توسيع مساحة الصيد في بحر غزة "خدعة اسرائيلية"

2018-05-10 09:33:17

خاص- رايــة: سامح أبو دية

لم تشكل مساحة 9 أميال بحرية حافزا أو تشجيعا للصيادين العاملين في بحر قطاع غزة، على الرغم من مناشداتهم بفتح المجال البحري أمامهم لتحسين أوضاعهم الاقتصادية التي تتراجع باستمرار.

داخل ميناء غزة، عشرات قوارب الصيد تصطف على الشاطئ دون سماع صوت أي من محركاتها تعمل في غياب للصيادين أصحابها، باستثناء مجموعة من الصيادين كان يبدو عليهم الارهاق في تجهيز قاربين تمهيدا للإبحار.

الصياد (س . ب 27 عاما) أوضح أن توسيع الاحتلال مساحة الصيد هو عبارة عن "خدعة فقط" ويحاول الاحتلال أن يظهر من خلالها بالوجه الجميل، على أنه لا يحاصر الصيد البحري في غزة.

وأضاف الصياد لمراسل "رايـة"، أن الإبحار لمسافة 9 أميال قد يكبد الصياد خسائر كبيرة، "اذا لم نعد بصيد وفير يعيد ثمن الوقود الذي نشتريه، وهو غالبا ما يكون كذلك، فاننا سنخسر".

ألغام بحرية وذبذبات صوتية

وخلال حديث الصياد، قاطعه آخر، قائلا: "البحرية الاسرائيلية قبل ان تعلن عن توسيع المساحة تكون قد أفرغت المنطقة المسموحة من الاسماك بطرق عديدة، منها استخدام ألغام بحرية أو ذبذبات صوتية تعمل على طرد الاسماك من تلك المنطقة".

يقول: "بعد انتهاء الحرب الاخيرة عام 2014، توجهنا الى البحر للصيد بعد قرابة شهرين من الابتعاد عنه، وكانت كميات الاسماك التي نصطادها في السابق كبيرة جدا، لكننا لم نصطد الشيء الكثير وهذا ما يدعو للشك بأن الاحتلال يستخدم شيئا ما لإبعاد الاسماك عن المنطقة التي يتم السماح بها، على الرغم من ابتعادنا عنها لمدة طويلة وعند العودة لها لا تتواجد بها الاسماك".

قرابة 100 قارب صيد صغير تتواجد على شاطئ منطقة ميناء غزة، لا تتمكن سوى 8 – 10 قوارب فقط من الابحار –وفق أحد الصيادين-، وهذا يظهر حجم معاناة الصيادين وتدهور أحوالهم الاقتصادية نتيجة ممارسات بحرية الاحتلال.

صياد آخر يدعى اسماعيل "طلب عدم ذكر اسمه كاملا"، طالب بتوسيع المساحة على طول شاطئ البحر الى مساحة أكبر تصل الى 12 أو 20 ميلا بحريا، موضحا: "في تلك المناطق تتواجد الصخور التي تعيش فيها جميع انواع الاسماك بكميات كبيرة".

خسائر فادحة

الزخم الاعلامي الذي يحظى به قرار السلطات الاسرائيلية بتوسيع مساحة الصيد، لم يشكل أي فارق بالنسبة لمجموعة كبيرة من الصيادين، معتبرين أنه غالبا ما يشكل خسائرا مادية فادحة بسبب شح صيد الاسماك.

هذه التوسعة المؤقتة التي تسمح بها سلطات الاحتلال لمدة محدودة (3 أشهر فقط)، لا تجدي نفعاً للصياد والاقتصاد الفلسطيني، ولا تعمل على انتعاش وزيادة الثروة السمكية في قطاع غزة".

ووفق الصيادين، فإن المواطن يعتقد بأنه كلما كانت مساحة الصيد أوسع كلما زادت كمية الصيد والرزق للصيادين، لافتا إلى أن "إسرائيل توسع مساحة الصيد، عندما تكون الثروة السمكية شحيحة في المنطقة".

تجميل لوجه اسرائيل

مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر، اعتبر أن خطوة الاحتلال التفاف واضح على الحصار البحري من أجل شرعنته، وهي محاولة لتجميل صورة اسرائيل.

وقال بكر لـ"رايــة"، إن هناك عشرات المراكب في قطاع غزة، لكن هناك مناطق وعرة  جدا في الجهة الشمالية بالبحر، ولا يمكن للصيادين العمل فيها خوفا من فقدان شِباك الصيد، فيما تعتبر مناطق الجهة الجنوبية رملية، وهي مناطق غير خصبة ولا يوجد فيها أسماك.

التوسعة الاخيرة

في التوسعة الأخيرة، وفي اليوم الأول من الإبحار لتلك المسافة، دخل 150 قارب صيد، فيما لم يدخل سوى خمسة قوارب في اليوم الثاني، وهو بسبب عدم جدوى تلك المنطقة للصيد، فضلا عن المخاطرة مجددا بتكبد الخسائر في ظل ارتفاع اسعار الوقود المستخدم لمحركات القوارب.

وتضاف كل تلك العوامل الى ارتفاع نسبة الاعتداءات الاسرائيلية على الصيادين في البحر بمنطقة 9 أميال.

من جانبه وصف نقيب الصيادين نزار عياش، خطوة الاحتلال تلك بـ "المهزلة" فيما يحاول استغلالها اعلاميا، وقال: “مهزلة لأن الاحتلال يفتح منطقة تقدر بـ 17 كيلومتر على مساحة 9 اميال، وهو يعلم أن النطاق الصخري هو ما بعد 12 ميلا بحريا".

وعن استخدام وسائل لطرد الأسماك، قال عياش لـ "راية"، لا يمكن الجزم بذلك والصيادون يتكهنون بذلك بسبب عدم وجود أسماك في تلك المنطقة، مشيرا الى أن النطاق الذي يحتاجه الصيادين هو مسافة أبعد من ذلك بكثير، ولم يتمكنوا من الوصول لها منذ سنوات.