الطيبي: "صفقة ترامب" لن ترضي السلطة واسرائيل.. ونحن لسنا ادوات شطرنج

2017-10-18 08:00:44

ما مدى واقعية الطرح الإسرائيلي الذي يقضي بتسليم مناطق فلسطينية داخل الخط الأخضر للسلطة الفلسطينية مقابل الاعتراف بمستوطنات إسرائيلية في الضفة؟.. تساؤل يبرز حول ما يثار مؤخرا من أنباء كثيرة متعلقة بشكل خطة الادارة الأمريكية المتوقع طرحها للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

في مقابلة لـ"زاوية 90" على شبكة رايــة، قال رئيس الحركة العربية للتغيير والنائب في الكنيست الاسرائيلية احمد الطيبي إنه "يجزم" بعدم إمكانية قبول أي مقترح يطال بعض المناطق الفلسطينية داخل الخط الأخضر في إطار "صفقة السلام" التي يتحدث عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.  

"أجزم ان ذلك لن يحدث ولا اعتقد ان تطال خطة ترامب أجزاء من داخل الخط الاخضر. نقولها علنا، نحن لسنا ادوات شطرنج ونحن ابناء شعب فلسطيني ولن نقبل لا بترانسفير ولا التعامل معنا بوطيتنا ومواطنتنا كأداة.. لذلك اقتراحات ليبرمان الذي تبناها كما يبدو نتنياهو مرفوضة".

وحول موقف القيادة الفلسطينية من ذلك، قال الطيبي إن الرئيس عباس قال مراراً وتكراراً أن هذا المقترح مرفوض رفضاً قاطعاً. 

وحول شكل خطة السلام المتوقعة، بين الطيبي أن الجانب الاسرائيلي حتى الان لا يعرف أي تفاصيل حول الخطة، وأن الأمريكيين لم يبلغوا أطراف الصراع بتفاصيلها سوى أنهم يعملون على إعدادها. 

وقال الطيبي إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "سيعمل قصارى جهده لمعرفة تفاصيل الخطة قبل عرضها", معرباً عن اعتقاده بأن الجانبين (الفلسطيني والإسرائيلي) لن يكونا مرتاحين للخطة "فهي ليست بمستوى الطموح الفلسطينية، وربما لن ترضي رموز اليمين الاسرائيلي المتطرف ويبدو ان مصيرها سيكون مصير الخطط السابقة".

واعتبر الطيبي عدم استعمال مصطلح الدولة الفلسطينية أو حل الدولتيين من قبل الادارة الامريكية حتى الان تراجعاً ومؤشراً سلبياً جداً حول ما يمكن أن يطرح.

"هل هم يقصدون حل إقليمي بدلاً من حل القضية الفلسطينية ثم التوجه إلى الإقليم، لن يحصل ذلك ولن يقبل أحد التطبيع مع العالم العربي على حساب القضية الفلسطينية"، قال الطيبي حول التقديرات التي لا تزال مستمرة عن شكل الحل الذي تصيغه إدارة ترامب. 

وأضاف الطيبي الذي يمثل الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، إنه لا يعتقد بوجود استعداد أمريكي لحل عادل للقضية الفلسطينية، قائلا: "هم يريدون حل الأزمة أو تقديم اقتراحات في الإتجاه الإقتصادي ربما، أو امور تتعلق في ما يسمى مناطق ج".

 وفي السياق ذاته، قال إن الطاقم الذي يحيط بالرئيس الأمريكي ترامب لا يظهر تفهمه او تعاطفه مع الشعب الفلسطيني بل هم أقرب لنتنياهو وطرحه على المستوى الشخصي.

هل هنالك خطة جادة للسلام؟

"هناك فرق شاسع بين جاد في طرح خطته وجاد في حل الصراع، جاد في طرح خطته أي انه يعمل على خطة ويطرحها على الجانبيين الإسرائيلي والفلسطيني، وعندما أقول في قرائتي إنها لا ترتقي لطموحات شعبنا ستكون هناك معضلة هل القول لا وان يقال دولياً ان الجانب الفلسطيني يرفض أو القول نعم لما هو مرفوض، أنا استطيع أن احسم ان القيادة لا يمكن تقبل باقتراحات بعيدة عن الحد الادنى لما هو مطلوب وطنياً وبعيدة عن الثوابت، لذلك سيكون للدبلوماسية شأن كبير ولكن الوضع سيكون معقداً"، أجاب الطيبي حول ما يمكن أن يطرح في خطة ترامب وكيفية تعامل القيادة الفلسطينية معها. 

وقال الطيبي: سيكون هناك ضرورة لإتخاذ قرارات بحكمة وروية، والرئيس دائماً اتسم بهذه الصفات مع الحفاظ على الثوابت الفلسطينية.

وحول تطورات المصالحة الفلسطينية، لا يعتقد الطيبي أن الخطوات الأخيرة جاءت ضمن استحقاق لخطة أمريكية.

وقال: هناك تغيرات في حماس وتغييرات على مستوى القيادة وتغييرات إقليمية، مضيفاً أن القرار الواضح من قيادة حماس وتحديداً  يحيى سنوار القائد الجديد لحركة حماس في غزة كان حاسماً في هذا الإتجاه.