خلاص غزة ليس بالحرب

2018-02-21 14:05:22

 

ارتفاع معدل التوتر على حدود قطاع غزة منذ بداية العام الجاري لا يبشر بخير، خشية انزلاق الوضع لعدوان، تتدرب كل أفرع جيش الاحتلال له بشكل مكثف منذ أكثر من عام في مناورات وتدريبات غير مسبوقة على حدود غزة.

 

الذهاب المتدحرج نحو مواجهة أو جولة من التصعيد خيار عدمي، ويضع غزة تحت تصرف حكومة إسرائيلية ملاحقة بقضايا الفساد، حكومة لا تستطيع الذهاب نحو حرب في الشمال في ظل الاحتدام الدولي والإقليمي في سوريا والحضور الروسي الفاعل والتمدد الإيراني في جبهة قد تشتعل في جنوب لبنان وسوريا وقد تمتد للعراق وطهران.

 

أزمات قطاع غزة المأساوية لا ينكرها أحد، والتوصيف الدائم لها وتحويلها لوسيلة للتسول لا معنى له، دون خارطة طريق جادة يجعل الأزمات تصل الى مستويات لا رابح فيها أبدا، ويؤدي الى تغييب غزة عن المعركة الوطنية المفصلية مع حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية.

 

أخطر ما يدور في غزة هو تلك الصواريخ المجهولة والتي لا تتفق مع التوافق الوطني حول التهدئة، وتمس بمفهوم الإدارة الوطنية لقرار الحرب والسلم، وحتى لا يبقى شعبنا يقدم ضحايا من أجل حسابات إقليمية أو مصالح فئوية لفصيل يعمل وفق أجندات خارجية لا تخدم في محصلتها إلا الاحتلال.

 

خلاص غزة يتمثل في استغلال فرصة المصالحة الحالية، والاعلان الهام الأخير لحكومة التوافق واستعدادها استيعاب 20 ألف موظف عينتهم حركة حماس خلال فترة حكمها، مع تعهد من الرئيس ورئيس الوزراء بعدم ترك أي موظف دون دخل يحفظ الكرامة، هي فرصة حقيقية ومتوازنة في ظل تراجع التمويل الدولي خاصة الالتزامات العربية التي تقتصر حاليا على السعودية والجزائر فقط.

 

خلاص غزة عبر تمكين الحكومة سيكون مقدمة لرفع الحصار من خلال نزع الذرائع الإسرائيلية، وإعادة المعابر للوضع الطبيعي، وزيادة حركة الصادرات وتسهيل حركة التنقل للأفراد والبضائع، وإنعاش القطاع الاقتصادي الخاص، واستعادة الأمل لدى جيل كامل وقرابة 250 ألف عاطل عن العمل.

 

الخيار الأخطر هو المراوحة مكانك سر، والتمسك بمصالح حزبية ضيقة وإبقاء طوق الازمات على عنق الجميع، والمراهنة على الوقت أو ضعف الطرف الأخر، لأن الاستمرار في المراوحة استمرار في العدم، ويزيد عوامل الانفجار الشعبي أو الذهاب لمعركة مع الاحتلال لتدمير ما تبقى من غزة، وتحويل الأنظار عن تهويد القدس والاستيطان في الضفة، وتغييب فرص الاستقرار، واحراج الجهود الدولي المتقدمة المساندة لحقوق شعبنا.