فيلم IT .. تجسيد الرعب كما يجب أن يكون

2017-09-17 14:31:31

لقد عاد مهرج ستيفن كينغ من جديد، وهذه المرة بأفضل طريقة ممكنة. بعد الإحباط الشديد بسببفيلم Annabelle: Creation الذي كان يفتقد لكل الاساسيات، كان الأمل على النسخة الجديدة من ’’IT‘‘ من إخراج Andy Muschietti وسيناريو Chase Palmer و Cary Fukunaga.

بصورة عامة أفلام الرعب تقدم لنا الترفيه، من النادر جدًا أن تجد الأفلام التي تقدم معاني ودروس، أي أنه يمكننا القول في حال لم يقدم فيلم الرعب الترفيه المرتقب منه فهو غير ناجح. فيلم IT كان يحتوي على كل العناصر التي ستجعلك تستمتع به، فهو ليس مثل بقية أفلام الرعب الحديثة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

يركز الفيلم على مخاوف الطفولة، فكما هو معروف فأن الشخصيات هي مجموعة من الأطفال، تلك المخاوف تقود الشخصيات إلى ما لا يحمد عقباه، فشخصيتنا الرئيسية ’’بيني وايز‘‘ يستغل تلك المخاوف ليشتت فريسته ويجعلها لقمة سائغة.

يبدأ الفيلم بطريقة رائعة تجعلك تتشوق للأحداث القادمة، وماذا يخبئ لك الفيلم من مفاجآت. أما زمن الأحداث فتدور في أكتوبر عام 1988، بصورة كلاسيكية ساحرة تمتزج لتجعلك تصاب بنوستاليجيا الحنين إلى الماضي، أو بصورة أدق تجعلك تتجه لمشاهدة الأفلام ذات الطابع الكلاسيكي وتبعدك رويدًا عن الأفلام الحديثة.

فصدقًا، الأفلام القديمة ( وبالأخص الرعب منها ) تتفوق بكثير عما نشاهده اليوم. فيلم The Exorcist عام 1973 هو مثال صارخ عما أتحدث عنه، وهناك بكل تأكيد العديد من الأفلام التي لا يسعني ذكرها في المقال، أما غالبية الأفلام الحديثة فتعتمد على الضجة الإعلامية لا أكثر، أما محتواها فيكون ضعيف من نواحِ عدة.

على أي حال لنركز على فيلم IT تدور أحداثه عندما يُعطي بيل دينبرو شقيقه البالغ من العمر سبع سنوات فقط ’’جورجي‘‘ مركب شراعي مصنوع من الورق. يقوم جورجي بأخذ المركب ويذهب خارجًا في جو ممطر، تزداد سرعة المركب نظرًا لكمية المياه الغزيرة ليسقط في نهاية المطاف في المجاري.

يحاول جورجي إخراج المركب لتظهر لنا تلك الشخصية المرعبة، المهرج بيني وايز، يدور حوار قصير بينهما لينتهي المطاف بجورجي بالإختفاء بسبب المهرج.

الأطفال يختفون واحدًا تلو الآخر وكل منهم يترك وراءه بقايا دموية، إلى تظهر لنا مجموعة من سبعة أطفال متحدون من أجل تلك المواجهة المرعبة مع مهرج الشر وعزمهم على قتله.

العديد من الأمور حازت على إنتباهي، ولكن الأمر الذي جعلني في حال صدمة نوعًا ما في البداية لأنني لم أستوعب الأمر، هو كمية الكوميديا الكبيرة في الفيلم!.

حسنًا ربما لن يلاحظها الكثيرون لإسباب مختلفة ولكنها كانت موجودة بطريقة تجعلك تعتقد بأنك تشاهد فيلمًا كوميديًا، على الرغم من حالة الشعور بالغرابة في البداية، ولكنه أعجبني بصورة كبيرة، تلك المشاهد لم تؤثر على الجدية في الأحداث، ولكنها أضافت رونق خاص وطابع مميز، فهناك توازن ممتاز بين الهزلية والجدية هنا.

من خلال الجدول الزمني للأحداث، فيمكن القول بأنك لن تلاحظ المشاهد الكوميدية فقط في البداية والوسط، فعندما يتجاوز الفيلم نقطة المنتصف تبدأ المغامرة الرهيبة والمُريعة.

يصور الفيلم الأطفال بطريقتين، الأولى هي أطفال عاديين كما يجب أن يكونوا، لهم حياتهم الخاصة ومخاوفهم، أما في الطريقة الثانية، فيمكن القول ركز على تحول كبير في شخصياتهم لمحاربة بيني وايز.

هناك شيء ما ساحر حول تلك الشخصية، على الرغم من عديد الشخصيات التي ظهرت في أفلام الرعب، إلا أن هذه الشخصية له

طابع خاص تجعلها من الشخصيات التي لا تُنسى، ربما ظهوره في الأماكن التي لا يمكن توقعها هو ما جعله شخصية فذة.

الماكياج كان متكاملًا وأداء الممثل Bill Skarsgård كان مميزًا. الطريقة التي تم تقديم الفيلم بها، من سير الأحداث المتسلسل والإخراج والسيناريو والمؤثرات، كان في أعلى مستوى.

لنتحدث عن الجانب الأهم من الفيلم، وهي القطع الأساسية لكل فيلم رعب، القصة والقفزات المرعبة. في البداية الفيلم ركز بصورة كبيرة على القصة وتطور الشخصيات، بالإضافة إلى عامل الكوميديا الذي حصل على نسبة كبيرة من الفيلم كما ذكرت.

الصداقة الحميمة وفترة الطفولة تلك وتجاوز الصعاب تم تجسيدها في الفيلم، فالقصة هي العنصر الأهم في حال أردت لفيلم ما النجاح.

بالنسبة للقفزات المرعبة أو مشاهد الارتعاد المفاجئ، فلن أضمن لك مشاهدة كمية كبيرة منها في البداية، فعليك أن تصبر قليلًا لكي تنال ما تتوق إليه، ولكن صدقني ذلك الإنتظار لن يكون مملًا أبدًا، فيلم IT ممتع منذ بدايته إلى نهايته.

في بعض المشاهد المرعبة من الفيلم، الكائنات التي تم استخدامها كانت مميزة لتجعلك تشعر وكأنك تشاهد فيلمًا قديمًا كما ذكرت. أيضًا أعتمد الفيلم بصورة كبيرة على المؤثرات الصوتية التي ستجعل شعرك ينتصب ولن تبقيك ثابتًا في مكانك. لو كنت تكره المهرجين فلا أنصحك بمشاهدة الفيلم حيث سيطاردك في أحلامك للأسابيع القليلة المقبلة.

على الرغم من أن الغالبية كانت ترشح Annabelle: Creation ليكون فيلم العام، ولكن فيلم IT تجاوزه بمراحل ليحطم بيني وايز تلك الدمية ’’انابيل‘‘ إلى قطع، بنجاح باهر من جميع طاقم العمل على هذا الفيلم، ولا أحد يعلم، ربما سيكون IT من كلاسيكيات الماضي في المستقبل.

اراجيك