الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:38 AM
الظهر 12:38 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:17 PM
العشاء 8:37 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حكايا

أبو عيسى فريج يتمسك بمهنة اندثرت 

أبو عيسى فريج يتمسك بمهنة اندثرت 

خاص - مجدولين زكارنة

رغم اندثار مهنته وحلول التكنولوجيا مكانها إلا أن ابو عيسى فريج يتمسك بمهارته في مهنة الخراطة منذ 56 عاما، حول خلالها الخشب الابكم الى لوحة فنية تنطق جمالا  داخل مخرطة قديمة شهدت عليها سنوات عمره التي قاربت الى 73 عاما.

بدأ أبو عيسى فريج كعامل لدى أحد نجاري البلدة القديمة في رام الله بعمر 17 عاما يصنع الابواب والشبابيك الخشبية التي كانت تحمي منازل الفلسطيينن قبل أن يحل الحديد وابواب "المالتي لوك" مكانها.

مع مرور السنوات اصبح فريج مالكا للمخرطة بعد ان اشتراها من صاحبها عقب وفاته. 

عام 1961 كانت المرة الاولى التي يحمل فيها أبو عيسى فريج قطعة خشب ليحولها الى نافذة خشبية أو باب أما الآن فما عادت يداه الهشة قادرة على ذلك.

في مخرطة ابو عيسى فريج ماكنة خراطة تعدى عمرها الـ 167عاما صنعت بإيدٍ انجليزية ولم يغيرها الخَرَّاطُ لكنه يحرص على صيانتها وتنظيفها وتشحيمها. 

تتوسط الاجران مخرطة الفريج الذي اقتصر عمله مؤخرا على طاولات البيلياردو والاجران و أرجل الأثاث.

منذ اربعة اسابيع لم يتلقَ فريج اي طلبية خشب ولكن ذلك لايمنعه من فتح مخرطته كل صباح عند السابعة والنصف لطيلة 10ساعات كاملة يوميا.

فقد الخراط المسن جزءا من اصبعه خلال عمله طيلة عقود وعلى يديه تظهر ندوب كثيرة لذلك فهو  لم يوظف احدا طيلة السنين التي مضت للعمل لديه ويقول: "هذه مهنة خطيرة تحتاج الى تركيز عالي وانا اخشى من اصابة احد فلم اوظف عمال لدي عملت لوحدي في هذه الدكان منذ القدم".

أما أبناء فريج فلم يتعلموا المهنة أبدا ولم يرغبوها ويقول: "المهنة تحتاج الى حب لكي تعطيك وأولادي لم يحبوا هذه المهنة لذلك كان من الصعب ان يتعلموها وانا لم اجبرهم".

وحول اختلاف الخراطة بين الماضي والحاضر فيقول فريج ان عوامل كثيرة تغيرت على المهنة التي كانت يدوية وتحولت لتكون مجرد عملية آلية تفتقد الى يد الانسان:"يُرسم الشكل المراد عبر الكمبيوتر وتطبق الماكنة المتصلة بالحاسوب الأوامر وتخرج قطع متقنة في ساعات بينما احتاج انا  الى اسبوعين لخراطة 100 رجل كرسي اما الخشب المستخدم فلم يعد كما اليوم فمعظم المتاجر تستخدم الخشب المضغوط المتعارف عليه بـ "MDF" الكيميائي الذي تسبب نجارته الكثير  من الامراض"، يقول فريج.

ويرفض فريج ان يخرط خشب الـ "MDF" ولا يتعامل الا بانواع الخشب الطبيعي منها "الزيتون والزان والبلوط والسويد".

وتكاد تخلو رام الله من الخراطين الذين يعملون على الطريقة اليدوية التي يتقنها العم ابو عيسى فريج ويقول:" انا لااعرف الا خراطا واحدا كان في بيرزيت قرب رام الله يعمل مثلي، الان حلت المخارط الاوتوماتيكية مكان اليدوية".

ووفقا لذاكرة فريج فإن الخراطة مهنة تاريخية في فلسطين تعود الى الثلاثينيات حين كانت المخرطة دون محرك وتعتمد على يدي الخراط وقدميه.

ويدور الخشب 5000 دورة تقريبا ليكون جاهزا وفي حال ان الخراط لم يكن منتبها للخشب فإنه من الممكن ان يتسبب في اصابات جسدية.

ويقتصر الاقبال على شراء الخشب المخروط يدويا لاستخدامه في الاثاث على محبي الصناعات اليدوية فقط التي تستخدم فيها ادوات عدة اهمها الديسك وسناسل خشب الخراطة ،بحسب فريج.

وفي الوطن العربي عامة تعتبر مهنة الخراطة من المهن القديمة التي يرثها الأبناء عن الآباء والاجداد، ولكنها تواجه الآن وحيدة شبح التكنولوجيا التي جعلت كل ما هو يدوي قابل للاختفاء تدريجيا.  

Loading...