"قانون القومية" ... قوننة العنصرية وخارطة اسرائيل

2018-07-20 08:45:51

واهم من كان يظن ان الفلسطينيين قبل إقرار الكنيست الإسرائيلية لقانون القومية كانوا يتمتعون بحقوق متساوية مع اليهود في الداخل الفلسطيني، لكن هذا التشريع الجديد قونن الاعتداء عليهم وعلى حقوقهم بشكل ممنهج.

فبعد اعتبار ان الدولة هي يهودية ولليهود فيهاومن التحق بهم من مهاجريهم فقط حق تقرير المصير فان ذلك يعني اطلاق يد أجهزة الدولة لا بل والزامها بممارسة العنصرية ضد الفلسطينيين في الداخل والقدس كتعبير عن مبدأ سيادة القانون بعدما كانت تمارس تلك العنصرية بشيء من الخجل. 

القانون الذي يمكن وصفه بابي القوانين سيمكن اسرائيل من تجاوز أي مبدأ دستوري او قانون آخر باعتباره شموليا حدد هوية الدولة التي تدافع عن اليهود أينما كانوا، وهو بالتالي يسن الهوية الدستورية للنظام التي تحدّد من هو صاحب السيادة الذي يعطي شرعية لكافة القوانين، كما يفسر ذلك القانونيون.

هذا القانون يسقط القناع عن وجه إسرائيل التي اشبعت العالم بالحديث عن ديمقراطيتها، فالديمقراطية نظام يمنح جميع سكان الدولة حقوقا متساوية فيما قانون القومية فهو يرسخ مبدأ فوقية اليهود على غيرهم ملغيا حقوق نحو مليون ونصف المليون فلسطيني يشكلون ما يقرب العشرين في المئة من سكان إسرائيل، دون ان ننسى ان القانون يشمل أيضا الفلسطينيين في مدينة القدس التي يعتبرها عاصمة للدولة اليهودية إضافة الى السوريين في الجولان المحتل.

وكي تكتمل فكرة محاصرة الفلسطينيين في الداخل كان لا بد من الغاء اللغة العربية كلغة رسمة في الدولة بعد اعتماد اللغة العبرية اللغة الرسمية الوحيدة، واطلاقِ يد الاستيطان وتشجيعه ومأسسته كي يغزوا المدن والبلدات العربية في الداخل وفي الضفة الغربية خاصة التجمعات الاستيطانية الكبيرة التي تعتزم إسرائيل ضمها اليها في الحل القادم الذي تخطط له في اطار ما بات يعرف بصفقة القرن.

إسرائيل بوقاحتها المعهودة وهي تطالب الفلسطينيين الاعتراف بيهودية الدولة، تنكر في هذا القانون حق العودة لاكثر من ستة ملايين لاجئ مشتتين في اسقاع الأرض وهو الملف الثاني الأكبر الذي يزاح عن طاولة المفاوضات بعد القدس، الامر الذي يعكس سير مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية بالنسق المرسوم له والمتثل في فرض الحل على الفلسطينيين حسب الرؤية الإسرائيلية، فيهودية الدولة التي ظل الفلسطينيون يرفضونها اتمتها اسرائيل اليوم بعد ان تمكنت من تصفية ملفات القدس واللاجئين والاستيطان وهي تمضي قدما على الأرض لتثبيت خارطتها السياسية والجغرافية دون الالتفات الى احد.