خدع محمود البصرية تثير الدهشة في غزة

2018-03-12 11:01:56

خاص- رايــة: سامح أبو دية-

يشعر بالدهشة كل من يشاهد أعمال الشاب محمود الزق البصرية، يصنع فنا فريدا من نوعه في قطاع غزة، وبطريقة مبتكرة ينتج مقاطع مصورة تحتوي على مشاهد ممتعة خادعة تعرف بـ "الخدع البصرية السينمائية"، تكاد لا تصدق بأنها غير حقيقية.

وتعتبر الخدع البصرية مجالا واسعا، يعمل الزق في جزء منه يغلب عليه الطابع الترفيهي، وهو ليس موجودا في فلسطين، ولا يُتقنه الكثيرون في العالم العربي.

الانتاج يقوم على تصوير مقاطع من الفيديو ثم يتم معالجتها بحرفية عالية ودقة متناهية من "انعكاسات وظل واضاءة وغيرها من التفاصيل الدقيقة جدا"، ثم اخراجها بشكل واقعي تماما، بحيث لا يلحظ المشاهد وجود تعديلات أو اضافة ويستطيع وصفها بـ "الفبركة".

شيء جديد وغريب

انطلق الشاب محمود (29 عاما) الى العمل بهذا الفن الذي اعتبره جديدا وغريبا، يقول: "يمكن توظيف هذا الفن لأهداف معينة مثل خدمة القضية توصيل أهداف معينة".

خبرة الزق في برامج المونتاج الرقمي تجاوزت 12 عاما، حيث تعلم واتقن العمل عليها بجهد ذاتي، رغم صعوبة هذا العمل الذي تفتقر اليه غزة.

برامج المونتاج التي يستخدمها في انتاج الخدع البصرية؛ كانت هواية بالنسبة لمحمود منذ طفولته بالإضافة الى "التصميم والرسم والتخطيط"، يضيف: "كان لدي اصرار على معرفة طريقة عمل تلك البرامج".

الانتاج الأول

قبل حوالي 6 شهور، انتج الزق أول مقطع فيديو يحتوي على خدع بصرية سينمائية وقام بنشره على صفحته الشخصية في "فيسبوك"، ليتفاجأ بكمية الردود الايجابية عليه.

شيء جديد غريب، أثار اعجاب وسعادة الأصدقاء والزملاء والأهل، وبدأ الجميع بطرح الأسئلة حول كيفية عمل هذه الخدع وما سر العمل، وهل هو سحر أم حقيقة، فبركة أو مونتاج؟.

الشاب الزق أوضح ان الناس أصبح لديها تعطشا لرؤية ما هو جديد في هذا المجال، مشيرا الى ان انطباع المشاهدين الايجابي ودعمهم هو ما جعله يستمر في هذا المجال وانتاج العديد من المشاهد الخادعة التي وصلت الى حوالي 30 مقطعا.

صناعة السينما

على الرغم من الحرفية العالية التي يمتلكها الشاب محمود الزق وندرة الأشخاص أمثاله، الا أنه لم يتلقى أي عروض في مجال السينما بغزة، في ظل ازدهار صناعة السينما في قطاع غزة بالآونة الأخيرة.

ويأمل محمود بتوظيف خبرته العملية وقدراته المميزة والنادرة في المجال السينمائي، والمساعدة في تطوير السينما بغزة.

وعن صعوبة عمل الخدع السينمائية، يقول الشاب: "انتاج الخدع صعب جدا ومعقد، يحتاج الى توظيف الفكرة ورسمها وتصويرها ثم عمل المونتاج على المقاطع المصورة".

طموح عالٍ

ويطمح الزق بالعمل في مكان مناسب يحتوي على هذا المجال مثل انتاج الأفلام، والذي يؤدي مستقبلا الى الوصول للعالمية والتطوير والاحتراف أكثر، ولإثبات مرة أخرى أن قطاع غزة مكتظ بالمواهب والطاقات الشابة رغم العوائق والصعوبات، لكنها تعاني من العزلة.

يضيف: "الكهرباء ما زالت عائقا كبيرا في مجالي، توصيل التيار لمدة 4 ساعات فقط يعمل على ضعف الانتاج، حيث المقطع الذي يحتاج الى يوم أو يومين يحتاج الى اسبوعين".

ليس بإمكان أي شخص يعمل في المونتاج انتاج الخدع البصرية، كما أنها تحتاج الى وقت طويل جدا لإخراج العمل بصورته النهائية، ما يعني أن الانتاج السينمائي يحتاج الى شخص متخصص مثل الشاب الزق.

إمكانيات بسيطة جدا

ويعمل الشاب بإمكانيات بسيطة جدا، مثل كاميرا الهاتف المحمول التي يقوم بتصوير جميع المقاطع عبرها فقط، بالإضافة الى جهاز حاسوب بسيط.

وما يثير الاستغراب، أن الزق درس حديثًا مجال التصميم والمونتاج في جامعة الأزهر بغزة، بعد رحلة دراسية بكلية الزراعة، وهو ما كان تحديا كبيرا يتمثل في ترك دراسته في الزراعة التي استمر فيها 3 سنوات، والانخراط في مجال جديد كليا "التصميم والمونتاج".