"الراووق" من أرض الشهد الى رام الله

2017-09-18 07:36:00

خاص

مجدولين زكارنة -

قد تظن انه من المبكر التفكير في فصل الشتاء ولكن ماذا ان اشتهيت ان تأكل حلوى "الخبيصة" في الليالي الشتوية الباردة وليس بحوزتك اي شي من العنب، مكون "الخبيصة" الاساسي وهي الحلوى الفلسطينية المحببة.

40 يوما من العمل في بيت ماجد الدنديس الذي يصف نفسه بالديكتاتور،"مافي عندي ديموقراطية بالشغل الكل بدو يشتغل في الـ40 يوم، احنا عائلة مكونة من 10 افراد الكل يعمل في موسم  العنب لانتاج منتجات العنب كالعنبية والملبن والدبس والراووق". 

ورث الأب الخليلي صناعة منتجات العنب من اجداده ويحاول نقلها لأولاده "أحبوا الصنعة أم لم يحبوها يجب ان يعملوا بها طالما بقيت على قيد الحياة".

لدى الدنديس أبناء متعلمون أحدهم طبيب والاخر مهندس والبقية نجارين وحدادين يعملون جميعا في موسم العنب كخلية نحل، تقول الام: "ليل نهار بنشتغل في موسم العنب لا يتوفر لدي الوقت للطهي فتساعدني قريباتي في اعداد الطعام".

الى رام الله أتت نصف عائلة الدنديس برفقة الوالد الذي بدأ يومه بطهي الراووق امام جمع من الناس الذين تحلقوا حول بسطته المزينة بمنتجات كثيرة صنعوها بأيديهم الماهرة.

انها فرصة لشراء ماء العنب "الراووق" وهو يطهى أمامك دون غشه بالسكر او الالوان، ذو المذاق الشهي والتي سمحت لنا الفرصة بتذوقه لأول مرة.

والراووق عصير العنب الابيض الصافي ينتج من هرس العنب ثم تصفيته من الشوائب لليالي طويلة لتكون اخر عملية منه وضع الحور وهو حجر جبلي يضاف مسحوقه على الراووق ليعطي الشكل والطعم النهائي الذي يضاف الى السميد لانتاج اشهى أنواع حلوى "الخببيصة" المنكهة بالعنب.

ويحرص طباخ الراووق اعداده في قدور نحاسية: ان الراووق لا يطبخ الا في اواني نحاسية ليعطي النكهة الصحيحة والألذ.

"انا لا أحتاج الى المال املك ورشتي حدادة ونجاره في الخليل ولكني اصر دوما على ان احافظ على صناعة علمني اياها اجدادي وتوفيت امي وهي تصنعها هذه الصناعة التراثية التقليدية الفلسطينية التي كتب عنها التاريخ في سيرة النبي ابراهيم عليه السلام". يقول الدنديس متفاخرا بأجداده.

ومثلما ابتهجت رام الله اليوم بألوان العنب ومنتجاته في مهرجان احتفائي بالعنب الفلسطيني زينت عائلة الدنديس معروضاتها بأشكال جميلة جذبت اعين الزبائن الداخلين الى المهرجان. تقول الأم :"العين بتاكل قبل التم لهيك اهتمينا بشكل منتجاتها ليكون الطعم والشكل حلو".

وتقف الاجراءات الروتينية الطويلة عائقا امام الدنديس اذا اراد تسويق منتجاته في اسواق عربية وعالمية ويشتكي: "حاولت تسويق منتجاتي الى الاردن ووقفت اجراءات اسرائيل والاردن والحكومة عقبة في طريقي، اضطررت الى عمل جولة تواقيع من معظم الوزارات الفلسطينية، ثم موافقة اسرائيلية تليها اخرى اردنية ثم اضطررت الى دفع مبلغ اخر على كل منتج للسلطات الاردنية".

عدل الدنديس عن فكرة التسويق الى الخارج واكتفى بتسويق منتجاته الى انحاء الضفة.

العنب وليد الصيف ولكنه حاجة الشتاء وحلاوة لماته العائلية بمرباه وعصيرة و دبسه، وكانت العائلة المحظوظة قديما هي التي تملك مونة كبيرة من العنب.