الطفل ياسر ينهي حياة الخوف بالشهادة

2018-06-30 10:48:59

خاص – راية:

شيع الألاف في بلدة معن شرق خانيونس جنوب قطاع غزة ظهر اليوم السبت الشهيد الطفل ياسر أمجد أبو النجا يتقدمهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، بعد نقل جثمانه من المستشفى الأوروبي لبيته لإلقاء نظرة الوداع على الطفل الجريء والمتفوق.

واستشهد ياسر (14 عاما)، جراء اصابته المباشرة بطلق متفجر في الرأس أدى الى استشهاده على الفور خلال فعالية  "جمعة من غزة إلى الضفة.. وحدة دم ومصير مشترك"، التي شهدت ارتقاء شهيد آخر مع ياسر  وهو محمد الحمايدة (24 عاما)، فضلا عن اصابة 415 متظاهرا أعزل بينهم 11 طفلا و3 من الطواقم الطبية وسيدتين.

وخلال التشييع قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية إن الطفل الشهيد ياسر أبو النجا قُتل بدم بارد بقرار رسمي من حكومة الاحتلال، منبهاً أنها تشرّع قتل أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف الحية خلال الجنازة، أن سلطات الاحتلال أمرت بقتل كل المشاركين في مسيرات العودة "حتى لو كانوا أطفالاً".

“ياسر لم يتغب عن أي جمعة من أيام مسيرات العودة وكسر الحصار، التي انطلقت في يوم الأرض 30 اذار الماضي” هكذا قال اقارب ياسر لـ “ اية”، واضافوا "في الجمعة الأخيرة طلبت والدة ياسر المريضة منه أن يبقى بجوارها لكنه أصر على المشاركة ليكون هدفا لقناص من جنود الاحتلال لم يرحم طفولته رغم بعده عن السياج الحدودي وفق شهادات أصدقائه”.

المتحدث باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة يقول ان 51% من الاصابات التي وصلت المستشفيات كانت بالرصاص الحي والمتفجر مما رفع عدد الشهداء والاصابات المعقدة والخطيرة.

وكشف القدرة في تصريح وصل "رايــة"، أن عدد الاصابات الخطيرة بلغت نحو 370 مواطن فيما بلغت الاصابات بالرصاص الحي والمتفجر قرابة 4 ألف جريح منهم 560 بالرأس والرقبة و 330 في الصدر والظهر.

ويعد الشهيد ياسر لأسرته بمثابة فرحة خاصة، فهو الوحيد مع 9 فتيات شقيقات يمثل الحب والرعاية، الوعد الدائم بالحب، ورغم صغر سنه إلا أنه تميز بالذكاء والحيوية والتفوق في الدراسة.

ياسر في رحلة عمره القصيرة لم يشبع من الاستقرار والاطمئنان ولم ير الحياة الطبيعية، خلال سنوات الحصار الذي بدأ عام 2006 واستمر كسرطان ينهش كل مظاهر الحياة التي تحولت الى جداول قصيرة ومؤقتة للمياه والكهرباء وطوابير البطالة.

سنوات قاسية بين ثلاثة حروب كان لها تأثير خاص على حياة الطفل ياسر الذي تم تدمير منزله 3 مرات لأن والده أمجد أبو النجا مقاوم مطلوب للاحتلال باعتباره قيادي بارز في كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، ليستقر به السكن دوما في بيوت بالإيجار، بيوت مؤقتة لا تحفظ الذكريات الجميلة، ولا تمنح متسعا للفرحة، فليس سهلا على طفل أن يرافق الخوف الدائم بانتظار الموت في لحظة حقد تلاحق أسرته.

ياسر أبو النجا لم يكن الطفل الوحيد ممن استشهدوا خلال التجمعات السلمية على حدود قطاع غزة الشرقية للتأكيد على حق العودة والمطالبة بإنهاء الحصار الدامي، فقد سبق ياسر استشهاد 15 طفلا من بين 134 شهيدا، فيما سجلت وزارة الصحة بغزة اصابة 2525 طفلا.

واستنكرت اللجنة القانونية والتواصل الدولي للهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار بشدة مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها للفلسطينيين المشاركين في المسيرات السلمية للجمعة الرابعة عشر على التوالي.

وجددت ادنتها عبر بيان وصل "رايـــــة" نسخة منه، للجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق المتظاهرين المشاركين، حيث تعمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار ساعات يوم الجمعة والتصدي العنيف عبر استخدام القوة المسلحة المفرطة والمميتة بحق المتظاهرين.