حديث الأيادي الواهنة

2017-09-28 10:55:53

امرأتان فلسطينيتان مسنتان قادمتان من أميركا، على طاولة قريبة مني.
تشيران بذلك النوع من الحزن المنذهل والسعيد الى أماكن وأزمنة هنا وهناك، بأياد واهنة معجونة بالنهايات.
- هنا كنت أمشي معه يداً بيد.
-هناك انفصلت يدي عن يده بعد أن قبضت يدي على يد أُخرى في يده.
- هنا ماتت أمي الرسامة في ريعان لوحاتها.
- هناك ولدت شقيقتي، وهناك ماتت بسرطان الجلد.
-هنا درست، وهناك خلف هذا المبنى مارست الخوف والضحك والانشقاق والرجال.
-هناك استشهد عمي الفدائي في ربيع القلب والبندقية، وهناك خانته زوجته مع فدائي آخر.
 يا رب مُدَّ في عمري لأصنعَ كل هذه الجنة المؤلمة من الذكريات.