فادي أبو صلاح.. في ضيافة الشهادة على مرحلتين

2018-05-15 21:00:41

خاص – راية: عامر أبو شباب

كم هو خائف ذلك القناص المحصن الذي يطلق النار على شاب يوزع الطعام والماء بواسطة كرسي متحرك على الشباب المشاركين في مسيرة العودة، فهل امتعض الجندي الجبان -حسب الصحفية الاسرائيلية عميرة هاس- من الشهيد فادي أبو صلاح (29 عاما) بسبب حيويته وحب الجميع له، ليستكمل بالرصاص ما لم تستطع طائرة حربية من تحقيقه قبل 10 سنوات.

الشهيد المقعد أبو صلاح دخل ضيافة في الشهادة مرتين، الأولى في عدوان عام 2008-2009 عندما بترت ساقيه في غارة جوية لطائرات الاحتلال الحربية شرق خانيونس، قصف لم يهزم إرادته ليواصل حضوره الاجتماعي المشهود في بلدة عبسان الكبيرة في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.

عندما انطلقت مسيرات العودة في يوم الأرض 30 اذار / مارس، شارك الشهيد بنصف جسده في كل أيام جُمع الغضب بروح وثابة يتحرك بقوة تفوق أصحاب الأجساد السليمة يوفر لهم الطعام والشراب، وأحيانا يقود تكتك صغير مع كل فاعل خير انطلاقا من خيمة دائمة أقامها مجموعة من نشطاء انتفاضة العودة والقدس.

الشهيد أبو صلاح أب حنون لأسرة من خمسة أطفال أكبرهم التوأمين زياد وياسر (7 سنوات)، ومحمد (5 سنوات) وهلين (3 سنوات) وأصغرهم ليان طفلة رضيعة لا تعرف لماذا أصرار قناص متمترس خلف سواتر ترابية عازلة، وجدران إلكترونية محصنة، على والدها فوق كرسي متحرك فلسطين في قلبه وعيناه ترنو للعودة أو حياة كريمة على أقل تقدير للخلاص من الحروب والحصار وهدير الطائرات الحربية الذي لا يغادر أجواء القطاع أو بلدة عبسان الحدودية شرق خانيونس.

شقيق الشهيد أبو صلاح هاني أبدى استغرابه في حديث مع مراسل "رايــــة" من استهداف شقيقه بشكل مباشر برصاصة استقرت في الصدر أدت الى استشهاده فورا، مواصلا حديثه عن حب الجميع لفادي: "الشهيد أحبابه كثر جاؤوا بالعشرات يبكونه قبل وداعه لمثواه الاخير وسط حزن كل الحي على فراقه".

الشهيد قبل اصابته عشق كرة القدم ورغم بتر ساقيه واصل حبه للمستديرة الساحرة ليكون فريق كرة في الحارة برفقة صديقه محمود أبو طير الذي وصفه بالقول: "من خيرة شباب المنطقة ولم يكن عاجزا رغم اصابته".

 

وأسس الشهيد أبو صلاح فريق شهداء عبسان من أبناء حارته وتابع امورهم باهتمام وتشجيع كبير ليرى عشق كرة القدم من خلال أقدام أبناء حارته الذين أحبوه كثيرا.

وقال صديقه المقرب أبو طير لــ "رايـــة" أن الشهيد أبو صلاح فقد ساقيه في الحرب الماضية كما فقد أعز أصدقائه مثل الشهيد زياد أبو طير الذي يتذكره دوما ويردد بحزن "تركني زياد".

 

مشهد استشهاد فادي أبو صلاح يذكرنا باستشهاد أبراهيم أبو ثريا قبل عدة أشهر على يد جنود فقدو شرف العسكرية وعبروا عن حكومة القتل والاستيطان برصاص لا يفرق بين طفل وامرأة وشاب على كرسي متحرك.