شمالي: ازمة الاونروا سياسية وسنستمر في تقديم الخدمات الحيوية في غزة

2018-07-30 09:47:16

أجرى اللقاء: سامح أبو دية

نفى مدير عمليات وكالة الغوث "أونروا" في قطاع غزة ماتياس شمالي، أن تكون الإجراءات التي اتخذتها الوكالة بداية لتصفية وجودها قائلا: "سيستمر وجود الاونروا في فلسطين حتى إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين وستقدم خدماتها الحيوية خاصة الصحة والتعليم، والغذاء في غزة".

وأوضح شمالي في حوار خاص لحلقة زاوية 90 الأسبوعية على موقع رايـة، أن التحدي الاساسي الذي تواجهه الأونروا هو أنها لا تحصل على أموال كافية لموائمة احتياج اللاجئين.

أسباب سياسية وراء التقليصات

وأشار الى أن أكبر مانح وهي الولايات المتحدة قررت لـ "أسباب سياسية"؛ تخفيض الدعم للأونروا بحوالي 300 مليون دولار، معتبرا ذلك بـ "الضربة الضخمة".

وأضاف شمالي: "هناك دول أعضاء ينتقدون جدا ما نقوم به، والولايات المتحدة هي أحد هذه الدول"، مؤكدا مرة أخرى ان "سبب تقليص التمويل لهذه الدرجة العميقة تعود لأسباب سياسية من الولايات المتحدة".

وعلى نقيض ذلك، بيّن مدير الاونروا ان هناك خطوات إيجابية لبعض الدول التي تحاول دعم ما تقوم به الوكالة؛ مثل السويد التي أعلنت مؤخرا عن اتفاقية جديدة لمدة 4 سنوات – تبدأ السنة القادمة – ستمنح بموجبها 60 مليون دولار على الأقل للأونروا خلال كل عام، بالإضافة لروسيا التي أكدت على دعمها لعدة سنوات قادمة.

اتفاقية إنسانية لغزة

وفيما يتعلق بالاتفاقية الإنسانية التي يجري الحديث عنها حاليا، والتي يمارس فيها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف؛ جهودا لتنفيذها، قال شمالي: "ملادينوف يتحدث الآن مع جميع الأطراف وهو يحاول خلق الشروط اللازمة للإنعاش الاقتصادي".

وأشار الى أن ملادينوف يحاول القيام بالدعوة لبعض المشاريع التي ستساعد على الإنعاش الاقتصادي في قطاع غزة، موضحا: "نحن ندعم هذه المبادرات بشكل كامل، ونناقش معه اذا كانت الشروط جيدة، وإمكانية تنفيذ المشاريع، وما الدور الذي يمكن أن تلعبه الاونروا في التنفيذ، ولكن ذلك يعتمد على ما هو مطروح".

رواتب الموظفين الاجانب

وعن حديث الشارع الفلسطيني الذي يوجه انتقادات حادة على ارتفاع رواتب موظفي الأونروا الأجانب، أوضح شمالي أن الموظفين الأجانب يتقاضون رواتب أكثر من الموظفين المحليين بالفعل، مشيرا الى أن ذلك طبيعي في كل مكان تعمل فيه الأمم المتحدة.

ونفى أن يكون أي موظف دولي في الأونروا بما فيهم هو "مدير عمليات الأونروا" أن يتقاضى أكثر من مليون دولار سنويا، مضيفا: "نحصل على أقل من ذلك بكثير"، معتبرا أنها "فبركة".

وأضاف شمالي: "يوجد لدينا عدد محدود جدا من الموظفين الدوليين في غزة وهم أكثر بقليل من 20 موظف، وكما يخسر الموظفين المحليين الممولة رواتبهم من النداء الطارئ، أيضا بعض الموظفين الدوليين الممولين رواتبهم من النداء الطارئ خسروا وظائفهم ولم نمدد عقودهم".

وقال إن توفير رواتب الموظفين الدوليين وترك وظائفنا، فإن تلك الأموال سيتم الحفاظ عليها في مركزية الأونروا بنيويورك لموظفين دوليين آخرين حول العالم، مشيرا الى أن توفير أموال الموظفين الدوليين في غزة "لن تساعد الموظفين المحليين لأنها تأتي بوتقة أموال مختلفة".

علاقة الاونروا بصفقة القرن

وعن علاقة إجراءات الاونروا بـ "صفقة القرن"، قال شمالي: "لا أعرف ما هي صفقة القرن، أقرأ نفس التقارير عنها كما يقرأ الجميع، ولم يشاركني أو يشارك أي موظف رفيع المستوى في الأونروا بتفاصيل صفقة القرن، نحن لا نعلم ذلك وبالتأكيد لسنا جزء من الصفقة".

أما عن إيجاد حل لقضية اللاجئين، أشار الى أنه لا يرى مبادرة سياسية جدية، ويبدو أن الدول الأعضاء الرئيسية يساعدون على جعل الأمور أسوأ للاجئين الفلسطينيين، مضيفا: "هناك شعور أننا بعيدون جدا عن الحل، ولكن مرت علينا في التاريخ أمثلة كثير حيث كانت بها الشعوب التي لا تتمتع بحقوقها وشعروا أنهم بعيدون جدا عن الحلول، وفجأة جاء الحل".

