ان يترجم بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القاهرة عام 2011

وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، قال في تصريحات سابقة إن قضية فرض الأمن في غزة، وحل قضية الموظفين من أبرز العقبات التي ستواجه إتمام المصالحة، و"التي يمكن تجاوزها بعقلية الوحدة الوطنية وتغليب المصالح العليا"، داعيا حماس إلى تسليم وتمكين حكومة الوفاق الوطني من إدارة الوزارات والمعابر والهيئات في القطاع.