أسرار تمويه الوجوه.. معركة أمنية بين وعي الشباب وتكنولوجيا الاحتلال

2018-04-05 17:15:26

خاص – راية

تتعدد المعارك بين "شباب مسيرات العودة" وجيش الاحتلال على حدود غزة الشرقية، بين طرف يسعى للحياة ما استطاع لها سبيلا بالاعتماد على حقوقه المشروعة، وطرف أخر ينشر الموت في كل صوب مستندا على ترسانة امنية وعسكرية قاتلة.

يلفت الانتباه بين تحضيرات الشبان للفعاليات، الاصرار على تغطية الوجوه خاصة للنشطاء المعروفين ذلك بشكل أوسع من الأيام الماضية تحضيرا للجمعة الثانية من فعاليات العودة.

 

لماذا الأقنعة وتمويه الوجوه واستخدام اللثام؟

اعتقدنا في بداية الأمر أن الأمر متعلق بخشية الشبان من وجود من ينقل معلومات للاحتلال أو غيره حول النشطاء أو لبس الكوفية كمظهر من مظاهر الانتفاضة الفلسطينية، لكن الاجابة جاءت مختلفة من الشباب "محمد" الذي أوضح أن الاحتلال يستخدم أجهزة تصوير متقدمة موصولة بالإنترنت بمقدورها التعرف على شخصية النشطاء وبياناتهم الشخصية ومن ثم ملاحقتهم.

يشار إلى أن موقع جهاز الأمن الداخلي بغزة نشر توصيات للمشاركين والنشطاء على حدود غزة يدعو خلالها إلى تجنب الملابس المميزة وتمويه الملامح قدر الاستطاعة.

اطارات مطاطية

الناشط "محمد" الذي كرس أوقاته للحضور الى خيام العودة على حدود مدينة غزة والمشاركة الفاعلة، واصل حديثه مع "مراسل راية" الاحتلال يقوم بتصوير الشبان الأكثر نشاطا والمؤثرين في سير الفعاليات ثم يقوم بربط الصور بشكل فوري بقاعدة البيانات لديه، ووسائل التواصل الاجتماعي ليتعرف على الأسماء والبيانات الخاصة بهم وانتماءهم وميولهم السياسي ويتعامل مع الموقف بأشكال مختلفة.

وتابع حديثه: الاحتلال يتعامل مع النشطاء بعد التعرف على شخصياتهم بإطلاق نيران القناصة لقتلهم، كما حدث مع استهداف الشهيد عبد الفتاح عبد النبي رغم أنه بين مجموعة من الشبان وبعيد عن السياج، أو تحدث المتابعة الأمنية بالاتصال على النشطاء وتهديدهم من قبل ضباط الأمن الاسرائيلي.

يذكر أن عناصر المخابرات الاسرائيلية تواصلت الخميس المنصرم عبر الهاتف مع شركات النقل ومكاتبهم الفرعية تحت وقع التهديد لمنعهم من نقل المشاركين الى أماكن التجمع على حدود قطاع غزة الشرقية، وفق ما أعلنت شركة أبو علبة للباصات.

واعتبر الخبير الأمني اللواء يوسف الشرقاوي أن التكنولوجيا الحديثة لدى الاحتلال على شكل هاتف نقال أو كاميرا مرتبطة بغرفة عمليات لجيش الاحتلال لتحديد الشخص المطلوب توفر المعلومات بشكل فوري "بضغطة زر" على غرار الطائرات بدون طيار التي نفذت عمليات اغتيال متعددة للنشطاء الفلسطينيين.

شبان يجمعون الاطارات

وأضاف اللواء الشرقاوي لـ "رايــــة" أن تقنية الجوال القاتل ليست جديدة لدى الاحتلال في مواجهة الفلسطينيين، داعيا للتمويه في كل الاحوال حتى لا يعرف الاحتلال كل النشطاء مع فراضية توافر عملاء على الأرض لأن المعركة اليوم هي بين ناجح وفاشل وليس منتصر ومهزوم.

الناشط الشبابي عامر أبو القمصان أوضح أن المشاركين في مسيرات العودة أعدوا ألاف الاطارات "الكوشوك" لإحراقها ومرايا زجاجية لحجب الرؤيا عن جنود الاحتلال من القناصة بشكل تام.

وفي رد أبو القمصان في حديث مع "رايـــة" عن انتقاد البعض لاشعال الاطارات قال: الجمعة الماضية كانت المشاركة سلمية دون اشعال اطارات السيارات لكن جيش الاحتلال استهدف مئات المواطنين بين شهداء وجرحى.

ورفض الناشط الانتقادات لمجرد الانتقاد فقط، التي لن يلتفت لها الشباب المشارك، مؤكدا ان استهداف الاحتلال للمشاركين بالرصاص الحي والمتفجر يزيد من حمية الشباب ويدفعهم للتقدم نحو السياج الفاصل والقاء الحجارة تحت تأثير موجة غضب عارمة.