طيار اسرائيلي يروي لـ"راية" رحلته من سلاح الجو الى سفينة كسر الحصار

2018-08-11 06:10:45

خاص – راية -سامح ابو دية

تحدث الطيار الإسرائيلي يوناتان شابيرا، الذي اعتقلته بحرية الاحتلال على متن سفن كسر الحصار عن قطاع غزة قبل أيام، عن أسباب مشاركته في اسطول الحرية أكثر من مرة وما تعرض له خلال الاعتقال.

الطيار السابق شابيرا الذي يعمل ناشطا في حقوق الانسان، في حوار خاص لـ"زاوية 90" ، قال إن بحرية الاحتلال سيطروا على سفينة كسر الحصار واستخدموا الصواعق الكهربائية ضد الناشطين ووجهوا لهم لكمات رغم أنهم كانوا يقاومون سلميا.

صرخة "فلسطين حرة"

وعن مقاومة المشاركين في السفينة لجيش الاحتلال، قال: "كانت هناك مقاومة غير عنيفة، وقفنا ولم نتحرك ولم ندفع أحد، فقط شبكنا أيدينا أمام طرق مرور الجنود، لذا استخدموا الصواعق الكهربائية واللكمات"، مشيرا الى أنهم اعتدوا عليه بالمسدس الكهربائي مرتين في جهة القلب بالمرة السابقة، كما اعتدوا على القبطان بالكثير من اللكمات.

وتابع شابيرا: "بعد ذلك قاموا بسحب السفينة لميناء اسدود، وعند وصولنا للقاعدة البحرية بدأنا بالهتاف انا وجميع النشطاء بالقول (فلسطين حرة، فلسطين حرة) وكان باستطاعة جميع من في القاعدة سماع صوتنا، وبهذا كنا متحدين بدل أن نكون معتقلين".

ورغم ما تعرض له الناشط الحقوقي الإسرائيلي والطيار السابق في سلاح الجو الإسرائيلي، الا أنه أبدى رغبة وإصرارا على المشاركة مجددا في سفن كسر الحصار في المستقبل، ويضيف: "لن نتوقف بسبب المضايقات التي نتعرض لها، ورغم وجود الكثير من المستوطنين الذين يحاولون ايقاعي بالخطأ ويتربصون بي".

وأشار الى أنه حاصل على رخصة دولية لقيادة سفينة صغيرة "قارب"، يقول: "لو احتاجوني للذهاب مجددا الى قطاع غزة سأكون جاهزا للذهاب مرة أخرى وفي أي وقت دون تردد أو خوف".

الوصول لغزة

وعن مخاوفه من تعرضه للأسر في حال وصول السفينة لقطاع غزة، خاصة وانه طيار خدم في سلاح الجو الاسرائيلي، قال: "كان عندي اعتقاد دائم بأنه ربما يحدث لي شيء كوني ناشط في حقوق الانسان، لكنني كنت اشعر بالاطمئنان (..) حتى والدتي كانت ناشطة حقوقية وكانت تدخل للقرى، وعندما كان الجنود يرونها، كانوا يسألونها (الا تخافين، هناك خطر) فترد على الجندي قائلة (اخلع بدلتك العسكرية والقي سلاحك وتعال لتساعد ولن تشعر بالخوف) وهذا بالضبط ما اشعر به، فقد خلعت بدلتي العسكرية ولا احمل سلاحا، فالكثير من الأشياء تتطلب المخاطرة واذا لم نخاطر فلن نتحرك من المنزل".

جرائم الاحتلال في غزة

اما عن رأيه في جرائم الجيش الإسرائيلي التي يرتكبها ضد المشاركين في مسيرات العودة السلمية على حدود القطاع، فقال شابيرا: "هذا يؤدي الى الصدمة ويجب وضع ذلك تحت بند (القتل والإرهاب) من قبل الجيش الإسرائيلي".

واعتبر الطيار السابق في الجيش الإسرائيلي، ان ذلك يعطي الشجاعة والامل لكثير من الناس للاستمرار في هذه التظاهرات، والعودة مجددا كل أسبوع وألا يخافوا، مشيرا الى "أننا هكذا سننتصر على الإرهاب الصهيوني، وهكذا سيتحفز الناس على التظاهر ربما في المجتمع الإسرائيلي وأجزاء أخرى من العالم".

ورفض الطيار السابق في الجيش الإسرائيلي، اعتبار الجيش انه يستخدم "القوة المفرطة" فقط، في دلالة على صِغر المعنى، يقول: "هذا مصطلح يستخدمه الدبلوماسيون، فالتوصيف الادق هو أن الجنود الإسرائيليين يرتكبون جرائم قتل، فهم يقتلون الناس المقتربين من السياج بدم بارد، وهذه جرائم حرب يجب ان توقظ العالم في كل مكان".

