لماذا لم يستجب ناجي العلي لتحذير "صديقه المقرب" ويخرج من لندن قبل أيام؟

2017-08-30 08:52:14

30 عاما مرت على اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي برصاصة في عنقه في احد شوارع العاصمة البريطانية لندن، الا ان سر الاغتيال الغامض غاب أو غيب طيلة العقود الثلاثة.

وفي ذكرى اغتياله الثلاثين التي صادفت امس الثلاثاء 29 اب 2017، أعلنت الشرطة البريطانية عن نيتها التحقيق مجددا بالحادثة. 

لكن ماذا حدث في الايام الاخيرة قبل الاغتيال، وماذا رد ناجي على التحذير الذي تلقاه؟ يروي بسام ابو شريف الذي يعرف نفسه من الاصدقاء المقربين جدا من العلي القصة لـ"رايـة".

يقول ابو شريف إن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش وناجي العلي كانا ضمن لائحة الاغتيالات التي حددتها جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في حينها والتي أعطت أوامر مباشرة لأجهزتها باغتيال كل فلسطيني له قيمة وتأثير مهما كان مجال عمله.

وقبل الاغتيال بفترة قصيرة يروي ابو شريف انه اتصل هاتفيا مع ناجي العلي داعيا اياه إلى مغادرة لندن فورا  وجود مخطط إسرائيلي باغتياله هو ودرويش ولكن العلي لم يأخذ في هذا التحذير وأصر على البقاء في بريطانيا.

ولأن العلي كان يوجه نقدا لاذعا للنظام الفلسطيني والانظمة العربية، اضافة الى تجسيد المعاناة الفلسطينية جراء الاحتلال، فإن اتهامات باغتياله وجهت للقيادة الفلسطينية في حينه، فيما اتهامات اخرى وجهت لجهاز الموساد الاسرائيلي.

لكن ابو شريف الذي كان صديقا لناجي ومستشارا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أكد أن إسرائيل هي المسؤول الأول والأخير عن اغتيال ناجي العلي نافيا ما أشيع بان منظمة التحرير كان لها يد في اغتياله قائلا: "أبو عمار لم يكن راضيا عن رسومات العلي ولكن لم يصدر أمرا باغتياله ولم يكن من ذوي رأي تصفية من ينتقده".

ويستبعد ابو شريف تماما ان يكون طرف فلسطيني وراء الاغتيال، قائلا في ذات الوقت انه من المرجح ان عميلا فلسطينيا أو عربيا مع الموساد نفذ العملية بتوجيهات من الأخير. 

إعادة فتح التحقيق

بعد 30 عاما على اغتيال العلي في لندن أعادت قيادة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية فتح القضية وطلبت من أي شخص لديه معلومات عن المسلح ورجل ثان شوهد لاحقاً يبتعد بسيارته عن المكان أثناء اغتيال العلي، أن يتقدم بها.

ووفق شهود عيان فأنهم شاهدوا رجلا مسلحاً يتبعه، ووصفوه بأنه يحمل ملامح شرق أوسطية، ويبلغ من العمر قرابة 25 عاماً، وشعره أسود كثيف متموج. وكان يرتدي سترة من الجينز وسروالاً داكن اللون.

ابو شريف رد على تلك الدعوة متهما بريطانيا بتغطيتها الجريمة الاسرائيلية، متهما السلطات البريطانية بالتستر على الجريمة وعدم الكشف عن دور المساد في اغتيال ناجي العلي.

ولد ناجي العلي في قرية الشجرة قضاء الجليل عام 1936، وفي نكبة 1948 شرد مع أسرته الى مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان

في المخيم نما وعيه السياسي، ونتيجة مشاركته في المظاهرات ونشاطه السياسي ألقي به في السجن في لبنان، وعلى جدران زنزانته تطورت موهبته في التعبير بالرسم.