حفيظ دراجي: فلسطين بلادي

2017-12-21 06:25:34

خاص- رايــة: أجرى الحوار عامر أبو شباب-

قال الإعلاميّ الرياضيّ الجزائري الشهير حفيظ دراجي إن موقفه الذي أبداه مؤخراً في قضية القدس لم يسبب له أي متاعب، في إشارة إلى الحملة ضده في شبكات التواصل الاجتماعي من بعض النشطاء جراء انتقاده لدور السعودية وموقفه المساند لفلسطين.

دراجي المعلق المعروف في قنوات "بين ان سبورتس" الرياضية أضاف في حوار خاص مع "رايــة"، أن موقفه من فلسطين هو "موقف كل الأحرار في العالم وربما هناك مواقف أقوى، لأن القضية ليست جديدة ولكن الجديد هو التكالب والتحالف من بعض العرب والمسلمين الذين يريدون بيع القضية الفلسطينية والتخلص منها كلية والتفرغ لشؤونهم".

وفي تفسيره للمواقف الجزائرية المميزة في تأييد فلسطين ومناصرتها، قال المعلق الرياضي الشهير إن الجزائريين كبروا على مقولة الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين "الجزائر مع فلسطين ظالمة ومظلومة، وكتب التاريخ في المدرسة والجامعة علمت كل الاجيال الجزائرية المتعاقبة حب فلسطين وأنها قضيتهم الأم بعد استقلال الجزائر وبقيت في نفوسهم وأذهانهم".

وأضاف أن "الشعب الذي استرجع حريته بالدماء والدموع لا يمكن له إلا أن يشجع اخوانه لاستعادة أرضهم وحريتهم واستقلالهم".

وكان دراجي انتقد في منشور له على صفحته في "فيسبوك" موقف السعودية من قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ما عرضه إلى حملة شنها ضده بعض السعوديين على مواقع التواصل. وتطورت الأزمة برفع جماهير جزائرية لوحة كبيرة رسم عليها رأس بوجهين، نصفه ترامب والنصف الاخر للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. 

ورأى دراجي أن مواقع التواصل الاجتماعي هي وسيلة للتواصل ومناصرة القضايا العادلة والضغط على الحكام والمنظمات الدولية لنصرة الحق، و"قد تكون وسيلة للخلاف والفتنة اذا أردنا ذلك، لكن نوايانا هي مناصرة واحدة من أهم قضايانا العادلة الكبيرة لأننا لا نملك وسائل أخرى".

منتخب فلسطين هو منتخب بلادي 

واستفاض دراجي في التعبير عن مشاعره تجاه فلسطين، واعتبر أن منتخب فلسطين هو منتخب بلاده، و"الدليل هو الاستقبال الأسطوري منتخب فلسطين أقل من 23 سنة، الذي حظي به في الجزائر في حضور جماهيري لم يسبق له مثيل".

ورأى الرياضي الجزائري أن صوت مشاهير الكرة والإعلام مهم في مناصرة حقوق الشعوب والقضايا العادلة، مشيرا الى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة "حرب" أو دفاع بشكل كبير جدا.

وتعقيبا على معركة فلسطين في الاتحاد الدولي "الفيفا" لطرد فرق المستوطنات، قال الرياضي الجزائري: "كل المعارك جائزة من قبل الشعب الفلسطيني مع اسرائيل والأمم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية وبعض العرب "سامحهم الله" ومع الفيفا ومع اللجنة الاولمبية الدولية"، مضيفا أنها معارك لن تجد سوى الدعم منه ومن غيره رغم وجود لوبي صهيوني كبير جداً يضغط على الهيئات الدولية.

وفي رسالة إلى أصحاب القرار في الرياضة الفلسطينية، قال دراجي إن فريق جبهة التحرير الوطني الجزائري إبان فترة الاستعمار كان له دور كبير في التعريف بالقضية الجزائرية من خلال مبارياته وتنقلاته إلى مختلف بقاع العالم ورغم أن الظروف المختلفة اليوم، بإمكان الرياضة الفلسطينية أن تقوم بدور كبير سواء من خلال الرياضيين بشكل فردي أو النوادي والمنتخبات مع الدعم العربي.

وتمنى دراجي اجراء مباريات بين منتخب فلسطين ونوادي ومنتخبات أوروبية وأسيوية وأفريقية رغم أنه يحتاج امكانيات كبيرة، وهو أمر  اعتبره ضرورياً جداً "لأن الرياضة لها صدى كبير على الصعيد العالمي".  

وحول المباراة التي أجريت العام الماضي بين منتخب فلسطين والمنتخب الجزائري، قال دراجي "تملكني شعور غريب لأول مرة كنت لا أتمنى أن يفوز منتخب بلادي الجزائري لأنه لعب امام منتخب بلادي الاخر، وكل الشعارات والكلام لا تكفي للتعبير عن مشاعر الجزائريين تجاه فلسطين واهله، وهي مشاعر فريدة من نوعها مع الاحترام للكل، لأن الجزائريين يعرفون قيمة الحرية والاستعمار والظلم والعدوان".