بالصور- شباك صيادي غزة "فارغة"

2018-07-24 12:11:00

راية: سامح أبو دية

تشهد أسواق قطاع غزة انخفاضا حادا في كميات الأسماك وأنواعها، على إثر القرار الإسرائيلي القاضي بتقليص مساحة الصيد البحري الى 3 أميال بعد ان كانت ستة اميال، وما تسبب به من تراجع للأوضاع الاقتصادية لقرابة 4 آلاف صياد يمتلكون 1270 قاربا.

كميات الأسماك التي كان الصياد الغزي يصطادها قبل قرار سلطات الاحتلال الذي فرض قبل نحو اسبوع، انخفضت الى النصف تقريبا، وحتى أنواع الأسماك المرغوبة لدى المواطنين لم تعد في متناولهم.

فور دخول طاقم "راية" الى ميناء الصيادين لإعداد هذا التقرير، كان تأثير قرار الاحتلال "المجحف" بحقهم واضحا، حيث فاجأنا أحدهم قائلا بصوت يبدو عليه اليأس "بحرنا فش فيه سمك"، وفي جانب آخر يتكئ صياد على مركبه الصغير فوق شباك الصيد الفارغة بعد عودته من رحلة صيد "باءت بالفشل".

الصياد أبو محمد أبو سلطان، يؤكد أن أوضاع الصيادين كانت تتراجع باستمرار قبل قرار الاحتلال الأخير المتعلق بمساحة الصيد، يضيف: "الآن الوضع في أسوأ أحواله على الاطلاق، نبحر ونعود بخفي حنين".

صياد غزي يجلس فوق شباك الصيد

على مرسى الميناء، قابلنا الصياد أبو سلطان (52 عاما) عند عودته من رحلة صيد استغرقت أكثر من 6 ساعات، ولم يخرج الا ببضع كيلوجرامات من الأسماك الصغيرة "زهيدة الثمن" لا تسمن ولا تغني من جوع.

يقول أبو سلطان: "أسواق غزة التي كانت تعج بشتى أنواع الأسماك، باتت فقيرة لمعظمها، الآن وعلى مساحة 3 اميال لا نصطاد الا أنواع صغيرة مثل (القراص والسردين والحباري الصغيرة) وبكميات ضئيلة لا تلبي تطلعاتنا وأحيانا لا تغطي مصاريف رحلة الصيد".

ورغم مناكفة الصيادين للبحر بفعل القرار، تقابلهم البحرية الإسرائيلية بانتهاكات يومية "إطلاق نار واعتقالات واغراق مراكب ومصادرتها"، ويعودون بـ "شباك فارغة" تسبب لهم خسائر مادية فادحة.

أبو سلطان يشير بيده الى الأعداد الكبيرة من مراكب الصيد التي تصطف في حوض ميناء الصيادين دون عمل فيقول: "أنظر الى تلك القوارب الفارغة، بعد مرات عديدة من دخول البحر من أجل الصيد، قرر معظم الصيادين ترك البحر حتى يعيد الاحتلال توسيع المساحة المسموحة".

قوارب الصيد تصطف في ميناء غزة دون عمل

الصياد الستيني أبو إبراهيم أبو عميرة يجلس مقابل مركبه فوق شباك الصيد "الغزل"، ينظر اليه بخيبة أمل تبدو جلية، واصفا تلك المرحلة التي يمر بها على أنها "الأسوأ في تاريخ الصيد البحري بقطاع غزة".

ويؤكد أبو عميرة الذي لازم البحر منذ 55 عاما؛ أن تقليص مساحة الصيد مرة أخرى الى 3 أميال فقط، سيؤدي إلى انعدام الأسماك في أسواق غزة، ويودي بالصيادين الى حالة "الفقر".

وأشار الى أن معظم الصيادين لن يغامروا بالنزول إلى الصيد، لأن الأسماك الكبيرة تسكن في مساحة ما بعد تسعة أميال، ولن يحتملوا خسائر جديدة، حيث تصل تكلفة المركب الكبير خلال الإبحار في الليلة الواحدة الى 1200 شيقلا.

ودعا أبو عميرة الى تجنيب الصيادين أي مناكفات سياسية، وتركهم يبحرون بحرية في مياه غزة الى أبعد مسافة ممكنة، من أجل قوت عائلاتهم.

مسؤول لجان الصيادين في اتحاد لجان العمل الزراعي زكريا بكر، اعتبر أن قرار الاحتلال بتشديد الحصار البحري هو "سياسي بامتياز"، مشيرا الى أنه أنتج مشاكل اجتماعية واقتصادية ونفسية للصيادين وعائلاتهم وحتى لجميع السكان.

صيادون يتفقدون صيدهم من الاسماك الصغيرة

وأكد بكر في حديث لـ "راية"، ان كمية الأسماك التي يتم اصطيادها وصلت الى نصف تلك الكمية التي كانت قبل القرار، مضيفا: "دخل الصياد انخفضت الى النصف أيضا، حيث وصلت الى قرابة 200 شيقل شهريا".

بدورها، اعتبرت نقابة الصيادين أن الاحتلال يهدف من وراء قراره بتقليص مساحة الصيد؛ الى دفع الصيادين لمستوى الفقر بنسبة 100%، مشيرا الى أن حياتهم انتهت بفعل القرار الأخير.

وقال نقيب الصيادين نزار عياش لـ "راية"، إن معدل دخل الصياد سابقا كان شبه معدوم، واليوم أطلق عليه الاحتلال "رصاصة الرحمة" وبات لا يستطيع التقاط "لقمة العيش لأسرته".

ووصف عياش قطاع الصيد البحري بعد القرار بأنه في حالة "انهيار تام"، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل من أجل الكف عن الإجراءات غير المبررة، والعمل على دعم الصياد حتى يتثبت في هذه المهنة.