الجمعة الثالثة.. يوم تكرم أعلام وتحرق اخرى 

2018-04-12 09:41:26

رايــة- عامر أبو شباب-

حدود قطاع غزة على موعد مع الجمعة الثالثة ضمن فعاليات مسيرة العودة الممتدة حتى ذكرى النكبة في الخامس عشر من مايو المقبل، ومع مرور الوقت تكتسب الفعاليات كثيرا من الاهتمام العالمي وسط دعوات للحفاظ على سلميتها ونزع ذرائع الاحتلال.

وأوضح عضو قيادة الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، محمود خلف أن الجمعة الثالثة ستكون جمعة حرق أعلام اسرائيل ورفع الأعلام الفلسطينية بعد اقامة صلاة الجمعة في أماكن التجمع الخمس المقررة من قبل الهيئة.

وظهرت ازدواجية التنظيم الجمعة الماضية بين دعوة الهيئة لجمعة تأبين الشهداء دون اشعال اطارات السيارات "الكوشوك"، ودعوة الشبان الى "جمعة الكوشوك" وهو الامر الذي حدث، وتفسيرا لذلك أوضح خلف أن اطلاق قوات الاحتلال النار على المشاركين بعيدا عن الحدود، دفع الشبان الى اشعال الاطارات لحجب الرؤية عن جنود الاحتلال، نافيا وجود أي تضارب بين المجموعات الشبابية والهيئة المكونة من الفصائل والفعاليات المجتمعية.

وأضاف خلف لـ "رايــة"، أن الدعوات لجمعة المولوتوف تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط، وليس للهيئة أي علاقة بتلك الدعوة، وعلى العكس تدعو الهيئة الى سلمية الفعاليات وترك المسافة الفاصلة بين نقاط التجمع والسياج الفاصل والمقدرة بنحو (700 متر) على الأقل، منوها الى أن الأعداد الهائلة للمشاركين خرجت عن قدرة مجموعات التنظيم والنظام على ضبط الأمور وفق المخطط.

وقد بلغت حصيلة مسيرات العودة خلال 13 يوما من الفعاليات خاصة يومي الجمعة الماضي وما قبله 30 شهيدا و 3077 اصابة غالبيتها بالرصاص الحي، بينها 105 في حالة خطرة، وفق احصائيات وزارة الصحة.

في المقابل قال الناشط الشبابي أدم المدهون أن الشباب قرر المشاركة في فعاليات مسيرة العودة كل أيام الأسبوع ما عدا أيام الجمعة احتجاجا على حرف المسيرات السلمية عن أهدافها الوطنية والسلمية، وعدم التدخل لمنع بعض المشاركين من الوصول الى السياج الفاصل في مرمى نيران الاحتلال المباشرة.

وقال المدهون لـ"رايــة"، أن أيدي خفية تحاول تجيير المسيرات الى صالح أهداف حزبية خاصة، والتركيز على كسر الحصار دون الأهداف الوطنية الكبرى خاصة حق العودة وهوية القدس الفلسطينية، أو من خلال فتح الباب أم مواجهات تجعل دماء النشطاء ككرة نار التي قد تتدحرج الى مواجهة مسلحة مما يفقد المسيرات هدفها الاساسي السلمي للتعبير عن مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة، وجلب تأييد العالم ومناصرته للقضية الفلسطينية.

وقد اعتبر الرئيس محمود عباس مساء الأربعاء أن الشعب الفلسطيني يسطر بمقاومته الشعبية السلمية تاريخاً مشرفاً، بعدما هب هبة واحدة دفاعا عن حقوقه ومقدساته الدينية الإسلامية والمسيحية، رغم الهمجية التي يواجهه بها الاحتلال الإسرائيلي الذي يطلق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين، مهنئا حركة حماس على الانخراط في المقاومة الشعبية السلمية وتبنيها باعتبارها أكثر فعالية.

يذكر ان الامم المتحدة والاتحاد الاوربي والعديد من الدول والمؤسسات دعت الى اجراء تحقيق محايد ومستقل في استخدام قوات الاحتلال الاسرائيلي القوة المفرطة وارتكاب جرائم في مواجهة مسيرة العودة على حدود قطاع غزة، فيما عبر قادة حكومة الاحتلال عن رضاهم على أداء جيش الاحتلال على حدود غزة ضاربين بالدعوات الدولية للتحقيق والحفاظ على أروح المدنيين العزل عرض الحائط.