الحادث الذي غيّر حياته

في عام 2002 نفذت طائرات الاحتلال عملية اغتيال لقائد في حركة حماس بغزة "صلاح شحادة"، حيث ألقت مقاتلات حربية قنبلة تزن طن على منزله في منتصف الليل، مما أدى الى استشهاد 15 مواطنا بينهم أطفال.

يقول شابيرا: "شعرت عندما نفذ الجيش عملية الاغتيال أن هذا عملا إرهابيا وقتل، عند القاء القنبلة والعودة من حيث أتيت فانت تقوم بهذا كالجبناء، لذا شعرت أن طفلا إسرائيليا قد مات هناك مع الاطفال الفلسطينيين".

يضيف: "هذا فتح عيناي واستيقظت، رغم أنني لم أقم بالقصف ولا مرة من خلال الطائرات القاذفة، وشعرت أيضا بالمسؤولية حيال ذلك كوني جزء من سلاح الجو الإسرائيلي، وبما انني اخدم في سلاح الجو فإنني أيضا مذنب تجاه ما جرى".

بعد حادثة اغتيال شحادة بعام واحد (2003)، قام شابيرا وعدد كبير من الطيارين بنشر رسالة عدم انصياع للأوامر، يقول: "نشرنا رسالة انا وجميع الطيارين بأننا لن ننصاع لهذه الأوامر واننا لن نكون جزءا من الاحتلال او حتى جزء من هذه الجرائم، رفضنا ان نكون جزءا مباشرا أو غير مباشر واننا سنكون بعيدين عن هذه العمليات".

إسرائيل ترتدي قناعا

في مرحلة ما تيقن الناشط الحقوقي الاسرائيلي من ان حكومة الاحتلال تعمل على قتل المدنيين بقصد وليس كما كانت تدعي دائما وتقول بانها تدافع ولا تريد ان تقتل المدنيين، وتبين في نهاية الامر أنها "يرتدي قناعا" وتتحدث عن حقوق الانسان والديموقراطية والسلام وعمليا هي ليست كذلك، وفق قوله.

يضيف: "عندها بدأت بالقراءة في كتب التاريخ والتعلم والاتصال بأشخاص لكي اتعلم من جديد ماذا تريد حكومتنا ودولتنا، كنت أشعر كما لو أنني اسكن في غرفة مظلمة ولم اعلم بالضبط أين انا".

غزة معسكر اعتقال

سفن كسر الحصار هي نوع آخر من الأشياء التي يؤمن شابيرا بضرورة القيام بها "من أجل أن يعلم العالم بأننا لن نصمت على وجود سكان قطاع غزة في معسكر اعتقال، وأننا نقدر ما يقومون به هناك من مظاهرات وان هذا يحفزنا لنفعل كل شيء لتوليد ضغط دولي على حكومتنا".

اسرائيل والصهيونية

وأعرب الطيار الإسرائيلي السابق، عن حزنه واستيائه من حكومته في هذا الوضع بسبب الجرائم والقتل التي تتم، يقول: "يجب أن نجند المزيد من الأشخاص للاعتراض على سياسة حكومتنا (..) تاريخ اليهود يوجد به الكثير من المعارضة والمقاومة للحكومات الوحشية، وهذا بالضبط ما اريد اظهاره للناس وهو اننا عندما نعترض على حكومتنا وجيشنا فإننا في الواقع نكون بجانب الكثير من الناس الذين يرفضون فكرة معسكرات الاعتقال".

وتابع: "الصهيونية ودولة إسرائيل لا تمثل تاريخ الشعب اليهودي، ولذلك نحن نتصدى لهم ونقاومهم، لذا انا ضد حل الدولتين ومع حل الدولة الواحدة الديمقراطية اذ يكون الجميع فيها صاحب حقوق وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين وبناء قراهم، انا ضد الانفصال لأنه خطير جدا، ومن يقول ان الحل في الدولتين فهو مخطئ، لان انسحاب المستوطنات من الضفة الغربية قد يقود لممارسة القصف والتفجير في الضفة كما حدث في قطاع غزة"، وفق تعبيره.

وعن اتجاه الشارع الإسرائيلي نحو اليمين، وانخفاض أصوات دعاة السلام في إسرائيل، علّق قائلا: "اعتقد أن الناس في إسرائيل يعلمون القليل ويقابلون القليل من الفلسطينيين، كما أن هناك معارضة ولكنها صغيرة جدا، والناس أيقنوا أن المشكلة أكثر شمولية من كونها انسحاب من المناطق الفلسطينية".