احتجاجات متصاعدة.. اضراب لسائقي الأجرة في غزة

2018-01-04 10:51:13

غزة- راية- سامح ابو دية: 

تصاعدت حدة الاحتجاجات في قطاع غزة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية، كان آخرها اضراب نفذه سائقو الأجرة بقطاع غزة، سبقه اضراب تجاري واغلاق للمحلات التجارية في عدة مناطق بالمحافظات الجنوبية.

عشرات السائقين خرجوا في مدينتي خانيونس وبيت لاهيا، وأغلقوا بعض الطرقات، احتجاجا على أسعار المحروقات الاسرائيلية والمصرية مع بقاء تسعيرة المواصلات كما هي، وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، والمعاناة التي تتكبدها فئة سائقي الأجرة خلال الآونة الأخيرة.

"يوسف" أحد السائقين المضربين، اعتبر أن فئة السائقين هي الفئة "المهضومة"، مشيرا الى أن الوضع الاقتصادي كان سيئا قبل غلاء أسعار المحروقات وتفاقم بعد قرار رفع الأسعار.

وطالب السائق الجهات المسؤولة والمعنية بوضع حد لسوء الأوضاع، وايجاد حلول تنصف السائقين، ويقول السائق الذي يعمل على تكسي لصديقه: "لم نعد نحتمل هذا الوضع البائس، أصبح سائق الأجرة يبيع الوقود فقط، ويبحث عن ركاب في أزقة المناطق نظرا لقلة حركة المواطن وانتشار السيارة (الأجرة والخصوصي العاملة)".

وعبّر السائق محمد الأسطل عن رفضه لارتفاع سعر المحروقات وسط غلاء في أسعار ترخيص السيارات وتدهور الأوضاع المعيشة، يقول: " لا نستطيع دفع رسوم الترخيص وننتظر من الجهات المعنية تخفيضها، ثم يأتي قرار رفع أسعار المحروقات تلاحقنا دون أدنى مسؤولية".

سائق آخر، (رفض ذكر اسمه) يضيف: "المشكلة أن عدد السيارات يكاد يفوق عدد الركاب، وأسعار الترخيص مازالت مرتفعة للغاية مقارنة بالضفة، وسط حالة الركود في العمل"، مشيرا الى أن الشرطة لا تراعي ظروف السائقين وتنفذ حملات ومخالفات باستمرار.

يقول السائق (26 عاما) ويكاد وجهه ينفجر غضبا: "كنت في السابق أُسلم صاحب السيارة مبلغ 300 شيقل تقريبا في الاسبوع ثم انخفض الى 150، ثم جاء قرار رفع اسعار المحروقات"، متسائلا: "هل يقدم السائقين على السرقة".

وأضاف: "كانت نتيجة عمل يوم كامل 143 شيقلًا، استهلكت السيارة في ذات اليوم 140 شيقلًا من السولار، لم يتبقى الا 3 شواقل فقط لي كسائق ولصاحب السيارة معا".

من جهتها، طالبت نقابة سائقي الأجرة الجهات المختصة بتقديم تسهيلات للسائقين الذين يعيشون "ظروفًا قاسية نتيجة تشديد الحصار على القطاع "، داعية الى تخفيض أسعار المحروقات.

وقال رئيس النقابة جمال جراد: " قطاع النقل والمواصلات يعاني من معوقات كبيرة ؛ وذلك بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، بالإضافة إلى تدني في الأوضاع المعيشية والاقتصادية".

وحول استمرار غلاء أسعار المحروقات، أوضح أن "الاحتلال مازال يمارس أبشع أنواع الظلم ضد الشعب الفلسطيني، بإغلاقه لجميع المعابر والتحكم بتوقيت ودخول البضائع، يدلل على الوجه القبيح لهذا الاحتلال الذي يتحمل المسئولية الكاملة بغلاء المحروقات".

وأضاف: " الاحتلال يعمل جاهدا على شل حركة قطاع النقل والمواصلات بغزة بكافة الوسائل والطرق".

وطالب الجهات المسؤولة بضرورة التخفيف من معاناة عمال سائقي الاجرة، مطالبا الحكومة بالوقوف الى بجانبهم.

وزارة النقل والمواصلات، أوضحت أنه عندما تقوم الوزارة باستلام صلاحياتها بشكل كامل في قطاع غزة، ستأخذ بسياسات جديدة تستطيع أن تدعم بها قضايا السائقين بغزة وستكون هناك مراجعة شاملة لكل ما جرى خلال 11 عاما، بالإضافة لإجراءات أخرى لتنظيم عملية النقل في غزة؛ "ليصبح هذا القطاع مُجديا لأصحابه".

وتمنى الناطق بإسم الوزارة محمد حمدان، في حديثه لـ "راية"، من السائقين أن يمهلوا الوزارة الوقت حتى يكون هناك استلام فعلي وبصورة حقيقية، "حتى تتمكن من تقديم الخدمات للمواطنين".

وحول أسعار المحروقات، اعتبر حمدان ان اسعار المحروقات كـ "البورصة" تنخفض وترتفع، مشيرا الى أن التحكم في أسعارها ليس من قبل وزارة النقل والمواصلات.