الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:32 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:21 PM
العشاء 8:42 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

خاص

قوالب الحياة بصبغة خليلية

رايـة: طه ابو حسين-

تبدع الشابة حنين زاهدة 22 عاماً من مدينة الخليل في فن تشكيل اليدين والقدمين أو أية أطراف بشرية أخرى، لتبدو منحوتاتها مليئة بالحياة. 

حنين جعفر زاهدة، "22 عاما"، خليلية فلسطينية، موهوبة بعدة مجالات فنية، ظاهرياً تبتعد كلّ البعد عن تخصصها إدارة مشاريع، غير أن صياغة موهبتها ومحاكاتها فعلياً له علاقة بطريقة أو بأخرى بذلك التخصص، الذي من شأنه أن يطوّر موهبتها ويخرجها من إطار المحاولات البسيطة لمشروع مثمر ومنتج.

موهبة حنين الأخيرة، تتمثل بصناعة المجسمات والقوالب الخاصة بالأطراف البشرية، كاليدين والقدمين أو ما تشاء ويشاء أصحاب الرغبة، فوحي الفكرة نزل على روحها، فبدأت تجمع المعلومات حول إعدادها وصياغتها، ثم أحضرت المواد المختلفة وأخذت تجري التجربة تلو الأخرى حتى وصلت لضالتها.

بخفة عالية، تضع حنين مكونات خلطتها الخاصة في وعاء يتّسع للقالب الذي تنوي إعداده، من جبص ومنشفات وغيرها من المواد التي تعتبرها سرّ المهنة، ثم تبدأ بدمجها قبل أن تضيف عليها الماء وتخلطها كما لو كانت تشرع بإعداد "كعكة" ثم تضع اليد، أو القدم، أو ما شاءت صناعة مجسم له.

عادة الأطفال وأقرباء حنين هم ضحايا إبداعها، ولا بدّ من أن يخضعوا لتجاربها، حتى تحسّن على ذلك، وفي زيارتي منزلها لإعداد قصة عن تلك الموهبة، كنت الضحية الأخيرة  حتى تلك اللحظة، فأعدت خلطتها ثم أمرتني بوضع يدي في الوعاء، حتى توارت بخلطة حنين.

حنين تركت يدي في الوعاء لدقائق قليلة حتى يتشكل قالبها بالصورة المطلوبة، فكانت خلطتها تتسلل بين أصابعي كما لو كانت تسترق بعض الحياة منها، وبعد ذلك دعتني لسحب يدي على مهل من أمري حتى لا يتأثر القالب.

بعد تلك المرحلة، أصبح ليدي قالباً داخلياً في مادة تشبه المادة الشمعية، فخلطت الجبص، ثم بدأت بصبّه داخل ذلك القالب، ووضعته جانباً لمدة نصف الساعة حتى جفّ، فبدأت بقص تلك المادة عن مجسم اليد، إلى إن خرجت اليد كما لو كانت حقيقية.

تلك الخطوات نهاية المرحلة الأولية، ثم تبدأ مرحلة الحفّ والتقليم والرتوش الفنية التي تجسد المجسم ليكون صورة طبق الأصل عن الحقيقة، وآخرها تكون عملية التلوين التي تكون حسب الذوق أو الغاية المراد منها صناعة ذلك المجسم كما تقول حنين.

لم تتوقف موهبة حنين عند تلك المحطة، فلها مواهب تتمثل باستثمار الكثير من مخلفات المنزل والقماش المتهالك، فتصنع من الجرابات والأقمشة التي لا حاجة لأسرتها بها، دمى صغيرة بأشكال مختلفة.

كما أن حنين أخذت بعداً آخراً، فصنعت صابوناً للحمام بألوان وأشكال مختلفة، غير أن الفكرة منه، أن كل صابونة لها غرض مختلف، فصنعت لعلاج أمراض مختلفة، كحب الشباب، تساقط الشعر، تجاعيد البشرة وغيرها من الأمراض، وفي ذلك تقول حنين " أنا أحب القراءة في طب الأعشاب كثيراً، ولهذا قررت أن أصنع صابوناً لعلاج أمراض منتشرة ونعاني منها كفتيات، وعادة ألجأ لأمي لاستشارتها كونها مختصة بعناية البشرة".

وفي زاوية أخرى وجديدة لدى حنين، بدأت الرسم على ألواح خشبية، مستخدمة ألواناً زيتية وزجاجية، بالإضافة لرسم إطارات مختلفة للوحاتها باستخدام ورق اليدين، وتلوينها بطريقة تحاكي الحياة.

الإبداع لا يتوقف عند حد معيّن، والتخصص الجامعي لم يحجب حنين عن فتح نوافذ أخرى تجد روحها من خلالها، فها هي تتلمس مستقبلها بطرق فنية مختلفة، وتلونها بالطريقة التي تحبّ حتى أحبها الآخرين.

Loading...