وتحدث مدير الأونروا في قطاع غزة، عن 3 أمور يجب تحقيقها، الأول ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 12 عاما، والثاني تحقيق الوحدة الفلسطينية لان ذلك يضر بالفلسطينيين، والثالث ضرورة استمرار واستقرار خدمات الاونروا الأساسية، تلافيا لمزيد من الازمات والانهيار.

أزمة الموظفين والرواتب

وعن أزمة الموظفين في وكالة الغوث، قال شمالي إنه لم يتم فصل ألف موظف كما جرى الحديث، موضحا: "من تم فصلهم أعلى بقليل من 100 موظف، وحوالي 600 موظف سيحصلون على وظائف بدوام جزئي ولم يتم فصلهم عن العمل، بالإضافة الى قرابة 300 موظف سيحافظون على وظيفة بدوام كامل، وتم تجديد عقودهم حتى نهاية شهر ديسمبر".

كما بيّن أنه لا يوجد قرار في هذه المرحلة بإنهاء كل هذه العقود، مشيرا الى أن القرار هو "دعونا نحميهم لهذه السنة"، مؤكدا أن في شهري أكتوبر وديسمبر المقبلين ستناقش الاونروا خطط تمويل وموازنات العام المقبل للجميع، وستحاول حماية الوظائف للجميع قدر الإمكان.

وختم شمالي حديثه بخصوص ازمة الموظفين قائلا: "سنحاول أن نكون عادلين تجاه من يخسرون وظائفهم الآن؛ إذا حصلنا على أموال كافية، وسنضعهم في أولوية كمرشحين داخليين للوظائف المتاحة".

وبشأن صرف الرواتب، أوضح ان التأخير جاء بسبب ايقافهم عن العمل الأسبوع الماضي، مضيفا: "هناك تأخير، ولكن اتفقت مع الرئاسة لدينا، على أن نحاول دفع الرواتب في أقرب فرصة ممكنة".

العام الدراسي

وفيما يتعلق بالعام الدراسي الجديد الذي لم يتم تحديد مصيره حتى الآن، رفض مدير عمليات الاونروا بغزة إعطاء إجابة واضحة ببدء العام أو تأجيله، وقال: "ذلك يعود لسببين، الأول أن قرار بدء العام الدراسي يتم اتخاذه في مناطق العمليات الخمس، وليس قرار لغزة أتخذه أنا، أو زميلي في الضفة يتخذه هناك"، مشيرا الى أنه قرار يتخذه المفوض العام للأونروا.

وأوضح شمالي أنه -على سبيل المثال- كان موعد العام الدراسي اليوم؛ فإنه لا يوجد أموال لبدء العالم الدراسي، وهو السبب الثاني لعدم وضوح مصير العام الدراسي.

وأعرب عن أمله في بدء العام الدراسي الجديد في موعده المحدد خلال شهر تقريبا، مضيفا: "نأمل ألا يوصلنا المجتمع الدولي لمرحلة أن يبدأ العام الدراسي دون توفر الأموال، والمجتمع الدولي سيرى خطورة عدم فتح المدارس ولن يدفعنا باتجاه اغلاقها".

تحقيق مستقل في أحداث الاعتصام

وكشف شمالي عن وجود "تحقيق مستقل" للأحداث التي جرت في المقر الرئيسي للأونروا خلال اعتصام الموظفين المفصولين الذي قالوا إنهم تعرضوا للاعتداء من قِبل الحراس، مشيرا الى أنه لم ينته التحقيق بعد.

وقال إنه "متأكد مما شاهده حتى الآن أنه سيثبت بأن الأونروا لم تقم بالاعتداء على موظفيها"، معتبرا أن الانفجارات التي تم سماعها "تسبب بها المتظاهرون، ولا نعلم من هم الافراد المتسببين ومن أحضر تلك المواد التي تسببت بأصوات انفجارات، لان المتظاهرين قاموا بإغلاق الكاميرات".

وأوضح شمالي أنهم قاموا بفحص الموضوع بشكل قريب جدا "ولم يأت الموضوع من الإدارة أو من حراستي الشخصية، أو أي أحد آخر من المبنى".

الاعمار والاستعداد للحرب

وأكد مدير العمليات أن إعادة اعمار غزة مستمرة، منوها الى أن الحكومة الألمانية وعدت بتوفير أموال إضافية لذلك، وأضاف: "الأموال الموجودة لدينا للإعمار ليست كافية لتحقيق جميع الاحتياجات، وليست عالية بالنسبة للاموال التي كنا نحصل عليها في السابق، لذلك لن نتمكن من الحفاظ على كافة المهندسين الذين كانوا لدينا سابقا".

وعن جاهزية الأونروا في ظل التهديد الإسرائيلي المستمر بشن عملية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، أعرب شمالي عن أمله ألا تندلع حرب في القطاع، موضحا "أن كل حرب مختلفة ولا أحد يكون جاهزا للحرب، ولكن إذا كانت هناك حرب سنقوم بكل ما نستطيع لدعم اللاجئين الفلسطينيين".