باب الزاوية في الخليل.. ما سر التسمية؟

رايــة:  طه أبو حسين-

في كلّ بقعة من القرية الكبيرة الصغيرة التي يعيش كلّنا ضمن حدودها، تنتشر مراكز المدن التي تقترن بأسمائها في أحيان ليست بالقليلة. في الخليل لا بدّ عند زيارتها من الهبوط في مركزها "باب الزاوية"، التي تعتبر نقطة البداية لكلّ منافذ المدينة.

"باب الزاوية"، عنوان مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وهي مركزها التجاري، بالتالي نقطة التقاء كلّ أبناء المحافظة وزوارها، ومنها أيضاً نقاط التوزيع تفرعات الطرق التي تؤدي لاتجاهات المدينة الأربع كونها تتمركز جغرافياً وسط المدينة.

حي باب الزاوية يقع قبالة حي الشيخ علي البكاء من ناحية الغرب، كانت تفصل بينهما كروم العنب وبساتين الزيتون سابقا، حيث كانت في بداية التسعينيات قليلة المساكن والأبنية، ويقع إلى الجنوب من حي باب الزاوية منطقة عين العسكر وحارة القزازين، ويفصل بينهما بساتين شارعي الشلالة القديم والجديد، الذي امتد العمران إليهما في النصف الثاني من القرن العشرين.

تشكلت النواة الأولى لحي باب الزاوية من مساكن تقليدية، ضمن نسيج معماري مستمر، وأقيمت المباني على سفح الهضبتين الصغيرتين اللتين يفصل بينهما وادي الخليل، المار عبر شارع الشلالة القديم، ثم تمدد العمران ليتصل شرقا مع حي الشيخ علي البكاء، وجنوبا بقيت منفصلة إلى النصف الأول من القرن الماضي، والراجح أن التمدد العمراني وصلها نتيجة خروج سكان البلدة القديمة من الخليل مع النصف الثاني من القرن التاسع عشر نتيجة الهدوء الأمني والرخاء النسبي، الذي ساد الخليل في تلك الفترة، إضافة لوجودها على هضبة تشرف على الوادي.

لماذا سميّت باب الزاوية بهذا الاسم؟ التساؤل الأول الذي قادنا لصياغة هذا التقرير، وتعود التسمية إلى زاوية الشيخ محمد السعيد القادري، والمعروفة بالزاوية المنجكية.

الزاوية هي المكان المخصص للاعتكاف، وفي الخليل تكثر الزوايا، أما زاوية آل السعيد فتعود فترة إنشاءها للحقبة العثمانية 1672م، وتنسب إلى آل السعيد إحدى عائلات مدينة الخليل، وفيها ضريح مؤسسها الشيخ محمد السعيد القادري، إضافة لأضرحة الشيخ يحيى السعيد القادري، والشيخ عبد الفتاح القادري.

مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، شهدت المدينة توسعا تدريجيا أخذ يتمدد معه العمران شمالا نحو عين سارة، وباتجاه الغرب على امتداد شارع بئر السبع.

الجدير بالذكر أن مدينة الخليل على بعد حوالي 30 كم إلى الجنوب من مدينة القدس، وترتفع المدينة ما معدله 950م فوق سطح البحر (حوالي 1300م فوق سطح البحر الميت)، ما يجعلها من أعلى مدن المنطقة، وقد كانت حتى القرن التاسع عشر أعلى مدن الشرق الأوسط. ومناخ المدينة معتدل.