خنق غزة ... مقدمة حرب أم طريق نحو تسوية؟

2018-07-10 08:44:00

راية: 

رغم الحديث مؤخرا عن اتصالات بين حكومة الاحتلال وحركة حماس والتي كشف عنها السفير القطري محمد العمادي في حديث مع اذاعة عبرية، ووكالة الأنباء الصينية، فاجأت حكومة الاحتلال قطاع غزة بإجراءات جديدة تزيد من شدة الحصار المفروض على القطاع.

وأعلنت اللجنة الرئاسية لتنسيق البضائع في قطاع غزة، أنها أبلغت التجار بالقرار الاسرائيلي تقليص البضائع عبر معبر كرم أبو سالم التجاري، الذي سيبدأ سريانه ابتداء من اليوم الثلاثاء.

وقال م. رائد فتوح رئيس اللجنة: ان السلطات الاسرائيلية ابلغتهم بمنع دخول أي بضائع الى قطاع غزة باستثناء المواد الغذائية والطبية والصحية، بالإضافة الى القمح والاعلاف والابقار والقش والبترول، موضحا: "غير ذلك يمنع دخول أي مواد الى قطاع غزة، بالإضافة الى وقف التصدير بشكل كامل من القطاع الى الخارج أو الى الضفة الغربية حتى اشعار آخر"، ويشمل القرار المشاريع الدولية في القطاع.

اعلان حرب

من جهتها اعتبرت حماس الإجراءات الإسرائيلية الجديدة ضد قطاع غزة "جريمة ضد الإنسانية"، يتحمل الاحتلال مسؤولية نتائجها، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي أن تشديد الحصار هو بمثابة إعلان حرب لن تكون المقاومة عاجزة أبداً عن الرد عليه.

وفي قراءة لنتائج الاجراءات الاسرائيلية قال رئيس تحرير صحيفة فلسطين السابق إياد القرا ان زيادة الضغط على حركة حماس "حتمًا ستزيد من خطورة الأوضاع بغزة، وتقود نحو درجة أعلى من التصعيد".

بدوره قال الكاتب المقرب من حركة حماس، إبراهيم المدهون، ان تشديد الحصار على غزة وإغلاق المعابر خطوات تصعيدية وأوراق ابتزازية غير مجدية، مضيفا: "لا احد يخاف المواجهة العسكرية, وفي الوقت نفسه حماس لا تريدها لكن في حال حشر شعبنا ومقاومتنا في زاوية لا مفر منها".

يذكر أن السفير القطري كشف أن مفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل بدأت منذ 3 سنوات، موضحا أن الفجوة بين الطرفين كبيرة حتى الآن ولا يوجد تقدم ملموس.

اختبار شد الحبل

وقالت صحيفة معاريف ان وزير جيش الاحتلال ليبرمان يسعى لجر إسرائيل نحو حرب مع حماس ردا على الطائرات الورقية، ويدعو إلى عمليات أكثر حزما وإيلاما ضد الحركة وقاداتها.

ونقلت الصحيفة العبرية عن ليبرمان قوله: إن التخلّف عن الرد سيضاعف الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في المستقبل، مضيفا "من المفضل القفز في المياه الآن، على أن نستمر في سياسة التأجيل، التي تصب في صالح حماس".

كما قال تلفزيون اسرائيل أن اللعبة واضحة ومستمرة وهي ان التصعيد مستمر، التسخين مستمر لكن لا احد يريد الحرب، وأن نتنياهو قرر ان يشد الحبل مع حماس ولكن لن يقطع الحبل ولا يريد اي طرف من الاطراف التدهور نحو حرب.

وقال الجنرال احتياط إيتان داغونت في تغريده على حسابه الشخصي "تويتر": بعد العقوبات الأخيرة إن "المواجهة العسكرية في غزة اقتربت"، مضيفا أن الأسابيع الثلاثة المقبلة ستكون مصيرية، لا سيما أن اختبارات الثانوية العامة في إسرائيل شارفت على الانتهاء.

صفقة بمعايير اسرائيلية

استبعد الخبير الامني د. خضر عباس أن تتدحرج الامور في غزة لحرب رابعة، معتبرا أن الخناق على غزة يأتي في إطار الضغط على حماس للقبول بحل ملف الجنود الاسرى بالتوازي مع حل المشكلة الانسانية للقطاع كرزمة واحدة.

وأضاف د. عباس لــ "رايــة" أن هناك خطوات عملية لانجاز صفقة تبادل أسرى برعاية مصرية تواجهها ضغوط اسرائيلية من اجل اتمام الصفقة بمعايير اسرائيلية وليست فلسطينية ولا مصرية من خلال اجراءات تشديد الحصار هدفها الضغط على حماس ولن تصل الى عدوان واسع .

اجراءات ضد المصالحة

اتجاه آخر اعتبر ان العقوبات الاسرائيلية موجهة للتأثير على حراك المصالحة الجديد برعاية القاهرة لتمكين الحكومة الفلسطينية في غزة واحداث ثغرة في جدار الانقسام في مواجهة الاجراءات الاسرائيلية المتصاعدة بدعم أمريكي غير مسبوق.

ورأى الاستشاري الدولي مأمون بسيسو أن قرار نتنياهو يأتي تزامنا مع الحوارات الجارية في مصر، ودفع الحركة التجارية مع مصر عبر بوابة صلاح الدين، ثم المنطقة التجارية المشتركة، وصولا الى استخدام ميناء العريش للتجارة الفلسطينية ، والانفكاك عن اسرائيل و الالتصاق بمصر أكثر وأكثر، لكن تدريجيا.