عشراوي: السلطة نمت على حساب المنظمة وأضعفتها

2018-04-29 21:41:07

وسط ظروف صعبة تمر بها القضية الفلسطينية داخلياً وخارجياً، يأتي انعقاد المجلس الوطني في رام الله، في ظل استمرار التساؤلات حول جدوى التئامه في هذا التوقيت والقرارات التي قد تخرج عنه والآثار التي قد تنتج عن انعقاده دون مشاركة حركتي حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

راية استضافت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي لمحاولة البحث عن إجابات لبعض تلك التساؤلات .

نقلة في العمل السياسي وضخ لدماء جديدة

عشراوي قالت في حوار خاص لحلقة زاوية 90 الأسبوعية على شبكة راية، إنها تأمل بأن يشكل هذا الاجتماع بداية نقلة في عمل المؤسسات الفلسطينية وفي النظام السياسي الفلسطيني، وبداية طريق، مؤكدةً أنه لا يمكن أن يبقى الوضع القائم على ما هو عليه في ظل التحديات الصعبة والمصيرية التي تمر بها القضية الفلسطينية.

عشراوي وصفت الاجتماع  بالخطوة على طريق الانتقال إلى طريقة عمل جديدة، تؤدي إلى تطوير مؤسسات منظمة التحرير وشمولية التمثيل الفلسطيني وبلورة برنامج سياسي يرتقي لتحديات المرحلة.

وفي ظل الحديث عن الحاجة إلى التغيير في مؤسسات المنظمة وضخ دماءٍ جديدة، قالت عشراوي إنه لا بد من إعادة صياغة طريقة الأداء داخليا وخارجيا، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير من الناحية الهيكلية والسياسية والشخوص والبرنامج السياسي.

وأوضحت عشراوي أن مؤسسات المنظمة بحاجة لطاقات شبابية وللتعاطي مع المتغيرات الدولية والعالمية بطريقة جديدة، مؤكدةً أن تغيير الوجوه مهم جداً، وأن من يدعون إليه يجب أن يمارسوه، وأضافت:"  أنا لست ضد الخبرة، لكن أنا مع إحياء روح الشباب والنظرة المستقبلية والحيوية، ومواجهة العالم والمستقبل بأشخاص يستطيعون التفاعل وفهم ما هي المتطلبات، لا أن نبقى بنفس الوتيرة ونفس الأسلوب، خاصة أن منظمة التحرير مستهدفة لأنها العنوان الوطني، وضربها هو ضرب للكل الفلسطيني وإضعاف للقضية الفلسطينية بأكملها".

وفي تعقيبها على الأسباب التي طرحتها الفصائل المقاطعة لاجتماع المجلس الوطني، قالت عشراوي إنه من غير الممكن أن يطالبوا بتغيير ولا يقبلوا المشاركة في الاجتماع، مضيفةً:" هناك من يقولون أنهم يريدون تغيير وتوسيع عضوية لكن من دون اجتماع الوطني، وهذا غير ممكن لأن أي تغيير يحتاج إلى اجتماع بالمجلس القائم من أجل التغيير، والإصلاح خارج المجلس غير ممكن".

هل يمكن أن يحل الوطني مكان التشريعي؟

وحول ما يتردد حول احتمالية إعلان حل المجلس التشريعي خلال الدورة الحالية للمجلس الوطني، قالت عشراوي إنه يوجد اختلاف بين الإثنين ولا يمكن أن يتم ذلك لأن المجلس التشريعي منتخب مباشرةً من قبل الشعب وهناك قانون يمثله، والمجلس الوطني له بعد تمثيلي شامل، مشيرةً إلى وجود ازدواجية في كل الواقع الفلسطيني، وأن الخطر يكمن في ازدواجية السلطة والمنظمة حيث نمت السلطة على حساب المنظمة وأضعفتها على حد تعبيرها.

عشراوي بينت أن الانتقال إلى مرحلة الدولة لا يتم إلا إذا انتهت المرحلة الانتقالية عملياً، وأن تحول دوائر منظمة التحرير إلى وزارات تعمل في الداخل والخارج كوزارات للدولة.

وتابعت:" أنا مع تجسيد الدولة وأن يكون هناك برلمان منتخب وحكومة لديها قدرة على العمل السياسي، وليس حكومة خدمات وحكومة إدارية".

وفي ظل عدم تطبيق ما صدر من قرارات سابقة عن المجلس المركزي لمنظمة التحرير، تزاحمت الأسئلة في الأيام الماضية، حول قدرة المجلس الوطني على تطبيق ما قد يصدر عنه من قرارات، وفي هذا السياق قالت عشراوي، إنه يوجد قرارات لا يمكن تنفيذها ويجب أن لا يتم أخذها، موضحةً ان بعض قرارات المجلس المركزي كان بعضها غير قابل للتنفيذ.

محاولات حماس لخلق بديل عن منظمة التحرير فاشلة

وقللت عشراوي من احتمالية مقدرة حماس على تشكيل إطار بديلٍ لمنظمة التحرير،قائلةً إنه من الصعب على حماس أو أي تنظيم آخر أو حركة فلسطينية أن تجد بدائل لمنظمة التحرير، لأن الشعب الفلسطيني يدرك أهمية منظمة التحرير وخطورة محاولة القضاء عليها على حد تعبيرها.

وقالت عشراوي إن حماس جربت في السابق ولم تنجح وحاولت عمل لقاء في الخارج ولم تنجح واكتفت بلقاء محدود داخل غزة، مؤكدةً أنه لم يشك ولو لمرة بأن حماس يمكن أن تنجح في ذلك.