حرب الشمال.. منطق عسكري يمنع أم "حماقات" نتنياهو واردة؟

2017-09-09 16:29:27

خاص- راية: عامر أبو شباب-

ارتفعت حدة التوتر بين إسرائيل والجبهة الشمالية (حزب الله وسورية)، توتر استدعى تدريبات إسرائيلية كبيرة في عددها وعدتها وما صحبها من تهديدات وغارات محدودة، وزيارات وتحركات دولية أبرزها زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لموسكو للتعبير عن الخشية من الوجود الإيراني قرب الجولان وعلى البحر المتوسط، فضلا عن تطور قدرات حزب الله العسكرية واتساع رقعة تحركاته الجغرافية، كل ذلك هل يتدحرج لحرب كبيرة تمتد لعمق إقليمي خطير في بيئة دولية عاصفة؟ 

يؤكد الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات، أن الازمات داخل إسرائيل خاصة ما يتعرض له نتنياهو وزوجته من اتهامات والتحالفات الحزبية المتحركة قد ينعكس تصعيد عسكري، ويترجم بمناورات عسكرية تعد روتينية، لكنها تأخذ طابع تهديدي بسبب الوضع الاسرائيلي وتعود نتنياهو على تصدير أزمات الداخل للخارج واحتمالات تصرف نتنياهو– ليبرمان بحماقة، مما يفتح الأبواب على كافة الاحتمالات، رغم أن المنطق العسكري لا يسمح بنشوب حرب على الجبهة اللبنانية السورية. 

واعتبر اللواء عريقات في حديث مع "رايـــة"، أن ذهاب حكومة تل أبيب لحرب يطرح تساؤلات خطيرة مثل هل يستطيع نتنياهو دفع فاتورة اليوم الثاني؟، وهل سيقف بجانبه حلفاؤه خاصة أن الولايات المتحدة مأزومة في سوريا والعراق واليمن وكوريا الشمالية، كما أن الغرب تغيرت مواقفه الإقليمية السابقة، فضلا عن مدى قدرة الجبهة الداخلية الإسرائيلية التعايش مع حرب كبيرة، وجهوزية الجيش الإسرائيلي لشن عدوان واسع مما يتطلب إجابات عند تقدير الموقف ووضع خيار الحرب على الطاولة، مما يجعل التهديدات الإسرائيلية لا تتحاوز حرب نفسية لا أكثر.

وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله بتخزين ترسانة من الأسلحة على الحدود اللبنانية قبالة الحدود الشمالية، وتجنيد ضباط من الجيش اللبناني لصالح حزب الله.

ونوه الخبير العسكري أن نتنياهو لم يفلح في تغيير الموقف الروسي في سوريا لصالح الرؤية الإسرائيلية، كما لم ينجح في توسيع عمل القوات الدولية يونيفل في جنوب لبنان، وهي أمور زادت من قلق القيادة الإسرائيلية، مما يجعل الغارات على سوريا تنفيسا عن غضب إسرائيلي وارسال رسالة مفادها أن إسرائيل موجودة ولا يمكن تجاوزها في أي حلول قادمة.

يذكر أن الطيران الإسرائيلي قصف موقعا سوريا للأبحاث العلمية في ريف حماة الخميس المنصرم، أدى إلى مقتل جنديين سوريين وأضرار مادية كبيرة، وعقب الكاتب الصحفي إسرائيل شامير على الغارة الإسرائيلية بالقول إن تل أبيب تخطت خطاً أحمر، بمهاجمة هدفاً حكومياً سورياً. حيث لم تهاجم إسرائيل في سوريا إلا الأهداف التي لها صلة بحزب الله وإيران.

وقال عريقات أن أي اعتداء إسرائيلي على سوريا أو لبنان لن يحد من الوجود الإيراني وحزب الله، وتغيير الواقع الجديد على الحدود السورية واللبنانية مع اسرائيل رغم تلويح إسرائيل بتدمير واسع يعيد لبنان للعصر الحجري.

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي لم يعد الفاعل الوحيد في المنطقة في ظل وجود قوات حزب الله التي اكتسبت خبرات كثيرة وكبيرة، إضافة لوجود الحرس الثوري الإيراني، في جنوب لبنان وسوريا وعمقها الممتد من سوريا إلى العراق حتى طهران، فضلا عن الموقف الصيني والروسي الداعم ودول البريكس وكلها عوامل تؤخذ بعين الاعتبار عن دراسة خيار الحرب.

وشرعت دولة الاحتلال الثلاثاء الماضي في تدريبات عسكرية تمتد لعشرة أيام، في مناورات ضخمة غير مسبوقة منذ 19 عاما، بمشاركة عشرات الآلاف من العسكريين استدعاء جنود الاحتياط، وباستخدام سفن وغواصات وطائرات تحضيرا لحرب محتملة مع حزب الله.

ويقول الصحفي الروسي راوي مصطفين في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن "إسرائيل قلقة من ازدياد القوة العسكرية لـ "حزب الله" وإيران في لبنان، وقد أوضحت مرارا لموسكو وواشنطن أنها مستعدة للعمل على انفراد، إذا ما تعرض أمنها للخطر". وفق موقع روسيا اليوم.

وتشير احصائيات أن لدى حزب الله 40 ألف مقاتل مدرب خاصة بعد مشاركته في معارك مع الجيش السوري والايراني، وأن الحزب يملك نحو 100 ألف قذيفة من نوع "غراد" وعدة آلاف من الصواريخ القادرة على إصابة أهداف وسط إسرائيل. وبحسب صحيفة جيروزاليم بوست، إذا كان حزب الله قد أطلق في حرب عام 2006 تجاه إسرائيل 150-180 صاروخا يوميا، فإنه اليوم يستطيع إطلاق من 1500 إلى ألفي صاروخ.