فدوى البرغوثي و"نهاية كل شيء جميل"

2018-04-15 11:27:16

منذ أكثر من ربع قرن والأسير مروان البرغوثي يقبع في سجون الاحتلال بعيدا عن زوجته وأبنائه. اليوم 15 نيسان أتم 17 عاماً متواصلة خلف القضبان. 

"يمكن أن تكون بالنسبة للاخرين مجرد أرقام وأعداد لسنوات يقضيها الأسير في السجون ولكن بالنسبة لي ولأولادي هي نهاية كل شيء جميل في هذه الحياة، فكل يوم نعتبره سنة وكل سنة قرن"، قالت فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان البرغوثي.

 فدوى البرغوثي المحامية المثقفة والزوجة الصابرة منذ 23 عاما على غياب زوجها ووالد ابنائها الأربعة، تقول في حديث لها مع رايـة، "مرت الاف الليالي من القهر والعذاب والمعاناة مع اولاد يسألون غياب والدهم باستمرار، في أعياد ميلادهم أو في حفلات تخريجهم من المدارس والجامعات، كانوا يحتاجوه في كل تفاصيل حياتهم وفي علاقاتهم الاجتماعية والعاطفية لكي يقدم لهم النصائح كباقي الاباء مع أبنائهم".

 "جاء يوم زواجهم واعتادوا أن تكون فرحتهم منقوصة، كانوا يحاولون حبس دموعهم واخفائها عني، وأنا بدوري أحاول أن أكون قوية وصامدة أمامهم، اعوضهم ولو بجزء صغير عن غياب والدهم".

عام 2002 اعتقل الاحتلال إسرائيلي البرغوثي، أحد القيادات البارزة في حركة فتح، وحكم عليه بالسجن 5 مؤبدات، ومنذ ذلك الوقت غاب عن عائلته.

"من يواسي ويخفف عن نصفي الاخر الحاضر الغائب، روحه معنا وجسدة أسيرة بين القضبان"، تقول الزوجة فدوى التي يغمرها الحزن في الذكرى السابعة عشرة لسجن زوجها.

للبرغوثي أربعة أبناء "بنت وثلاثة أولاد" قسام الأبن الأكبر، ربى، شرف، وعرب، عاشوا محطات مفصلية في حياتهم في غياب الأب، كان آخرهم الإبن الأوسط شرف الذي أنهى العام الماضي الدراست العليا في بريطانيا، بينما يخوض والده إضرابًا مفتوحًا عن الطعام على رأس أكثر من 1500 أسير في سجون الاحتلال.

تقول فدوى إن جل تفكيرها ينصب على الألم الذي يعانيه زوجها وهو بعيد عنها في يوم زفاف ابنائه.

رغم المعاناة وغياب شريك حياتها أكملت فدوى الطريق واستطاعت أن تكون الام والأب والصديق لأبنائها، "يجب علينا أن نتحمل أنا وأولادي معاناة غياب مروان عنا، وأن نحترم الطريق الذي اختاره وسخر حياته من أجله".

وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي فدوى من زيارة زوجها منذ اكثر من عام، تقول إن المنع جاء عقابًا لها على دعمها للأسرى في اضرابهم عن الطعام العام الماضي.

كذلك الحال مع أبنائها الذي يمنعون من زيارة والدهم منذ أكثر من اربع سنوات.

"الزيارة لنا كأنها حلم أو خيال، بين كل زيارة وأخرى يكاد الأولاد أن ينسوا بعض ملامح والدهم التي غيرها تعاقب السنين"، تقول فدوى.