تأثير حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) يتصاعد رغم حرب الترهيب والأكاذيب التي تشنها إسرائيل

رام الله-رايــة:

رغم الهجوم الإسرائيلي الشرس والمنفلت من عقاله مؤخراً على حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) وحملة التشويه والكذب التي تشنها إسرائيل ومجموعات الضغط التابعة لها حول العالم ضد الحركة، إلا إن تأثير الحركة يتصاعد حول العالم ويهدد بمفاقمة عزلة النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وحتى اقتصادياً، كما عزل نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) في جنوب أفريقيا من قبل.

وفي إشارة جديدة لتنامي تأثير حركة المقاطعة BDS بين القوى السياسية الممثلة لفلسطينيي أراضي 1948، حيّت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة(ويشكل الحزب الشيوعي أساسها) "كافة مظاهر التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، بما فيها مقاطعة شركات متورّطة في الاحتلال وفي غَمْط حقوق الشعب الفلسطيني"، واعتبرت المقاطعة شكلاً "من أشكال المقاومة المدنية المشروعة". ودعت الجبهة شعوب العالم وقواه الحية إلى "تصعيد المعركة من أجل السلام العادل في المنطقة، القائم على احترام حقوق الشعوب ووقف كافة ممارسات الظلم والاضطهاد والعنصرية".[1]

كما قال العضو القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي، باسل غطّاس، في خطاب أمام الكنيست أن الذين ينشدون السلام العادل والدائم والذين يريدون تجنب ويلات الحروب، وهو منهم، لا بد أن يدعموا "الدعوة لمقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها كالأداة الوحيدة المتبقية لإجبار إسرائيل على الانصياع للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".[2]

وتأتي هذه التصريحات في ظل اتساع دائرة تأثير حركة المقاطعة عربياً وعالمياً. إن اللجنة الوطنية الفلسطيني لمقاطعة إسرائيل، وهي أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني وقيادة حركة BDS العالمية، تعتبر النجاحات، المباشرة وغير المباشرة، الأخيرة للحركة بمثابة الرد الحقيقي على المحاولات الإسرائيلية اليائسة لإضعاف الحركة.

من أهم المؤشرات على هذا التأثير في الآونة الأخيرة:

1. انضمام المبادرة النسوية الأورومتوسطية (IFE-EFI) لحركة المقاطعة BDS، وتضم هذه المبادرة منظمات حقوق المرأة من 17 دولة من ضفتي البحر المتوسط.[3]

2. إعلان شركة التأمين النرويجية KLP، والتي تعتبر من عمالقة شركات التأمين في العالم، عن سحب استثماراتها من شركتي هايدلبرغ الألمانية وسيميكس المكسيكية، المتهمتان بانتهاك القانون الدولي بسب أعمالهما في الأرض الفلسطينية المحتلة، والانتفاع من الاحتلال، وسرقة الموارد الطبيعية الفلسطينية.[4]

3. أعلنت شركة "أهافا" الإسرائيلية لمستحضرات التجميل أنها تناقش نقل مصنعها من مستعمرة متسبيه شاليم، المقامة على أراضي عرب التعامرة في غور الأردن بالقرب من البحر الميت شرقي الضفة الغربية، بعد ضغط شديد من حركة المقاطعة BDS، حيث اتهمتها بسرقة الموارد الطبيعية الفلسطينية، لا سيما موارد البحر الميت.[5] ومن الجدير ذكره أن مستعمرتي "متسبيه شاليم" و"كاليا" تمتلكان ما يقارب 44% من أسهم شركة "أهافا".

4. انضمت الشبكة العالمية لنقابات العمال من أجل التضامن والنضال، والتي تضم أكثر من ستين اتحاد عمال ونقابة، لحركة المقاطعة BDS، وذلك في مؤتمرها الرابع الذي عقد في البرازيل قبل أيام.

تؤكد اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة أن خير ردّ على الحرب الإعلامية والقانونية والسياسية التي تشنها إسرائيل وكل أنصارها حول العالم ضد حركة المقاطعة BDS هو تصعيد حملات المقاطعة في كل المجالات وصولا إلى فرض عزلة عالمية شاملة على دولة الاحتلال والشركات والمؤسسات المتورطة في جرائمها وانتهاكاتها للقانون الدولي حتى تخضع لمطالب وحقوق الشعب الفلسطيني وتنهي احتلالها واستعمارها ونظامها العنصري بالكامل.