مخاوف.. الاستيطان يغير شكل الخليل

رايــة: طه ابو حسين-

يتخوف أبناء مدينة الخليل من تزايد وتيرة الاستيطان الاسرائيلي في قلب مدينتهم، على نحو مدروس تسعى حكومة الاحتلال من خلاله لفرض وقائع جديدة، قد تغير من شكل المدينة السكاني والجغرافي.

تقع في قلب المدينة 5 بؤر استيطانية، والسادسة حصلت مؤخراً على مصادقة إسرائيلية في منطقة الكراج القديم والتي ستتضمن بالمرحلة الأولى 31 وحدة استيطانية، وجاءت المصادقة بعد قرار الاحتلال بإنشاء هيئة محلية لإدارة شؤون المستوطنين في المدينة.

"الكراج القديم"، المكان الذي تم المصادقة عليه لإقامة الوحدات الاستيطانية، كان الاحتلال قد سيطر عليه لأغراض عسكرية، وهو ملاصق لشارع الشهداء المغلق منذ 1994 عقب مجزرة الحرم الإبراهيمي.

"هذا قرار خطير جدا، يعمل على تهويد الخليل وطرد الفلسطينيين، وقتل الهوية الفلسطينية، وسيكون هناك زيادة كبيرة للمستوطنين، بمعنى زيادة الحواجز، وقتل المدينة بشكل أكبر، والزحف باتجاه كل حواري البلدة القديمة لا سيّما بوجود قناعات المستوطنين التي تؤمن بأن الخليل منطقة يهودية يجب تحريرها من الفلسطينيين الذين يحتلونها" قال منسق تجمع شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو لـ"رايــة".

يستوطن قلب الخليل 600 مستوطن، ومع زيادة الوحدات الاستيطانية سيرتفع الرقم بشكل ملحوظ، أما النتائج المتربة حسب عمرو "مصادرة إحدى أهم مراكز المدينة، وهذا يعني خطوة في موضوع بلدية المستوطنين لإعطائها الحق بمصادرة المنازل والمحال المغلقة والساحات المفتوحة، وأتوقع أن المرحلة الثانية هي تل الرميدة ومنطقة الحسبة القديمة ببناء استيطاني جديد، ونقل المعسكر الذي ستقام عليه المستوطنة إلى جبل التكروري في المنطقة المصنفة h2".

يرى النشطاء أن الاحتلال يتطلع لربط مستوطنة كريات أربع- وهي كبرى المستوطنات التي يعيش فيها أكثر من 7200 مستوطن_ بالبؤر الاستيطانية الواقعة بقلب المدينة، وصولاً لمرحلة إفراغها من كلّ ما هو فلسطيني.

تتزايد أعداد المستوطنين في الخليل بالتزامن مع رفع نسبة الوحدات الاستيطانية، ومدير عام لجنة اعمار الخليل عماد حمدان يقول "إيجاد 31 وحدة استيطانية جديدة من شأنه أن يزيد نحو 20% من تواجد المستوطنين في قلب الخليل".

وبين حمدان لـ"رايـة"، أن اللجنة سترد على هذه الإجراءات بالقانون، موضحاً "سنقوم بفضح هذه الممارسات على المستويات الرسمية والدبلوماسية، وسنجابه القرار بالقانون، ومن ثم سوف نتدرج بالقنوات القانونية المختصة في هذا الموضوع للتصدي له لآخر درجات التقاضي".

يغلق الاحتلال مئات التجارية منذ مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، كما أن هناك ما يزيد عن 100حاجز في مساحة لا تتجاوز واحد كيلو متر مربع، وهي المنطقة المحيطة بالحرم، ومعظم الحواجز تم تغييرها لغرق الكترونية مغلقة ما يزيد من معاناة المواطنين وخنق حركتهم.

الحاج زهير البايض أحد سكان شارع الشهداء يقول "ندخل على بيتنا من حاجز الشهداء الذي يشبه المعبر، والاحتلال يسعى لأخذ المدينة كلها، ونحن للأسف لا أحد يدافع عنا، ولا يسأل عنا مطلقاً، فالاحتلال لو وجد قوة ضغط سواء من السلطة الفلسطينية أو غيرها لما وضعوا هذه الحواجز".

شارع الشهداء والسهلة وتل الرميدة والقزازين والحواري والأزقة المحيطة بالحرم الإبراهيمي التي تصنف بمناطق h2 جميعها دون استثناء على شفا حفرة التهويد لا سيّما بعد قرار المصادقة على بناء 31 وحدة استيطانية في منطقة الكراج القديم. فهل هناك من ينقذ المدينة أم نقول على الخليل السلام؟