الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 4:34 AM
الظهر 12:37 PM
العصر 4:15 PM
المغرب 7:19 PM
العشاء 8:40 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

حكايا الخليل:

التكية الإبراهيمية في الخليل: تقليد تتوارثه الأجيال

 التكية الإبراهيمية في الخليل: تقليد تتوارثه الأجيال

الخليل- راية:

طه أبو حسين

بالعادة، يتلاشى التقليد بعد جيلين أو ثلاثة، لكن لكل قاعدة استثناء، والخليل بكرمها وجودها شكلت هذا الاستثناء الذي لا يمكن لأحد أن يمرّ عنه مرور الكرام، خاصة إن تعلق الأمر بموضوع العطاء والكرم، الممتد منذ عهد النبي إبراهيم عليه السلام مروراً بتميم الداري وصلاح الدين الأيوبي وصولاً ليومنا هذا.

الفقراء والمساكين، على مدار العام يقصدون التكية الإبراهيمية بجوار الحرم الإبراهيمي في الخليل، ليأخذوا الطعام الذي يعينهم على الحياة بشكل مجاني، غير أن التكية في شهر رمضان، تشهد زخماً أكبر ووفوداً أكثر للتزود بطعام التكية الذي يحمل نكهة مميزة لا توجد بمكان آخر حتى ولو كانت بمنازل طهاة التكية ذاتها، وذلك لسرٍ يجهلونه حتى اليوم.

"التكية على مدار العام تقدم الطعام، سواء لحوم دجاج أو أغنام، وفي رمضان حالة خاصة كونه يشهد كثافة بحضور الناس، كل يوم تقريبا الطبخة تقدر ب 500 إلى 600 كيلو لحم، وعندنا 800 إلى 1000 كيلو دجاج في كل يوم من أيام رمضان، وتقدر الطبخة يوميا بقيمة 50 ألف شيقل" قال مدير التكية الإبراهيمية حازم مجاهد.

لم تتواءم صفة الكرم والجود بأهل الخليل عبثاً، ولا تقال لمجرد القول، وإنما هي حقيقة تؤكد نفسها، فهي المدينة التي قيل عنها لا ينام فيها جائع، حديث مدير التكية حازم مجاهد يؤكد السياق "مصدر التكية في شهر رمضان يعتمد على أهل الخير من مدينة الخليل، فكل يوم يأتي أحد أهل الخير، يتبرع بكل تكاليف اليوم، وهناك ضغط كبير من المتبرعين، والأهم أن الكثير يعتبرها عادة متوارثة، من يموت أباه يأتي ويحافظ على هذه العادة لتبقى صدقة جارية عن روحه، والمتبرعين ينتظرون على الدور لكثرتهم".

هناك من يعمل في التكية الإبراهيمية منذ سنين طويلة، لاعتقادهم أن خيراً كثيراً يحلّ عليهم لوجودهم في هذا المكان المبارك والمقدس، تماماً كما يقول جواد النتشة (56 عاما) الذي يعمل فيها منذ (17 عاماً) "حلاوة ونكهة العمل عندما تطعم طفل طعام محروم منه، فكيلو اللحمة حوالي 70 أو 80 شيقل، لا يستطيع الفقير توفيره، فيأتي الى التكية ويأخذه بكل احترام وتقدير مجانا".

وحول لغز نكهتها ولذتها يقول النتشة "سر النكهة سر الهي، موقع بركة، بركة سيدنا إبراهيم، إلى جانب الكمية الكبيرة، أما حينما نطبخها في بيوتنا لا تخرج بنفس النكهة، سواء شوربة سيدنا إبراهيم، أو فاصولياء أو لحم، أو أي شيء نطبخه هنا في التكية، فالمكان مقدس ومبارك".

الكميات التي تطهى في التكية كبيرة حسب النتشة " يوميا نطبخ فاصولياء 400 كيلو، 220 كيلو بندورة معقودة، الطبخة تأخذ 12 كيس ملح، 550 كيلو لحمة، 1000 كيلو دجاج، والطبخة كلما كبرت تزيد بركتها وتصبح أكثر لذة، ناهيك عن توزيع الأرز الناشف، والخبز وغيره".

النتشة يعتبر التكية شوكة في حلق الاحتلال لوجودها بجانب الحرم، لا سيّما أنها تشجع الحركة في محيطها والحرم الإبراهيمي.

في العودة لتاريخ التكية وكرم الخليل، بدأت ملامحها مع سيدنا ابراهيم عليه السلام "أبو الضيفان"عندما جاء إلى المدينة، وطبع الكرم المتأصل بالنبي إبراهيم، أصبح متوارثا في سكان الخليل، حتى وصل تميم بن أوس الداري الذي سكن بجوار الحرم، فتوارثها وورّثها، فكان يفرد الطعام في الحرم الإبراهيمي، والناس يفدون ليأكلوه، ثم استمرت حتى فترة صلاح الدين الأيوبي سنة 1279، فأسس ما يسمى بالرباط، كانت بداية للجند لأنه كان مهتما بالفتوحات، ثم أخذت منحى تشغيلي مؤسساتي، فكان بها مشاغل ومخازن ومطاحن، وكانت تنتج 15 ألف رغيف خبز يوميا، واستمرت الفكرة لعام 1963لتنتقل لمنطقة السهلة، ثم انتقلت إلى هذا المكان بجوار الحرم عام 1983، وما زال العمل مستمر وسيبقى.

 

 

 

Loading...